ماجدة موريس تكتب:التليفزيون.. وحقوق الانسان

210

التليفزيون.. وحقوق الانسان

ماجدة موريس
لولا الحوار القصير مع الام، السيدة آمال ثابت عبر برنامج «صباح الخير يا مصر» صباح الاثنين أمس الأول، لما عرفنا من هي «ميار شريف» البطلة المصرية التي فازت ببطولة ألمانيا الدولية المفتوحة للتنس قبلها بيوم واحد، الاحد 12 من سبتمبر، والحقيقة ان هذا الفوز لم يأت ضمن تغطيات الرياضة في اغلب الصحف والبرامج المصرية وهو ما يعني ضعفا واضحا في تعقب كل ما يخص الرياضة المصرية في الداخل والخارج، وايضا نقص في فهم أبجديات حقوق الانسان، سواء حق القارئ والمشاهد في المعرفة، او حق الرياضي في معرفة الناس انجازاته، ومن الغريب ان هذا يحدث مرارا، خاصة مع تزايد انجازات البطلات الرياضيات المصريات، باستثناء طبعا نتائج الدورات الاولمبية كما حدث مؤخرا مع فريال شريف بطلة دورة طوكيو في الچودو، وهو ما يجرنا الي اعلان«الاستراتيچية الوطنية لحقوق الانسان» في احتفالية شرفها الرئيس بحضوره منذ ايام، وكلمته المهمة التي عبرت عن منهج مصر الواضح فيما يخص حقوق كل مواطنيها في اختيارات ما يفضلونه لحياة حرة كريمة ومن هنا فإن اطلاق هذه الاستراتيچية لا بد وان تصاحبه مراجعة ضرورية لكل القوانين، والتطبيقات، وعلاقتها بحقوق الانسان المصري ايا كان موقعه، واتوقف هنا عند حقوق المواطن الثقافية، والتي تتضمن حق المعرفة الجيدة بالاحداث والاخبار اولا بأول بلا تأخي، وبمصداقية، وبدون انحياز لطرف علي حساب طرف، وايضا حق المعرفة الاعمق للقضايا التي تجري في مجتمعنا، او تهمه، عبر الشاشات والاذاعات المصرية من خلال تحقيقات مدققة، وتحليلات مهمة لخبراء موثوق بهم «وما اكثرهم في مصر».
وحقوق الفنون والموسيقي
ونأتي لحق المواطن في الاستمتاع بالموسيقي والغناء في اماكن عروضها، او علي الشاشات المصرية، واذكر هنا حوار مع سيدة اعرفها قالت ان حفلات مهرجان «القلعة» للموسيقي والغناء افرجت عنها هي واسرتها بعد بيات شتوي طويل لاسباب تخص كورونا، وتخص ايضا اسعار الحفلات الغنائية، وحيث لا يمكنهم الذهاب لحفلات مهرجان الموسيقي العربية القادم لهذا السبب! وانها لا تجد اي موسيقي وغناء جميل في كل القنوات المصرية العامة، والخاصة. والحقيقة انني لا اعرف سببا واحدا يجعل القنوات المصرية كلها تخاصم الموسيقي والغناء برغم التراث الجبار المتراكم لدينا من حفلات «أضواء المدينة» و«ليالي التليفزيون»، ثم برنامج «الموسيقي العربية» للدكتورة رتيبة الحفني، ولماذا لا تعرض هذه الكنوز علي القنوات الان بدلا من اقتصار عرض بعضها علي قناة «ماسبيرو زمان» أليس الترفيه عن ملايين المشاهدين جزءا من حقوق الانسان؟ والا يستحق المشاهد برنامج في موعد محدد وثابت للموسيقي والغناء؟ وايضا ماذا عن السينما، وتقديمها من خلال برنامج يطرح الاسئلة حول الشكل والمضمون ويزيد من اهتمام المشاهد وشغفه بهذا الفن كما كان يحدث من قبل؟ والافلام الوثائقية التي تقدم الاماكن والاحداث وتسجل حضارتنا وجغرافيتنا وتاريخنا أين مكانها علي شاشاتنا؟ والمسرح، بكل ما قدمه من اعمال ونوعيات هل نسيناه؟ ثم الادب والشعر المتناميان من خلال اجيال جديدة من المبدعين، أليس من حقنا كمشاهدين معرفتهم، وهل قناة «فرنسا 24» اكثر معرفة بهم من قنواتنا المصرية؟! وهناك حقوق اخري ثقافية علي سبيل المثال وليس الحصر مثل حقوق اطفالنا ومراهقينا في برامج تخصهم وترافقهم في رحلة المعرفة المتغيرة الان عبر المواقع الالكترونية وجهاز التابلت.. فأين شاشاتنا من كل هذا.. ومن حقوق المواطن، الانسان …

التعليقات متوقفه