مشروع «من الإبرة للصاروخ».. خطة عبدالناصر لتأسيس دولة صناعية قوية

تدشين قلاع صناعية ضخمة أبرزها الغزل والنسيج والحديد والصلب ومجمع الألومنيوم

261

عودة سمعة المنسوجات المصرية مرهون بنجاج تطوير القطاع.. والألومنيوم يطالب بتخفيض أسعار الطاقة

إطفاء شعلة الحديد والصلب بعد 67 عاما في خدمة الوطن.. وخطط لإحياء «النصر للسيارات»

اعتمد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في بناء الدولة القوية على أسس ومبادئ راسخة، والتطوير الشامل في كل مناحي الحياة، وأهمها الصناعة والزراعة، وهما أساس بناء اقتصاد قوي لدولة قوية، وانتهج الزعيم الراحل في ثورته الصناعية على تدشين مصانع وطنية ضخمة تحت شعار «من الإبرة للصاروخ.

سار «عبدالناصر»، وفق خطط زمنية محددة لبناء قاعدة صناعية شاملة، ففى ظل الخطة الخمسية الأولى أنشأت مصر السد العالي، وشركة الحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم فى نجع حمادي، وغيرها الكثير.. «الأهالى» تعرض نماذج من أهم القلاع الصناعية التى تم تشييدها، في رحلته الشاملة نحو مرحلة بناء مصر.

الحديد والصلب

بعد 67 عاما من العمل في خدمة الوطن، قررت الجمعية العامة غير العادية لشركة الحديد والصلب، إحدى الشركات وزارة قطاع الأعمال العام، تصفيتها، في يناير الماضي، حيث تأسست الشركة عام 1954.

يعتبر «الحديد والصلب»، أخر كيان خسرته الصناعة الوطنية، وتمت تصفيته، ففى ظل ظروف صعبة وتضييق وحصار اقتصادى، تغلب الرئيس جمال عبدالناصر على كل هذه المعوقات، وأصدر فى عام 1945 مرسوما بتأسيس مجمع الحديد والصلب فى منطقة التبين بحلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب فى العالم العربي برأسمال 21 مليون جنيه، واستطاع وضع حجر الأساس لهذه القلعة الصناعية فى عام 1955، حيث كانت هى البوابة الرئيسية نحو التصنيع وخاصة الصناعات الثقيلة.

وكانت الشركة تعتبر من أكبر المجمعات الصناعية فى مصر يعمل بها نحو 11 ألف موظف وعامل ، فبجانب الاعتماد الرئيسي عليها في الصناعة، وأنها كانت النواة الأولى لتدشين جميع الصناعات الاستراتيجية الأخرى، كان لها دور وطني هام في التمهيد لحرب أكتوبر، وتوفير جميع احتياجات الجيش في ذلك الوقت من دشم وغيرها، استعدادا لحرب الكرامة.

ولكن الشركة واجهت مثلها مثل العديد من شركات القطاع العام وقطاع العمال الأعمال العام، تخسيرا متعمدا ، فضلا عن إهمال الصيانة الدورية للمصانع ، وأيضا التعنت الذى واجه الشركة في توفير فحم الكوك اللازم لتشغيل الأفران العالية.

النصر للسيارات

تأسست شركة النصر للسيارات فى عام 1959، وكان المخطط لهذه الشركة أن تقوم بصناعة أول سيارة مصرية، وفق برنامج زمنى وضع كان يبدأ بتجميع السيارات، وكان هدف إنشاء الشركة بمثابة مشروع قومي بنهضة صناعية كبرى تقوم على التبادل التجاري والصناعي والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والأيدي العاملة، استغلالًا لكل الطاقات وتدريبها لخدمة الوطن، وبدأت الشركة بـ290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة، بالإضافة إلى العمالة فى مصانع الصناعات المغذية للشركة، وكان يوجد بالشركة خط تجميع سيارات كامل بطاقة إنتاجية 15000 سيارة سنويا فى الوردية الواحدة.

ولم يختلف وضع هذه الشركة كثيرًا خلال العصور الماضية، فقد جاء قرار تصفية الشركة فى عام.

وفي الوقت الحالي، فقد تبدل الأمر كثيرا، وأحيت الدولة هذه الشركة، في خطة طموح تتبناها القيادة السياسية، لمواكبة العصر، من خلال انتاج أول سيارة كهربائية داخل الشركة، حيث أكد المهندس هانى الخولى العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، إن الأجزاء الخاصة بالسيارة الكهربائية التي سيتم تصنيعها في مصر جاءت لمصر خلال الفترة الماضية، وتم تسلمها من الشركة الصينية، موضحا أن شركة النصر للسيارات في مرحلة الاختبار لتلك السيارات قبل تصنيعها، وأن الانتهاء من تصنيع أول سيارة كهربائية في النصف الثانى من عام 2022.

وتابع العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، أن المكون المصرى للسيارة سيكون بنسبة 55 إلى 58%، كما أن حجم السيارة متوسطة وليست صغيرة والبطارية الكهربائية تكون أغلى من بطارية السيارة العادية، واقتصاديات تشغيل السيارة الكهربائية أرخص بكثير من تشغيل السيارة بالنزين.

وتبلغ مساحة الشركة 144 فدانًا وتحتوى على 5 مصانع بخلاف 72 مخزنًا.

مجمع الألومنيوم

تميز بُعد النظر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسعيه حول ثورة صناعية شاملة فى الشروع فى إنشاء مجمع للألومنيوم بنجع حمادى، بجانب السد العالى، وأصبح أكبر مصنع ألومنيوم فى العالم العربي، بقدرة إنتاجية 320 ألف طن سنويًا.وعمل بالمصنع ما يزيد على عشرة آلاف عامل.

ومن جانبه، أكد المهندس معتز محمود رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب: أن مجمع الألومنيوم إحدى القلاع الصناعية الكبرى في صعيد مصر وأسهم في دعم الاقتصاد المصري لعقود من الزمن، ولن يتم السماح بغلقه.

وأضاف محمود، أنه لن يتم السماح لحدوث انهيار لهذا القطاع بعد أن بدأ التحسن، متابعا أن البحث عن حلول جارٍ لحماية هذه الصناعة.

ومن جانبها أكدت وزارة قطاع الأعمال العام أنه لا نية لتصفية مجمع الألومنيوم بنجع حمادى، موضحة أنه جارِ تنفيذ خطة للتطوير من خلال إحلال الجزء الأكبر من الخلايا القديمة مع إدخال تكنولوجيا جديدة أقل استخداماً للطاقة الكهربائية، وذلك بطاقة 250 ألف طن من الألومنيوم، على أن تنتهى دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع والتى تتم بإشراف استشارى عالمى خلال فترة وجيزة.

الغزل والنسيج

هو القطاع الصناعى الأضخم فى مصر والذى ارتبط اسمه بالزعيم جمال عبدالناصر، وساعد فى ازدهار هذه الصناعة بل زاد ارتباطها بمصر، الحالة الزراعية الجيدة لمحصول القطن، وتشجيع الفلاح على زراعته فى هذا الوقت، ولكن الوضع الآن اختلف كثيرًا.

كانت تمتلك الشركة القابضة للغزل والنسيج، 32 شركة تضم 63 ألف عامل موزعة على 9 محافظات هي: “الإسكندرية، والبحيرة، والشرقية، والدقهلية، ودمياط، وسوهاج، والمنيا، وبورسعيد، والغربية”، حيث يوجد بالغربية أهم الشركات وهى شركة مصر للغزل والنسيج فى المحلة الكبرى.

وقامت وزارة قطاع الأعمال خلال الفترة الماضية بدمج عدد من المحالج كأول مرحلة في خطتها للتطوير، ويجرى الأن دمج عدد كبير من الشركات، وتشمل عملية الدمج 23 شركة للغزل والنسيج لتصبح 8 شركات، و9 شركات لتجارة وحليج الأقطان لتصبح شركة واحدة.

 

التعليقات متوقفه