ماجدة موريس تكتب:ضيف ومسيرة.. بتوقيت القاهرة

190

ضيف ومسيرة.. بتوقيت القاهرة
ماجدة موريس
برنامجان مهمان رأيتهما هذا الاسبوع، الأول «ضيف ومسيرة» عن رحلة فتاة مصرية الي المجد، ووصولها الي قمة الفن الذي درسته جيدا، وتخصصت فيه علميا مع موهبتها الكبيرة، لتقف الان كنجمة متألقة او «ميتزو سوبرانو» في عالم الغناء الاوبرالي ضمن أبطال فريق اوبرا باريس الذي انضمت اليه بعد أختبارات تقدم اليها 800 من الحالمين بهذا الموقع، ليختاروا منهم أربعة، فقط، كانت واحدة منهم، انها «فرح الديباني» السوبرانو المصرية التي شاركت في احتفالية مسيرة المومياوات في مصر، والتي قدمت بعد سنوات من مشاركتها في حفلات فرقة الاوبرا المصرية حفلا كانت بطلته، ولأول مرة «رأينا لقطات منه»، كما تقدم حفلاتها علي مسرح الاوبرا في باريس، وفي هذا البرنامج «ضيف ومسيرة» الذي تقدمه «عزيزة نايت» علي قناة فرنسا24 مساء الاحد من كل اسبوع، سيجد المشاهد شخصيات اخري مهمة من مصر، ومن عالمنا العربي، يتم تقديمها بكل جدية واهتمام ودراسة لكل ما مرت به في مسيرتها حتي تصل لما اصبحت عليه، وربما تصلح هذه الحلقة نموذجا للاعداد الجيد، والتقديم المعبر عن فهم ومذاكرة واستعداد جيد من مقدمة البرنامج، وايضا فرصة للمشاهد للاستمتاع بقصة جديدة، مليئة بالمعلومات والتحديات، والعبر، عن كيفية ان تعد أم، أو أب، أو أسرة، ابنها او ابنتها للمستقبل، ففي الحلقة، روت السوبرانو فرح كيف دعمتها أسرتها التي تعيش في الاسكندرية من البداية حين وافقت علي دراستها في مدرسة ألمانية، وحين اختارت الهندسة المعمارية في جامعة الاسكندرية، ثم الرحلة الاسبوعية للقاهرة للتدريب علي العزف والغناء في الاوبرا، واللذان تركت ممارسة الرياضة لاجلهما، ثم السفر لألمانيا مع منحة جاءتها لدراسة الهندسة، وهنا اعتمدت الفتاة علي نفسها فقررت دراسة الغناء الاوبرالي في جامعة اخري، بمحافظة اخري، اي التنقل بين جامعتين ومحافظتين في نفس البلد، والنجاح كشرط لاستمرار المنح الدراسية، ، ثم الذهاب الي اوبرا باريس التي تضم الموهوبين من كل جنسيات العالم والتي تستقر بها الان، في البرنامج تفاصيل اكثر عن أهمية وقيمة معرفة الانسان لذاته، وقدراته، ومسؤوليته عن قراراته واختياراته، مثلما فعلت الضيفة التي تشعرك بأنها شخصية قوية وقادرة علي السير الى الأفضل، وهو ما يصل للمشاهد بالضرورة، خاصة المراهقين والشباب، العدد الاكبر منا.
هي.. والتوقيت
أنه واحد من اهم البرامج التي تقدم عن مصر، لكنه لا يخرج من شاشة مصرية، وانما من البي بي سي البريطانية، وبالطبع فإن ما يحدث هذا التوازن هو مقدمته المصرية «نسمة السعيد» التي تتناول اسبوعيا قضايا مصرية صميمة، وقضايا تشغل العالم وبينه مصر، وتقدر علي الحوار مع عشرات من الضيوف الذين يشغلون مكانا أشبه بحارة او شارع صغير حين تكون المناقشة حول قضية تخص رجل الشارع كقضايا النقل او التعليم او الصحة، في الحلقة الأخيرة كان الضيف هو الشيخ نبيل نعيم، العضو السابق في تنظيم الجهاد والذي اعلن تخليه عن العنف بعد خروجه من السجن بعد ثورة يناير 2011، ليقدم وجهة نظر هامة في عودة طالبان للحكم في افغانستان بعد عشرين عاما، وتفاصيل مهمة عن الجماعات الاخرى في هذا البلد الذي كان قبلة الباحثين عن الخلافة، قبل ان يتعرض للغزو الأمريكي عام 2001، ثم الخروج الأمريكي هذا العام بعد عودة طالبان، واستيلائها علي الحكم من جديد، وكأن العالم في مباراة بين فريقين، لم يفكر برنامج واحد من برامج الشاشات المصرية علي استضافة الشيخ نبيل، او اي شيخ من الذين اعلنوا توبتهم قبل الخروج من السجون فقط ليفسر لنا ابجديات الصراع بين الجماعات الجهادية هناك، وبالطبع فإن حوارات اساتذة. العلوم السياسية مهمة، ولكن الاهم هنا هو شهادة شاهد من اهلها. وهو ما فعله «بتوقيت القاهرة» وفريق عمله.

التعليقات متوقفه