إقبال بركة تكتب:بنت مصر التى غادرتنا

191

شكشكة
بنت مصر التى غادرتنا

بقلم إقبال بركة
المتأمل لقصة حياة السيدة الراحلة جيهان صفوت رؤوف (29 أغسطس 1933 – 9 يوليو 2021)، او جيهان السادات زوجة الرئيس المصري مُحمَّد أنور السادات لابد و ان يسلم بأننا لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، و أن لكل إنسان دور مقسوم لابد أن يؤديه . فتاة جميلة والدها أستاذ جامعي مصرى يحمل الجنسية البريطانية ووالدتها إنجليزية تلتقى عام 1948 بضابط مصري، هو أنور السادات، فتقع فى غرامه من أول وهلة ، وتقرر الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه 3 بنات.! لا شك أن قرارها كان صدمة كبيرة لوالديها، لا أعرف كيف استسلما لها،. ويتم الزواج في 29 مايو 1949 و تنجب منه ثلاث بنات هن “لبنى” و”نهى” و”جيهان” وولد واحد هو “جمال”. المهم أن ذلك الزوج كان متزوجا من سيدة مصرية و له منها ثلاث بنات ! و لك ان تتخيل حياة هذا الضابط ومسئولياته العديدة وكيف يمكن لمن فى مثل ظروفه ان يشارك فى ثورة ستغير ملامح مصر بل والعالم العربى.
كل هذا الزحام فى حياة جيهان لم يعقها عن أداء أدورها التاريخية وأعمالها التى ستخلد إسمها، فهي أول سيدة أولى في تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج لتباشر العمل العام بنفسها بين صفوف الشعب المصري و لن ننسى أدوارها الهامة في مصر ومشروعاتها وعلى رأسها مشروع تنظيم الأسرة ولن ننسى دعمها الدور السياسي للمرأة وتعديل بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان، و قد أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في الفترة ما بين 1970م إلى 1981م.
ولم تعقها كل تلك المسئوليات عن استكمالها رحلة التعليم الذى كانت قد قطعتها بعد زواجها، فتحصل على بكالوريوس في الأدب العربي، جامعة القاهرة عام 1977 ثم ماجستير في الأدب المقارن، جامعة القاهرة عام 1980 ثم درجة الدكتوراة من كلية الآداب بجامعة القاهرة الأدب المقارن، جامعة القاهرة عام 1986 و تعمل مُحاضرة جامعية في جامعة القاهرة
ثم أستاذا زائرا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية..!
كل هذه الأعباء والواجبات لم تعق جيهان عن مشاركة زوجها الرئيس الراحل أنور السادات كل الأحداث الهامة التي شهدتها مصر بدءا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981.وكانت فترة حكمه عامرة بالأحداث المثيرة بل الصادمة.
الغريب ان من يقرأ مؤلفاتها مثل كتاب «سيدة من مصر» لن يجد الكثير عن حياتها الخاصة ، بل مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات. كذلك
كتاب «أملي في السلام» الذى نشر في عام 2009 وهو يمثل تحليلا ورؤي سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي.
لقد سعدت كثيرا بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنح السيدة الراحلة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.رحم الله الفقيدة وغفر ذنوبها و اسكنها فسيح جناته

التعليقات متوقفه