وسط أزمة عالمية لتوريد اللقاحات:مصر تدخل الموجة الرابعة لـ “كورونا” أسرع من المتوقع.. وترفع شعار “اللقاح طوق النجاة”

219

وسط أزمة عالمية لتوريد اللقاحات:مصر تدخل الموجة الرابعة لـ “كورونا” أسرع من المتوقع.. وترفع شعار “اللقاح طوق النجاة”

زيادة متواصلة فى أعداد الإصابات تصل لـ خمسة أضعاف المسجلة منذ شهرين
670 منفذًا للتطعيم فقط .. و2% حصلوا على “سينوفاك” بمعدل 15 مليون دفعة حتى الآن
أطباء وخبراء يطالبون “الصحة” بالشفافية وزيادة معدلات التطعيم ومنافذ الحصول عليه للتصدى للسلالة الجديدة
د.عوض تاج الدين: تطعيمات جماعية للفئات الأكثر عرضة للإصابة .. والوصول لـ 40 مليونًا بنهاية 2021
د.محمد حسن خليل: آليات مواجهة الوباء لا تتناسب مع حجمه على الإطلاق
د.علاء غنام: الشهور الثلاثة القادمة حرجة ويجب عدم التمييز فى التطعيم
د.خالد سمير عبدالرحمن: بيانات الوزراة حول عدد الإصابات “هزلية”, والبرلمان “غائب” عن المشهد تمامًا

ذكرت وزارة الصحة والسكان، أن متحور «دلتا بلس» ليس الأشرس ولكنه الأسرع، وذلك عقب الاعلان رسميا عن ظهور حالات منه فى مصر، وتأكيد الدخول فى الموجة الرابعة لفيروس كورونا، والتى ستكون أكثر حدة نظرا لانتشار الـ “متحور” وزيادة أعداد الاصابات، ورغم محاولات دكتورة “هالة زايد”، التأكيد على أن منحني الفيروس مستقر، الا أن استمرار زيادة عدد الاصابات خلال الأيام القليلة الماضية ينفى ذلك، تزامناً مع دعوتها المواطنين بضرورة الإسراع في التسجيل على موقع لقاح كورونا للمساهمة في الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس، الذى عادت مؤشرات الاصابة به فى الارتفاع .
فيما يرى أطباء ومتخصصون فى الملف الصحى، أن معدل الارتفاع اليومي بدأ طفيفا، لكنه تضاعف ليسجل زيادة تتخطى خمسة أضعاف الإصابات المسجلة نهاية شهر يوليو الماضي، مؤكدين أن هذا الرقم هو الأعلى قيمة منذ 7 يوليو الماضي، حين سجل المؤشر 161 إصابة، واستمر في الهبوط ليسجل 31 حالة في 27 من الشهر ذاته، وهي أدنى حصيلة يومية منذ الموجة الأولى لفيروس كورونا في مصر، إضافة الى أن معدل الوفيات اليومي يشهد تذبذبا منذ بداية أغسطس الماضى بين سبع وعشرة حالات يوميا، الوضع الذى أكد دكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أنه دليل على بداية الموجة الرابعة، موضحا أن فترة ذروة الإصابات في هذه الموجة قد تحدث في منتصف شهر سبتمبر الجارى، مشيراً الى أن هذه الموجة بدأت أسرع قليلا من المتوقع، بسبب عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية.
أرقام
وشهدت مصر ثلاث موجات لفيروس كورونا، وسجلت الموجة الأولى أعلى عدد من الإصابات، وصلت أقصى حصيلة يومية في 19 يونيو 2020، بتسجيل 1774 حالة، يليها الموجة الثانية وسجلت أقصى حصيلة لها في 31 ديسمبر 2020 بتسجيل 1418 حالة، ثم الموجة الثالثة بتسجيل 1201 حالة في 16 مايو الماضي.
كما سجلنا أعلى حصيلة وفيات في ذروة الموجة الأولى بمعدل 97 وفاة، في 15 يونيو 2020، يليها الموجة الثالثة، في 10 مايو الماضي بتسجيل 68 وفاة.
بينما كانت أقل حصيلة يومية للإصابات منذ ظهور فيروس كورونا على الإطلاق في شهر يوليو الماضي، حيث سجل في اليوم الأول 242 حالة، في بداية انخفاض المؤشر اليومي بعد الموجة الثالثة، ليصل إلى أدنى حصيلة يوم 27 بـ 31 إصابة.
أما الان، ونحن فى بداية الدخول فى الموجة الرابعة سجلنا اجمالى عدد اصابات 286541 من ضمنهم 236075 حالة تم شفاؤها، و 16676 حالة وفاة، وفقا لتصريحات دكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية، والمتحدث الرسمي للوزارة، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
من جانبه، أوضح دكتور عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، أن اللقاح هو طوق النجاة من شدة الإصابات أو ارتفاع الوفيات، متوقعاً أن يكون معدل الإصابات أقل حدة من الموجات الثلاث السابقة، بفضل التوسع في تطعيم المواطنين بلقاحات كورونا، مشيراً إلى انه من المقرر زيادة عدد مراكز التطعيمات إلى 800 مركز على مستوى الجمهورية.
وأضاف “تاج الدين”، أن الحكومة بدأت في عمليات التطعيم الجماعي لبعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة ونقل الفيروس بسبب التجمعات، مثل العاملين بالقطاع السياحي والجهاز الإداري وجميع العاملين بالمنظومة التعليمية، موضحاً انه حتى الآن سجل 10 ملايين شخص على موقع تلقي لقاح كورونا، تلقى منهم اللقاح 7.5 مليون شخص.
أزمة
وأوضح” تاج الدين”، أن العالم يعاني من أزمة في توريد اللقاحات، وعلى إثرها تأجلت الجرعة الثانية في مصر، مؤكداً أن معدلات التطعيم بدأت فى الانتظام ، خاصة مع بدء استخدام لقاح “ساينوفاك” المصري، وقوافل التطعيم المتحركة في الأماكن العامة والوزارات الحكومية، والتى من المقرر أن تصل معدلات تطعيم المواطنين إلى 40 مليون قبل نهاية العام الجاري.
ويرى دكتور “محمد حسن خليل”، أستاذ جراحة القلب ومؤسس ورئيس “لجنة الدفاع عن الحق في الصحة “بالقاهرة، وزارة الصحة ومنذ بداية جائجة كورونا تتكتم وتخفى حقيقة الوضع الوبائى للفيروس، مشيراً الى أن التحاليل تتم بنسبة قليلة جدا وسط اعداد كبيرة للحالات المصابة، مؤضحا ان المتحدث الرسمى للوزارة صرح بنفسه ان الضحايا “الاصابات” عشرة أضعاف النسبة المعلنة بشكل رسمى، ما يؤكد عدم وجود “شفافية”.
وأكد “خليل”، ان الدولة رغم ارتفاع الاصابات، فانها ما زالت تترك كل شىء اختياريا حتى الآن، رغم ان العالم بأكمله دخل فى الموجة الرابعة للفيروس، وبدأ التعامل مع سلالة دلتا بحذر، فيما كانت مصر أقل الدول المناحة للتطعيمات، موضحا انه حتى الآن التطعيم بالمصل الجديد “سينوفاك” اقل من 2% من السكان بما يعادل 15 مليون دفعة، مشيرا الى ان مصر لديها 670 منفذاً للتطعيم وهو عدد قليل جدا بالنسبة لبلد فيه 100 مليون نسمه، ما يعكس ان آليات مواجهة الوباء لا تتناسب مع حجمه.
وطالب “خليل”، بزيادة مستشفيات أقسام الحجر، مع الالتزام باجراءات الانضباط الاجتماعى، وضرورة تطعيم المواطنين بمعدلات كبيرة، بالاضافة الى زيادة منافذ التطعيم خلال الفترة القادمة.
التنظيم.
فى رأيه، يرى دكتور “علاء غنام”، خبير السياسات الصحية بوزارة الصحة سابقا، ومسئول برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن الشهور الثلاثة القادمة حرجة جدا، ولذلك لابد من إعادة تنظيم آليات الحصول على التطعيم، خاصة قبل دخول المدارس والجامعات، مؤكدًا أن هناك اسباب الزيادة عدد الاصابات بعض منها يرجع لوزارة الصحة وأسباب أخرى تتعلق بالأزمة العالمية، ما يعرف بـ “موازين القوى”، فيما يخص توريد اللقاحات، فى اطار المتاح كان من الممكن أن نكون أفضل حالا مما نحن عليه الآن، مشيرا إلى انه يجب تطعيم 30% من السكان خلال هذه الفترة ، بمعدل 105 كل شهر، لما هم فوق الـ 18 عاما.
وأضاف” غنام”، أن أهم إجراء خلال الفترة القادمة ايضا هو ضرورة التشديد على الاجراءات الاحترازية والالتزام بها، مشددا على ان التطعيم هو الأسلوب الوحيد لحماية الناس، مطالبا بزيادة الصنع المحلى من سينوفاك، خاصة فى ظل ان المستلزمات العالمية هى التى تتحكم احيانا، محذرا من التمييز فى التطعيم، فالأهم هو التركيز على الفئات الاولى بالرعاية، كالعاملين بالقطاع الصحى وكافة القطاعات الحيوية، ومنها المواصلات العامة، ويمثلون الـ 30 مليون الذين تمت الاشارة اليهم، أى تطعيم 10 ملايين مواطن شهريا، اى نصف مليون يوميا.
البرلمان
بينما اكد دكتور “خالد سمير عبدالرحمن”، عضو مجلس إدارة غرفة مقدمي الخدمات الصحية بالقطاع الخاص في اتحاد الصناعات، أمين صندوق نقابة الأطباء الأسبق، أن ملف كورونا أكبر من وزارة الصحة، منتقداً موقف الدولة من الوباء منذ بداياته، مشيرا الى غياب دور البرلمان فى الازمة، حيث قال “عمرنا ما سمعنا ان البرلمان اجتمع لتحديد اعتماد مالى مفتوح مثلا لمواجهة الجائحة”، اما الوزارة فعلى الاقل لها موقف ايجابى متمثل فى منح اللقاح مجانا للمواطنين، وموقف آخر سلبى متمثل فى ان كميات اللقاح غير كافية، ما دفعهم لوقف اللقاح، فلم يتم تطعيم سوى 2 مليون مواطن تقريبا .
ووجه ” خالد”، اللوم على وزارة الصحة ايضا لغياب الشفافية حول العدد الحقيقى للوفيات، مشيرا الى “البيانات الهزلية”، والتى ادت بدورها فى اعطاء المواطن انطباعا “وهمى” بأن الوضع آمن، على عكس الوضع الحقيقى المؤلم، بالاضافة الى ظهور الشخصيات العامة واخرى كبيرة بالدولة فى تجمعات وحفلات أكد هذا الانطباع، وكأننا ندعو الوباء للانتشار.
التجمعات
واضاف “خالد”، لا توجد توعية بشكل كاف حول خطورة الموقف، مطالبا الجهات الأمنية بمنع كل اشكال التجمعات والحفلات خلال الفترة المقبلة تماما، مستنكرا عدم اجتماع مجلس الوزراء حتى الآن لاصدار تعليمات واجراءات من شأنها تقليل عدد الاصابات والترصد للوباء، مشددا على انه “لا يوجد تعامل حقيقى من مجلس الوزراء” ، موضحا ان الشعب تفاجأ ان مصر مصنفة بالمنطقة الحمراء، بدليل رفض انجلترا عودة اللاعبين المصريين بسبب انفلات الوضع الصحى هنا.
وطالب “خالد” الدولة بإعادة أمور منها، الموضوعية فى الاعلان عن الوباء ووضعه سواء سلبا او ايجابا، وكذلك فتح اعتماد مالى واضح ومحدد للتطعيمات، فمصر الدولة الوحيدة التى مولت كورونا من مرتبات مواطنيها عندما خصصت 1% لكورونا، بالاضافة الى اهمية التركيز على العمل بالتطعيمات المعتمدة دوليا وتوفيرها من خلال خطة حقيقية لمقاومة الفيروس وسلالاته، وفتح مستشفيات العزل من جديد، والتعامل باللقاح المصرى خلال هذه الفترة فقط، ولكن على المدى البعيد لابد من مناقشة الوضع بطريقة علمية وتجديد اللقاحات المتاحة.

التعليقات متوقفه