إقبال بركة:من نور لنورا ياقلبى لا تحزن

102

شكشكة

من نور لنورا ياقلبى لا تحزن

إقبال بركة

وهذه رواية أخرى من حصيلة قراءاتي أثناء الحجز فى سجن «كورونا» البغيض. رواية «نور» تأليف الكاتب الكبير يوسف زيدان. «الطبعةلاولى 2016 دار الشروق».

الرواية، تعالج قضية المرأة والزواج فى المجتمع العربى من زاوية جديدة ومختلفة .

بطلة الرواية الشابة نور في الخامسة والثلاثين من عمرها، وهى مطلقة ترعى ابنتها «نورا» وتعيش مع خالتها الأرملة «توحة». ونور جميلة جدا وذات ملامح اوروبية فيغازلها كل من تلتقى بهم و يحاول أن يقيم معها علاقة، ولكنها تقاوم الجميع بشدة وتحرص على الإستقامة واستكمال تعليمها، والتفرغ لتربية ابنتها. لقد توفيت امها وهي طفلة فقررت الا تقع ابنتها في نفس المأساة وان تصبح لإبنتها الاب والأم.

يختفى حبيب نور والد ابنتها نورا، قبل أن يتزوجا، وبعد أن تحمل منه! ثم تضطر للزواج من رجل يكبرها بثلاثين عاما يدعى «مفتاح المبروك»، الذى خدعته وظنها عذراء وعندما أنجبت ابنتها «نورا» بعد سبعة شهور ظنها ابنته وغضب لأنها بنت. وهى تعرف أنه يخونها مع زوجة ابيها المتوفى، ولكنها لا تهتم، لأنها لا تحبه. ويشك الزوج في بنوة نورا ويهدد بقتلهما ثم يتراجع ويطلق الأم بعد أن يحرمها من كل مستحقاتها.

بعد ذلك تلتقى نور بالحب الحقيقي مع شاب عربى، تبدأ علاقتهما كصداقة ثم تقع فى غرامه، وتشعر أنها وصلت أخيرا إلى بر الأمان مع رجل تحترمه وتقدره و يبادلها نفس المشاعر.

 ولكن فجأة يظهر والد ابنتها «نورا» ويعترف لها بأنه ظلم من الحكومة المصرية وتم القبض عليه وسجن لتشابه إسمه مع إسم مجرم وقاتل. وتكتشف أنه أصبح ينتمى للجماعات المتعصبة ويحاول أن يضمها إليهم ولكنها ترفض بشدة. ويحاول والد «نورا» ان يسترد ابنته لينشئها حسب أفكاره المتعصبة، ولكن نور ترفض بشدة وتطلب منه أن ينساها وينسى ابنتهما.

 يشعر حبيب نور باليأس ويقرر ترك مصر والحصول على الجنسية الإيطالية والعمل فى إيطاليا لأنه غاضب من نظام الرئيس السابق حسني مبارك ويرى ألا أمل فيه، ويطلب من نور الزواج والذهاب معه والحصول على الجنسية الإيطالية، ولكن نور ترجوه أن ينتظر حتى تستكمل مشروع تأهلها كمدرسة جامعية. لقد قررت الحصول على الماجستير ثم الدكتوراه والعمل كأستاذه جامعية لتستقل بنفسها ولا تعتمد على رجل ينفق عليها وعلى ابنتها.

ثم نتابع حكاية أمل بنت توحة، خالة نور التى تعيش معها وترعى ابنتها نورا. لقد بدأت ماساتها باغتصابها بواسطة زوج امها، ولم تجرؤ الأم على مواجهته، ولذلك لم تسامحها ابنتها توحة ابدا.

وتسقط توحة فى بئر الدعارة وتهاجر من مصر وتقطع علاقتها بأمها، ولكنها تساعدها ماديا. وهذا المصير المؤلم هو الذى خشيت منه نور،أن تحاسبها ابنتها عندما تكبر، وتعتبرها سبب مأساتها. لقد ضحت بعاطفة جميلة ومحب مخلص فى سبيل أن تؤمن لابنتها حياة مستقرة لا تحتاج فيها لأحد. ولعل هذا يفسر قرار الأم بتكرار إسمها فى ابنتها.

أخيرا تنتهى الرواية بنهاية مفتوحة فتقول نور فى مذكراتها «.. نظرت فى تليفونى المحمول فوجدت انه أثناء استحمامي فاتني إتصالين،إتصال محلى من حبيبي القديم المشكوك فى أحواله الحالية «والد ابنتها نورا»، واتصال دولى من حبيبي الحالى المشكوك جدا في مقدرته على الصبر.. فهل اتجاهل الإتصالين، أم أعاود الاتصال باحدهما؟ سنرى».

وهكذا ينتهى الأمر إلى مايريد المؤلف إن نؤمن به وهو أن الحياة التى نحلم بها أمر محال.

التعليقات متوقفه