إقبال بركة تكتب:عودة إلى الحجاب  

505

شكشكة

عودة إلى الحجاب  

بقلم إقبال بركة

لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ خبرا عن غطاء رأس المرأة المسمى ” الحجاب”، والذى يوصف بالإسلامى، وآخر ما قرأت يوم الجمعة 16يوليو عن ” رويترز” أن محكمة العدل العليا بالاتحاد الأوروبي أصدرت الخميس 15 يوليو 2021  حكما يتيح حظر ارتداء الحجاب فى اماكن العمل فى ظروف معينة، وأن الشركات يمكنها منع الموظفات المسلمات من ارتداء الحجاب في ظروف معينة.. ” عند حاجة صاحب العمل فى تقديم صورة محايدة للعملاء او الحيلولة دون أى مشاحنات اجتماعية ” ( المصري اليوم الجمعة 16 يوليو 2021).

وقضية ” الحجاب” ، وفقا للخبر، تثير جدلا فى أنحاء أوروبا منذ أعوام و تسلط الضوء على الإنقسامات الحادة بشأن دمج المسلمين فى المجتمعات الأوروبية. و رأى أن الحجاب تفرقة زاعقة بين الذكور والإناث، فأنت تعرف المرأة المسلمة عندما تراها مرتدية حجابا، ولكن هذا لا ينطبق على الرجل المسلم لأن لا شىء يميزه عن بقية الرجال، مثل الرجل اليهودى الذى يغطى رأسه بطاقة على سبيل المثال. وهكذا تساوت المرأة المسلمة مع الرجل اليهودى! كلاهما يغطى رأسه بدعاوى دينية!

الغريب أن النساء المسلمات اللاتي هجرن اوطانهن احتجاجا على أفكار وممارسات بعض  مواطنيهن، يتشبثن بالحجاب فى بلاد الغربة . وأغلب الظن أن العديد منهن لا يعرفن السبب الحقيقى لتغطية الرأس، ولا يدركن لماذا الإصرار على التميز و الإختلاف؟ لماذا الحرص على شيء كتب الكثيرون انه ليس فريضة وإن كان محبذا لدى البعض كوسيلة للإحتشام وعدم التبرج ؟ كانت الجماعات الإسلامية ( الإخوان و السلفيون وغيرهم) قد اتخذوا من غطاء رأس النساء علامة على تفشيهم بين الشعوب المسلمة واقتناع الأغلبية العظمى، خاصة من الشباب، بافكارهم. وهو أمر فى حاجة للدراسة و للإثبات بأدلة قاطعة.

و كنت قد قررت عدم الكتابة فى هذا الموضوع بعد صدور كتابى ” الحجاب، رؤية عصرية” الذى لقى نجاحا كبيرا وتم توزيعه في أغلب البلاد العربية، وكتب عنه الكثيرون. بل ان بعض معارفى قررن، بعد قراءة كتابى و بتشجيع من أزواجهن، خلع الحجاب مع استمرار أداء الفروض الخمسة. ولكنى اضطررت لخوض الموضوع بعدما قرأت الخبر المنشور اول المقال. لقد وصل الأمر إلى حد أن تتدخل محكمة العدل العليا بالاتحاد الأوروبي وتصدر حكما يتيح حظر ارتداء الحجاب فى اماكن العمل فى ظروف معينة وان صاحب العمل من حقه أن يمنع الموظفات المسلمات من ارتداء الحجاب!

 والخبر يشى بأن أصحاب الأعمال ضاقوا ذرعا باللذين فتحوا لهم الأبواب و رحبوا بهم فى البداية لدواعى إنسانية. نعم ضاقوا ذرعا بأولئك المتعصبين دينيا، و قرروا ألا يستقبلوا او يغيثوا المزيد منهم ، إتقاء لما يثيره وجودهم من مشاحنات اجتماعية او مشاكل بينهم وبين العملاء. وهكذا وصلنا بديننا الحنيف إلى طريق مسدود. فهل هذا ما يريده المتعصبون..؟!

التعليقات متوقفه