فى ذكرى ثورة يوليو الـ 69..” السد العالى” مشروع غيّر وجه الحياه للمصريين

تقرير دولى: أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين

71

د/ عبد الفتاح مطاوع: بمثابة المشروع القومي الأول لثورة وحوّل المشكلة إلى فرصة

كتبت رضا النصيرى:
نحتفل هذه الايام بالذكرى الـ 69 لثورة 23 يوليو 1952، والتى خلفت وراءها مكتسبات عديدة للشعب المصرى على كل المستويات، ويعتبر ” السد العالى”، علامة بارزة من إنجازات هذه الثورة ، ذلك المشروع القومى الذى التف الشعب من اجله حول زعيمهم ” جمال عبد الناصر” ، فظل وسيظل حصن الامان لمصر، ويعده الكثير بأنه معجزة القرن التاسع عشر، لأنه استطاع أن يحفظ البلاد على مدى عقود من مخاطر الجفاف، بالإضافة إلى أنه ساهم فى نهضتها زراعياً وصناعياً واقتصادياً.
الفكرة
” السد العالى” ، مشروع تقدم به المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952، لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وبناء على قرار مجلس قيادة الثورة، وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، بدأت الدراسات في 18 أكتوبر2 195، وقد بلغ طوله 3600 متر منها 520 مترا بين ضفتي النيل، ويمتد الباقي على هيئة جناحين على جانبي النهر، ويبلغ ارتفاعه 111 مترا فوق منسوب قاع نهر النيل، عرض القاعدة 980 مترا، عرض القمة 40 مترا، حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من اسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
وبدأ بناء السد في عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي، عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968، وافتتح السد رسمياً في عام 1971.
دواعي الإنشاء
بحسب الخبراء، أقدمت مصر على بناء السد العالي لأنها كانت في احتياج لكل قطرة مياه إضافية، حيث ظلت حتى تسعينيات القرن العشرين تقترض 4 مليارات متر مكعب من حصة السودان، وكانت الأخيرة لا تستخدمها لأنها فائضة عن حاجتها قبل أن تبدأ في استخدامها لخدمة التوسع الزراعي، بالإضافة إلى استخدامه في توليد الكهرباء في ظل ما كانت تعانيه من موارد طاقة في هذه الفترة.
فوائد السد العالي
حمى السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987، حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.
كما واجه هذا السد أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلى 2002، فلولا وجوده لهلك الحرث والنسل وتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة، حيث ساعد فى التوسع بالمساحات الزراعية نتيجة توفر المياه، أفقيا ورأسيا، كما عمل على زيادة أنوع المحاصيل الزراعية بسبب كثرة المياه والذي ساهم بارتفاع نسبة الزراعات بنسبة الثلث لكل عام، وعمل اعلى وجود محطة الكهرباء عند مخارج الأنفاق ويتصل بكل منها توربينات لتوليد الكهرباء والذي يبلغ عددها 12 توربينا قدرة الواحد منها 175 ألف كيلووات، القدرة الإجمالية للمحطة 2.1 مليون كيلووات، الطاقة الكهربية المنتجة 10 مليارات كيلووات ساعة سنويا.
وفى عام1952 تم توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد، وفي مايو 1959راجع الخبراء السوفييت تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوى واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد، وفي ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.
وفي تقرير صدر عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبري، قُيِّم السد العالي في صدارة كل المشروعات، واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين، قبل الانشاء كان الفيضان يغمر مصر، وفي بعض السنوات حين يزيد منسوب الفيضان يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وغرقها، وفي سنوات أخرى حين ينخفض منسوبه تقل المياه وتبور الأراضي الزراعية، الى ان أحدث السد نقلة نوعية كبيرة في التنمية في مصر، حيث نقلها من الزراعة الموسمية إلى الزراعة الدائمة، وحماها من أضرار الفيضانات وأسهم في استصلاح وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، ويعد من أهم إنجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
سد جديد
من جانبه ، يرى دكتور ” عبد الفتاح مطاوع”، رئيس قطاع النيل الاسبق بوزارة الموارد المائية والرى ، أن السد العالى ، بمثابة المشروع القومي الأول لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، فهو مشروع تحويل المشكلة الى فرصة و منها الآتى: تخرين مياه النيل المهدرة الى البحر المتوسط فى بحيرة ناصر، بالاضافة الى وقاية مصر من الفيضانات المدمرة، وحماية مصر من سنوات الجفاف المهلك، وكذلك توليد طاقة كهربائية لإنارة وتصنيع مصر، علاوة على تهميش مشروعات التخزين المائى بدول المنابع و تأثيرها على مصر، ومنع الابتزاز السياسى لمصر من الهواة من السياسيين بدول المنابع.
واضاف ” مطاوع” ، انه بكل تأكيد هناك العديد من الفوائد الأخرى مثال مشروعات استصلاح الاراضي الزراعية بالدلتا و صعيد مصر وسيناء وزيادة الرقعة الزراعية المنتجة و المأهولة بالسكان الجدد، علاوة على ان معظم مياه الشرب والصناعة للمدن الجديدة بمصر من مياه نهر النيل التى تم اضافتها لحصة مصر السنوية من مياه النيل، اما بالنسبة للسودان زادت حصتها السنوية من مياه النيل من ٤ مليارات الى ١٨،٥ مليار متر مكعب سنوياً، وبالنسبة لمصر زادت حصتها السنوية من ٤٨ مليار متر مكعب الى ٥٥،٥ مليار متر مكعب سنوياً.
واوضح ” مطاوع ” انه على الرغم من كل ذلك يمكن لمصر إنشاء سد عالى جديد ببحيرة ناصر لتوفير ٢ مليار متر مكعب من جملة ١٠ مليارات متر مكعب من مياه البخر السنوى ببحيرة ناصر، مشيرا الى ان فكرة إنشاء سد عالى جديد فى بحيرة ناصر قام بدراستها كاتب هذه السطور عام ١٩٩٩ مع مجموعة من زملائه الباحثين وهو يهديها للجمهورية الجديدة اذا ما ارادت بالإضافة الى مجالات التنمية الأخرى من توليد طاقة و تخزين طاقة و مد شرايين جديدة من مياه النيل الى سواحل البحر الاحمر وخليج السويس ومنخفض القطارة و مشروعات تنمية الساحل الشمالى الغربى وذلك لأجل ربط مشروعات التنمية بكل ربوع مصر.

 

 

التعليقات متوقفه