ابنة الجلبة …نسرين طرابلس

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

157

ابنةُ الجلبة

      نسرين طرابلسي 

صمتي ليس أصيلاً

أنا ربيبةُ دفءِ الصَّخبِ

حفيدةُ الضجيجِ

سيدة اللّغطِ والعجلة

أغنية مهدي ثرثرةٌ على وزن الهمهمة

وإثارتي تكتمل برذاذ الهمس

ومنثورِ الشهقات

طفولتي ربت في بحيرة صياحٍ

على ضفاف الـ يــــــــــــــــا

وتخوم الـ هــــــــــــــــاي
وصخور الــ أنتِ

وأنّى خُيِّل إليَّ أنّني سمعتُ نداهةً لبّيت..

في وحدتي أنشج مثل نولٍ صديءٍ
اختنقَ بخيطانِه

أفتح صنابير المياه لأصنع شلالاً

أحاور البلاط بكعبيّ
وأقلد أصوات العصافير
فينهمر الخريف من الجدران

وتضع كلُّ الأبوابِ مفاتيحها بين يدي

 من وحدتي أصنعُ غابةً

أملؤها بعويل عتب

مثل طفل ربّته الذئابُ

فصار حنوناً ودافئاً كفراء
وغريباً كلقيط

الصمت من صفاتي المكتسبة

وحمضي النووي مضفورُ أصواتٍ ملونة

من إيقاعاتِ تصفيقٍ

ونشوةِ حشودٍٍ ممزوجةٍ بأنين المسافات البعيدة

وتأفُّفِ المساحات الضيقة

وفرهدة القلب للضحكات

ربما حملتني أمي في أذنها
وولدتني من فمها وهي تعطس عطستها الشهيرة

ربما أنا الأفعى التي سمعت بجلدها
هسهسة الرغبات

الحب عندي حديثٌ يطولُ
واشتباك شفاه

وحين تكمِّمُني أكتب
وحين تلجمني أرسم
وحين تشرد لوجهةٍ أخرى
أطلق بعيداً عنك زمام حكايتي

وإذا ما أُجبرتُ على الصمت
يفيض الماء الحبيس من عيون الأرض
وإذا ما عوقبت بالصمت
ملأت مابين السطور بلافتات الاحتجاج
وحين ينتهي الكلام
أرتب حبي في حقيبتي مع ثيابي الشتوية وأحذيتي التي
أستطيع أن أقفز بها في برك الوحل
مع مجفف الشعر وعلبة الماكياج
واللاب توب

والقليل جدا من كراكيبِ الذكرياتِ
وأمضي
 

أنا التي أضع قلبي على لساني وأحبُّ
سأبتلعه الآن.

التعليقات متوقفه