مع اقتراب الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة مسابقة المبدع الصغير..فريدة النقاش: التجربة حديثة وتثرى الحياة الثقافية المصرية..يعقوب الشاروني:لدينا مواهب كثيرة والمسابقات هي أفضل وسيلة لاكتشافها. 

446

جائزة الدولة للمبدع الصغير للأطفال والنشء من سن 5 سنوات إلى 18 سنة تأتي في الترتيب الخامس، والأحدث من بين جوائز الدولة المصرية التى تقدمها وزارة الثقافة بعد الجوائز “التشجيعية والتفوق والتقديرية والنيل” تحت رعاية السيدة إنتصار السيسي زوجة رئيس الجمهورية وتبنتها وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، وتضم مجالات الثقافة والآداب والفنون والابتكار، وتبلغ القيمة المالية لكل فرع من فروع الجائزة 40 ألف جنيه، وتقسم إلى فئتين عمريتين، من سن 5 حتى 12 سنة، ومن 12 حتى 18 سنة. وسوف يعلن عن الفائزين بها في الأيام القليلة المقبلة.

تحقيق: أمل خليفة  

أكدت الأديبة الكبيرة فريدة النقاش،عضو مجلس الشيوخ أن أي جائزة تفتح الباب لكثير من الناس الذين لم يكن لديهم فرص لتتقدم في هذا المجال أو ذاك فتستطيع أن تتقدم وأكيد هذه المسابقة ستكون مفيدة جدًا في كثير من مجالاتها، وحول تقسيم المسابقة إلي فئتين عمريتين فقط. أضافت النقاش قائلة: التجربة حديثة وسوف تتضح نتائجها وعلى ضوء هذه النتائج يمكن معالجة أي ثغرات.

ولا تري النقاش أى مانع من أن يقوم بتحكيم هذه الجائزة تربويون بجانب أدباء ومبدعين لأن المبدع لديه نظرة شاملة للإبداع ويستطيع رؤية الصورة كاملة، والتربوي له رؤية مختلفة من زاوية أخري مثل التعليم والقدرات وغيرها. وبذلك يحدث بينهم نوع من التكامل.

(تبسيط العلوم) 

وفي نفس السياق استعرض الكاتب يعقوب الشاروني الخبير في أدب الطفل أهمية مسابقة المبدع الصغير قائلاً: حاليًا يتم البحث عن وسيلة لإكتشاف الموهوبين في مجالات مختلفة سواء أدبا أو فنا أو علوما،لأن هناك جائزة أيضًا لتبسيط العلوم، ولقد أنتهي التحكيم بالفعل، ولكن لم يُعلن بعد عن نتيجة المسابقة. وفيما يتعلق بنشر الأعمال الفائزة قال الشاروني: ليس هناك كلام في هذا المضمار في الوقت الحالي، لأن المسابقة تنقسم إلى مرحلتين عمريتين من عمر 6 سنوات إلي 12 سنة ومن 12سنة إلي  18 سنة وبالتالي كل الاعمال لأطفال، ونحن في إنتظار إعلان النتيجة، وبعدها سنري ماذا سيفعل الأطفال الذين فازوا بالجائزة وهل سيكون هناك دور نشر ترغب في نشر اعمالهم.

وأضاف الشاروني قائلًا: نحن دائمًا نقول أننا لدينا أولاد موهوبين في كثير من المجالات، ولكي نصل إليهم، فأفضل وسيلة للوصول إليهم هي المسابقات، ونحن لدينا بالطبع نواد وقصور ثقافة ومراكز للشباب،لإعطاء الفرصة لكل طفل موهوب في أي مكان موهوب سواء كانت موهبته في الكتابة أو الرسم او الموسيقي أو تبسيط العلوم أو حتي في الاكتشافات أو في التعامل مع الكمبيوتر وتصميم البرامج فالمواهب متعددة في مصر ولا يوجد طريقة نصل بها إليهم إلا من خلال مسابقة على مستوي الجمهورية ويتقدم لها كل من يريد وفق الشروط في قصور الثقافة ثم تعرض الاعمال على لجان التحكيم وسوف يفوز شخص واحد في كل فرع ومن ثم يمكن تبني الفائزين من أصحاب المواهب وهذا شيء موجود في نص قانون الجائزة بدعوة المجتمع المدني وأجهزة الدولة برعاية الفائزين فالجائزة تسعي لاكتشافهم وكل جهة قادرة علي تنمية هذه المواهب عن طريق ما سواء بالنشر أو عن طريق دورات تدريبية أو ورش عمل أو رحلات كل وفق تخصصه.

واستطرد الشاروني قائلاً: بعد ظهور النتيجة ستوضع تنظيمات أكثر لكيفية رعاية الفائزين بهذه الجوائز. فهذه أول سنة تقام الجائزة مع الوضع في الاعتبار أزمة كورونا، ومع ذلك نحن كنا نتمني طوال عمرنا أن يكون هناك جائزة بهذا الشكل لكل أطفالنا لأن مصر ثرية بالموهوبين وكان اكتشافهم يتم بالمجهود الشخصي أو بالصدفة، وهذا لا يصح فالمفروض وجود جهد مؤسسي لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم بعد ذلك وهذا ما سوف يحدث ويستمر.

(مراكز التدريب)     

وفي نفس السياق قال كاتب الأطفال عبده الزراع الحائز، بلا شك هذه المبادرة سوف يكون لها دور كبير وإيجابي لأن نحن في مسيس الحاجة إلى اكتشاف مثل هؤلاء المبدعين الصغار وهذه المسابقة التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة تحت إشراف السيدة إنتصار السيسي سيكون لها مردود كبير جدًا خاصة في المستقبل ويمكن أول دورة قد لا تأخذ النصيب الأكبر من الاهتمام، لأن الناس ما زالت لم تتفهم طبيعة هذه المسابقة على الوجه الأكمل، ولكن أعتقد أن عددا كبيرا من الآباء والأمهات سوف يتوجهون بأولادهم الموهوبين إلى مراكز التدريب على الرسم والموسيقى وعلى كتابة الشعر وحضور الورش الفنية وغيرها من هذه الأشياء التي تصقل مواهب هؤلاء الأطفال لكي يستعدوا في الأعوام المقبلة في التقديم إلي مثل هذه المسابقة خاصة وأن قيمة جائزة هذه المسابقة مبلغ كبير 40 ألف جنيه تقريبًا للفائز الواحد وهذا يعتبر في عرف المسابقات الأدبية مبلغا كبيرا جدًا

وأستطرد الزراع قائلا عندما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية كانت قيمة الجائزة  عشرين ألف جنيه وهذا مبلغ كبير جدًا بالنسبة للطفل وسوف تؤتي هذه المسابقة ثمارها المرجوة في الخمس سنوات المقبلة على وجه التحديد إذا حبينا أن نحدد لأنني أشعر أن الناس بالفعل بدأوا يتوجهوا لتدريب أولادهم على حضور ورش الكتابة وحضور ورش الرسم والموسيقي وتجويد مواهبهم بحيث إنهم يستطيعون أن يقدموا في مثل هذه المسابقة.

(اضاعة الفرصة)

وتحدث الناقد محمود قاسم قائلًا: أي مسابقة خاصة بالمبدعين مطلوبة جدًا ولكن الأهم من هم فريق العمل القائم علي المسابقة والذي سوف يتابع سير المسابقة هل هم أشخاص لديهم ثقل وأهمية في ثقافتهم، فالمسابقات في السنوات العشر الأخيرة كان بها بعض القصور والعيوب ولقد نبهت إليها حيث إن بعض الآباء في هذا النوع من المسابقات يقومون بنقل القصص من مواقع التواصل الاجتماعي ويشتركون بها في المسابقات، وبالتالي إضاعة الفرصة على المبدعين الحقيقيين.

وأستطرد قاسم قائلًا: وهذا يمكن التغلب عليه بأن يكون المحكم نفسه فاهما وقارئا جيدا للنص، كما يجب أيضًا أن يحدد نوع الموضوع داخل المسابقة بحيث إنه يكون مبتكرا فيصعب نقله من الانترنت.أو يكون الإختيار ما بين ثلاث موضوعات مبتكرة فمثلا كتابة قصة عن الخيال العلمي في موضوع كذا.

وهذه الطريقة تضمن للمحكم أن النصوص التي ستأتي له كلها مكتوبة ومؤلفة من الذين يحبون الخيال العلمي.

كان لابد من تبني السيدة إنتصار السيسي لهذه المسابقة حتي يكون لها مهابة وتعمل لها وزارة الثقافة حساب خصوصًا إن وزارة الثقافة في الوقت الحالي ضعيفة جدًا و لا يوجد بها أنشطة وكل شغلها شغل إجرائي وبالتالي محتاجة لدعم السيدة الأولي حتي يعود شغلها كما كان ويعود مرة أخري نادي سينما الأطفال ومعرض كتاب الأطفال وغيرها من الأنشطة.

وحول تحكيم هذا النوع من المسابقات هل يكونوا مبدعين أم تربويين أكد قاسم علي ضرورة البعد عن التربويين أنا متخصص في الجوائز الأدبية ولدي كتاب بعنوان”موسوعة الجوائز الأدبية” فمثلًا اهم جائزة في فرنسا الذي يحصل عليها بعد دورة أو دورتين يصبح عضوا في الجائزة بعد ذلك فالمبدعون الذين يفهمون كل منهم الآخر لذلك المبدع هو الذي يستطيع أن يكشف العمل المسروق من عدمه لأنه مبدع كذلك الناقد لا يستطيع إلا قليلًا وكذلك الموظف فلابد ان يكون مبدعا

وحول المرحلة العمرية أضاف قاسم قائلًا: هناك نوعان من المرحلة العمرية مرحلة من 5 سنوات إلي عشر سنوات وفي هذه المرحلة يكون الكلام أقل والموضوع يعتمد علي الصورة أو الرسم ومرحلة من عشر سنوات إلى 16 سنة وهذه المرحلة يكون فيها الخيال أكبر والكلام أكثر وبيحدد الموضوع وفق العمر فلابد من تحديد الموضوع.فهذه الطريقة سوف تغلق الطريق أمام المزوريين والمدلسين، وعندما نبهت إليها حدث نوع من التباكي بدعوي التشجيع والتحفيز فهذه مسابقة وليست إحسانا فلابد أن تذهب إلي الموهوبين ففي عهد سوزان مبارك مثلًا كانت الكتب أو الأعمال الفائزة سواء للشبان أو المحترفين يتم نشرها وتوزيعها في كتب لتفرح صاحب الإبداع، وأنا فعلت نفس الشيء في الثقافة الجماهيرية  مع أطفال موهبين أصبحوا الآن فنانين كبار بسبب الدعم والتشجيع.

التعليقات متوقفه