ماجدة موريس تكتب:حديث المصريين.. وحديث العرب

329

حديث المصريين.. وحديث العرب

ماجدة موريس 

«حديث العرب» برنامج، تقدمه د.درية شرف الدين علي القناة الاولي والفضائية مساء الخميس في السابعة، وهو برنامج حواري مع ضيف واحد ،له تاريخه السياسي او الاجتماعي او التخصصي ولديه خبرات عريضة، وأدوار في الحياة العامة مثل الدكاترة حسام البدراوي، وعلي الدين هلال، والروائي أشرف العشماوي والكاتبان حلمي النمنم ومفيد فوزي وكاتب الدراما عبد الرحيم كمال وغيرهم من كبار المصريين، ليدخل بنا البرنامج في حوار واضح المعالم، قوي، مليء بالزوايا الجديدة والمفاجآت التي تخرج من الضيف ما لم يقله من قبل في شفافية وشجاعة فائقة، وبالطبع فإن المحاورة د. درية شرف الدين ،الاعلامية القوية منذ برنامجها الاشهر «نادي السينما» وما بعده،ثم توليها مواقع عديدة مهمة وصولا لتوليها وزارة الاعلام، واخيرا انتخابها رئيسة للجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب الجديد، تبدو خبراتها الكبيرة واضحة في حوار يبدو هادئا بأسلوبها، ولكنه يمتلئ بما لا يتوقعه المشاهد من اسئلة، وتساؤلات، وربط بين الماضي والحاضر من خلال معلومات مهمة، انه حوار أنداد أقوياء، كل بما يمتلكه من معلومات، وهو نموذج للحوار الذي يسعي الي اجابات مختلفة عن السائد، تسعي الي اسئلة مطروحة من زمانً، ولا زالت بلا اجابات خاصة مع تبني البرنامج قضايا علاقة الماضي بالحاضر والمستقبل في مصر؟، وهل أثرت الافكار الموروثة لدينا علي تقدمنا الان؟، بل ان مقدمته تحدثت في حلقته الاولي «في مارس الماضي». عن هدفه وهو طرح كل الاسئلة عن الانتماء وعلاقته بالتعليم والهوية الوطنية، وعن التطرف وكيف تواجهه ثقافتنا، وعن علاقتنا بالعالم الخارجي، والغرب تحديدا وهو ما يعني انه برنامج مختلف تماما عن البرامج الموجودة الان علي شاشاتنا، فيه من الجرأة بقدر ما به من العمق، ولكن فيه ايضا امور غير مفهومة.

عرب هنا.. وعرب هناك

هل هو برنامج ام نصف برنامج؟ سؤال ضروري حين نعرف ان «حديث العرب» من مصر هو الحوار الذي تجريه الدكتورة درية مع هذه الشخصيات المصرية، وفور انتهاء الحوار ينتقل بنا التليفزيون الي ستديو آخر، لقناة اخري هي «سكاي نيوز عربية» ومقرها أبو ظبي، لنري حوارا ثانيا يقدمه الاعلامي سليمان الهتلان، وهو اعلامي قدير، سعودي يعمل في الامارات، وضيوفه من كل البلاد العربية، وبينهم مصريون، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول الموضوع  هل كنا نحتاج هنا في مصر لهذه الزمالة لنقدم برنامجا مثل هذا؟ ام اننا احتجنا لاسم البرنامج الثاني «حديث العرب الذي يقدم علي سكاي نيوز من سنوات» لنضعه علي برنامجنا الجديد، بعد ان نضيف اليه كلمة «من مصر» بالرغم من ان برنامجنا يتحدث عن مصر وظروفها فقط، وضيوفه ايضا مصريون فقط،! وكان من الافضل ان نقدمه باسم يعبر عنا، فليس ما يقدمه من حوارات جريئة ومهمة هو حديث العرب من مصر، ولكنه «حديث المصريين من مصر»، وبهذا الوضوح وحده لا نشتت المشاهد بين عنوان البرنامج ومضمونه، ولا نبدو كمن يخشي من مناقشة احواله وقضاياه بصراحة، فيبحث عن حائط يختبئ وراءه خاصة إذا كان برنامجا علي هذا النحو، ثم من هو المشاهد الذي يحتمل برنامجين في واحد، وحوارين طويلين، بحجة ان الاسم واحد؟ ثم ان برنامجنا لا يعرض علي الشاشة الثانية لانه مصري مائة بالمئة  فهل هناك اسباب لا نعرفها.

التعليقات متوقفه