أمين الفلاحين بحزب التجمع عماد عبيد يكتب:حياة كريمة ومواجهة التحديات فى الريف

79

حياة كريمة ومواجهة التحديات فى الريف
عاد الأمل لدينا مع الإعلان عن مبادرة حياة كريمة بعد سنوات طويلة من الإهمال والفساد، نحن سكان الريف نمثل 60% من سكان مصر. فالمبادرة هي العودة الحقيقية لقضية التنمية الريفية علي جدول أعمال الدولة المصرية، والتي تعمل علي تطوير البنية التحتية والتعليم والصحة في الريف وتطوير مراكز الخدمات التي ستعمل في الميدان لتطبيق المبادرة، وهكذا يشمل التطوير المجالات التي ستعلو شأن المجتمع الريفي والتي يستشعرها المواطن الريفي البسيط في حياته اليومية.
لكن تبقي هناك تساؤلات تدور في أذهان البعض القليل من سكان الريف، أولها حول دور المبادرة في العمل التوعوي اللازم لتوعية المواطنين ورفع وعيهم لمواجهة التحديات المطروحة، في مقدمتها الصراع مع الزمن لإنجاح المبادرة نحو بناء مجتمع عصري صحيًا وتعليميًا وثقافيًا واجتماعيًا، فلقد طرأت علي الريف متغيرات جوهرية تجعله يختلف اختلافا كاملا مع الأوضاع السابقة عن فترة الخمسينيات والستينيات، فلم تعد الزراعة هي النشاط الرئيسي داخل الريف، وتحول الكثير من الريفيين من العمل في الزراعة إلى الالتحاق بمهن أخرى لا تمت بصلة للزراعة.
فهناك من يعملون بالأجر اليومي في البناء والتشييد أو السياحة أو التجارة، وهناك من لديهم أعمالهم خاصة في هذه القطاعات، لأن “الفلاحة” لم تعد تصلح كمصدر لتأمين العيش والحياة الكريمة، ولذلك ظل عدد الفلاحين يتناقص بشكل كبير لصالح القطاعات الأخرى غير الزراعية. وكان إفقار الريف المتعمد في الأزمنة السابقة هو السبب الرئيسي في هجرة العمالة من الريف إلى المدينة أو إلى خارج البلاد. وهذه الهجرة هي السبب الرئيسي في حدوث تداخل في الثقافات بين التركيبة السكانية مع عودة العمالة المهاجرة إلى الريف، فتغيرت القيم الريفية وأصبح الريف هو الأرض الخصبة لانتشار الأفكار الشيطانية للإخوان المسلمين والسلفيين، وهم الساعين دائمًا لتشويه أي خطوة تقوم بها الدولة للتطوير وتحسين حياة المواطنين. وستسعي هذه الجماعات بكل ما تملك من عناصر أن تشيع الأفكار الهدامة والتشكيك وتشوه المبادرة بالأحاديث السلبية.
ولكي نتمكن من مواجهتهم، علينا أن ننظر إلى تطوير الريف أولاً عبر تطوير المنظومة الإنتاجية الزراعية تطويرًا شاملًا، لكي يعود الريف إلى حالته السليمة كمجتمع زراعي منتج، وليتخلص من التداخل في التوجهات والثقافات الخارجة عنه، والذي أدى إلى تفكك المجتمع الريفي علي كافة المستويات.
وما أهدف إليه بهذا الحديث هو الإشارة إلى ضرورة التحرك في الريف عبر دراسة شاملة له، علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي بالأخص، لكي نستوعب طبيعة المجتمع الذي نتحرك فيه حتي تكتمل رؤية الإصلاح والتصحيح، ولكي تكون رؤيتنا للتطوير الاقتصادي مستندة إلى الواقع ولا تهمل البعد الثقافي اللازم لقيام أي مبادرة تنموية علي أسس صحيحة.

عماد عبيد أمين الفلاحين بحزب التجمع

 

التعليقات متوقفه