سينما الحرب .. الفن الغائب

كاميرا كسولة ومتخاذلة فشلت في رصد الملحمة الاستثنائية

262

كاميرا كسولة ومتخاذلة فشلت في رصد الملحمة الاستثنائية

جولدا مائير: حرب اكتوبر كابوس عشته وسيظل باقيا

موشي ديان: الهزيمة غيرت من عقلية قادة إسرائيل المغرورين

سينما أكتوبر تجارية .. بخيلة.. ومتعجلة

أفلام  الهزيمة تفوق عدد أفلام  الانتصار.. لماذا؟

نجحت الأفلام التسجيلية واخفقت السينما الروائية في التأريخ للنصر!

أدركت الدول الكبري أهم وظائف السينما, وهي تسجيل الوقائع التاريخية, فكانت الكاميرا بمثابة الورقة والقلم لكتابة الأحداث, وأعتبرت حدثا عظيما وأمينا في رصد ونقل ما يحدث, وللأسف ما سجلته الكاميرا عن حرب أكتوبر يعد شحيحا ومخيبا للآمال إزاء انتصار تحاكت به كل دول الأرض في حينه ولازالت, ودرسته كل الاكاديميات العسكرية لطلابها, رغم كل أن الأجهزة السينمائية كانت علي علم بموعد الحرب كما صرح بذلك عبد الغني الجمسي.. ويكفي أن نورد ما قيل من رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعها, ففي مذكراتها قالت “جولدا مائير” عن حرب أكتوبر: “أنها كارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسى، وسيظل باقيًا معى على الدوام”,  أما موشي ديان قال: “إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وأن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه من قبل، مما أدى إلى تغيير عقلية قادة إسرائيل المغرورين”.

لاشك أن السينما قصرت في حق انتصار اكتوبر من ناحية الكم والكيف, ورغم السرد الذي سنعدد فيه الأفلام التي تناولت حرب العاشر من رمضان, فإن عددا قليلا منها هو الذي اقترب من معاركها (6 أفلام فقط), أما بقية الأعمال فقد استغلت الحدث,  فمنها من صور أثناء المعركة وتم اقحام الحدث داخل الأحداث فجاء مفتعلا, وبعضها الآخر دارت أحداثه حول قصة عاطفية بين شاب وفتاة واستخدمت الحرب  كحدث عابر وليس أساسيا.  وكل عام لا تجد المحطات التليفزيونية غير تلك الأعمال التي استهلكت لتقديمها, وقد حفظتها الجماهير عن ظهر قلب, وعلي نفس النهج تفعل صفحات الفن في الصحف والمجلات, حيث تقوم بسرد أحداث تلك الأعمال علي صفحاتها أيضا كل عام, وكأنه شريط مكرر يفقد قيمته عند كل مرة يعرض بها, حتي الندوات التي تجري بشأن الموضوع, يتم فيها الامنيات والوعود بتلافي هذا الأمر العام القادم, ويأتي العام القادم ولا شي يتغير, لكنه يتكرر بحرفية عالية.

لم يقتحم منتجو السينما الأفلام الحربية بسبب تكلفتها العالية, وبالتالي وجدنا نقصا كبيرا في الأعمال التي رصدت حرب اكتوبر, ويدافع حديث المنتجين عن أنفسهم بأن مردودها المادي ضعيف ولا يوجد جمهور يقبل عليها في دور العرض, ورغم هذا فأن الأعمال التي قدمت لم تكشف عن تفاصيل الانتصار بشكل كاف, ولم ترصد البطولات بما تستحقه من مشاهد.. أن كل مواطن عربي عاش مرارة هزيمة يونيو يدرك قيمة انتصار اكتوبر العظيم, وأهميته الكبيرة, في تحرير مصائرنا, ورفع العلم المصري فوق أرض سيناء, لقد كانت المعركة تمثل نقطة فاصلة في تقرير مصيرنا, فأما النصر المبين أو الشهادة. وهناك الكثير من الحكايات المتنوعة لهؤلاء الأبطال الذين سطروا كثيرا من القصص البطولية من خلال القادة والجنود والضباط, والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وروا رمال سيناء الطاهرة بدمائهم.

يري البعض أن الأفلام التي قدمت عن النكسة 1967 فاقت في العدد الأعمال التي قدمت عن حرب أكتوبر 1967, وأن السينمائيين لم يقدموا عملا يعبر عن هذا الانتصار الكبير, في حين ان السينما العالمية مازالت تقدم أعمالا عن الحربين العالميتين الأولي والثانية رغم مرور عقود كثيرة عليها,  ويرجحون أن السبب في ذلك أن القائمين علي صناعة الأفلام من اليساريين يميلون إلي الناصرية, ومن ثم لم يهتموا بتقديم أعمال سينمائية عن حرب أكتوبر ظنا منهم أنها ستنسب إلي السادات, لذلك ظهرت أعمال تهاجم الحقبة الساداتية (الانفتاح – أحداث 18 و19 يناير) , وأعمال أخري هاجمت الحقبة الناصرية (المعتقلات). بينما يري آخرون أنه حتي الآن لم تقدم اعمال تكشف عن هذا الحدثين الكبيرين في تاريخ مصر, سواء الهزيمة أو النصر.

أن أصحاب نظرية أن السينما مرآة الواقع, لماذا تخاذلوا عن رصد الواقع الذي حدث في اكتوبر 1973؟ وما هي أسباب هذا العزوف غير المبرر والمتخاذل, فمن المؤسف أن حرب اكتوبر حاضرة في أفلام ومسلسلات عالمية،  مثل فيلم The Sum of All Fears عام 2002، لمورغان فريمان وبن أفليك، وفي فيلم “the angel”، وهل يعقل أن يؤرخ الطرف المهزوم لهزيمته من خلال حالات الهلع التي انتابت مجتمعاتهم وجنودهم بعد الهزيمة.

يعتبر فيلم “الاراضي الموعودة” هو أول فيلم اسرائيلي يعرض وجهة النظر الصهيونية, للمخرجة سوزان سونتاج, وهو أول فيلم طويل في العالم عن حرب اكتوبر, والغرض من هذه الافلام هو اقناع شعوب العالم بعدالة قضيتهم,  في حين لم تقدم السينما المصرية فيلما للعالم لعرض وجهة النظر المصرية التي تقوم علي الحق التاريخي, وتستند إلي مبادئ العدل الانساني والسلام العالمي, ونستطيع من خلالها دحض وجهة النظر الصهيونية دون عناء, بما في ذلك داخل اسرائيل, نحن نريد أعمالا سينمائية تبقي للتاريخ ولا تكون أفلام مناسبات تعرض في ذكري النصر كل عام. وهناك ايضا الفيلم الاسرائيلي (كيبور) انتج عام 2000, واخرجه أموس جيتاي، ويدور حول الصراع العربي الإسرائيلي في فترة السبعينيات بحرب أكتوبر، أو ما يعرف عند الإسرائيليين بـ حرب يوم الغفران.

ليس خافيا أن السينما المصرية لم تقدم أعمالا تؤرخ لهذا الحدث العظيم, ولم يستوعب السينمائيون هذه الملحمة المجيدة,  وكانت اسهامات الصناعة فقيرة وبخيلة .. فالأعمال التي حاكت هذه الحرب قليلة ولا تناسب الحدث, وهي فيلم “الوفاء العظيم” إنتاج عام 1974، بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي وسمير صبري وكمال الشناوي، ومن تأليف فيصل ندا وإخراج حلمي رفلة, ويري بعض النقاد أن قصة الفيلم عبارة عن حدوتة ميلودرامية ملفقة شوهدت مئات المرات في الافلام التجارية. وهو نفس الأمر الذي انعكس علي فيلم “بدور” إنتاج عام 1974، تأليف وإخراج نادر جلال، وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، ومجدي وهبة.

ثم فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” إنتاج عام 1974 بطولة محمود ياسين، نجوى إبراهيم، حسين فهمي، سعيد صالح، صلاح السعدني، عبد المنعم إبراهيم، يوسف شعبان، تأليف إحسان عبد القدوس، وإخراج حسام الدين مصطفى, ويراه الكثيرون من النقاد والجماهير أنه من أفضل الأفلام التي ارخت لحرب اكتوبر وما قبلها, بينما يري آخرون أن شخوصه فقدت وجودها في احيان كثيرة لتوضيح دلالتها الرمزية علي نحو فظ, وقد صرح منتجه رمسيس نجيب بأنه استقدم عددا من الخبراء الايطاليين لتنفيذ المعارك الحربية, وهو الأمر الذي نفاه المخرج حسام الدين مصطفي الذي نشر اعلانات بالجرائد علي نفقته يؤكد بها أنه من قام باخراج هذه المعارك.

وفيلم “أبناء الصمت”  إنتاج عام 1974، وشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين منهم نور الشريف، ومحمود مرسي، ميرفت أمين، محمد صبحي، أحمد زكي، سيد زيان، حمدي أحمد، ومديحة كامل, وقد نجح الفيلم في التأكيد علي أن جميع طوائف الشعب شاركت في الحرب والانتصار, وفيلم “حتى آخر العمر” انتاج عام 1975, بطولة محمود عبدالعزيز، عمر خورشيد، نجوى إبراهيم، ومن تأليف يوسف السباعي، وإخراج أشرف فهمي, حاول صناع الفيلم افتعال أحداث موازية لفكرة الفيلم الرئيسية فجاءت مقحمة وتجارية,  ورغم ذلك فإن المشاهد الحربية التي جاءت بالفيلم تعتبر أفضل مشاهد الحرب التي ظهرت في تلك الفترة والتي اخرجها خليل شوقي.

وفيلم “حب تحت المطر” 1975 للمخرج حسين كمال, تأليف نجيب محفوظ, وسيناريو ممدوح الليثي, وبطولة ميرفت أمين, أحمد رمزي, عبدالمنعم كامل, عماد حمدي, عادل ادهم, ماجدة الخطيب, حياة قنديل, منى جبر، حمدي أحمد, والفيلم يرصد المجتمع المصري ما بعد النكسة والتفكك الذي حدث, وينتهي مع انتصار اكتوبر, وهي النهاية التي جاءت علي غير رغبة المخرج حسين كمال, ولكن اصر عليها المنتج جمال الليثي ووضع انتصار اكتوبر نهاية للفيلم.

وفيلم “شبان هذه الايام” 1975 للمخرج عاطف سالم, وتأليف عبد الحي اديب, وبطولة: رشدي أباظة, سمير صبري, صفية العمري, سمير غانم, مريم فخر الدين, عبدالمنعم إبراهيم, وهو يسير علي نفس نهج الفيلم السابق من تصوير فساد المجتمع من بعد النكسة, وبداية الصحوة مع حرب اكتوبر.

وفيلم “لا وقت للدموع” 1976  للمخرج نادر, ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ: عبدالحي أديب, وبطولة: نجلاء فتحي, حسين فهمي, صفية العمري, نور الشريف, محمود المليجي, أمينة رزق, والفيلم مأخوذ عن الفيلم الامريكي “جسر واترلو” وهو كباقي الأفلام حكاية عادية اقحمت فيها الحرب, وليس العكس. وفيلم “العمر لحظة” إنتاج عام 1978بطولة ماجدة، أحمد مظهر، أحمد زكي، نبيلة عبيد، ناهد شريف، حاتم ذو الفقار، محمود رشاد، عن قصة الأديب يوسف السباعي، وإخراج محمد راضي.

وهناك الفيلم التليفزيونى “حكايات الغريب” للمخرجة انعام محمد علي, والفيلم رصد الاحداث ما بين حرب ١٩٦٧ وحرب أكتوبر ١٩٧٣ وقصة الفيلم للكاتب جمال الغيطاني، وبطولة محمود الجندي ومحمد منير وحسين الإمام وشريف منير، وإنتاج ١٩٩٢. أما فيلم “الطريق إلى إيلات”, فيتناول بطولات السلاح البحرية المصري في تدمير السفن الحربية الإسرائيلية وميناء إيلات الحربي الإسرائيلي. والفيلم اخراج إنعام محمد علي، وسيناريو وحوار فايز غالي، ومن إنتاج عام ١٩٩٣، وبطولة عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي وصلاح ذو الفقار وناصر سيف ومادلين طبر ومحمد سعد.

وفي عام 2004 انتج فيلم “يوم الكرامة” ورصد دور القوات البحرية المصرية في الفترة التي تلت حرب ١٩٦٧، بطولة أحمد عز وسمية الخشاب وخالد أبو النجا ومحمد رياض وياسر جلال ومحمود قابيل. وفي فيلم “ايام السادات” للمخرج محمد خان, فهو يحكي قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات بجانب حديثه عن حرب أكتوبر والانتصار العظيم الذي حققه الجيش المصرى.

أما فيلم “إعدام ميت” إنتاج عام 1985، للمخرج علي عبد الخالق وقصة وسيناريو وحوار إبراهيم مسعود، بطولة النجوم: محمود عبد العزيز، فريد شوقي، يحيى الفخراني، بوسي، ليلى علوي، وإبراهيم الشامي، ويتناول الفيلم قصة الجاسوس “منصور” الذي يتم الحكم عليه بالإعدام شنقا لتخابره مع الكيان الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر. وفيلم “حائط البطولات إنتاج عام 1998، للمخرج محمد راضي وقصة وسيناريو وحوار إبراهيم رشاد ومصطفى بدر ومحمد راضي وإنتاج عادل حسني، بطولة النجوم: محمود ياسين، فاروق الفيشاوي، أحمد بدير، حنان ترك، خالد النبوي، مصطفى شعبان، عايدة عبد العزيز، مجدي كامل، ندى بسيوني، مها أحمد، خليل مرسي، حجاج عبد العظيم، وسميرة محسن, وقد منع الفيلم من العرض لأنه قلل من قيمة الضربة الجوية,  ولم يعرض سينمائيا وعرض بالتليفزيون في 2016.

وفيلم “الكتيبة 418” الذي انتج في 2015, تدور أحداث الفيلم حول الصراع المصري الإسرائيلي خلال الفترة ما بين نكسة عام 1967 مرورًا بفترة الاستنزاف وصولًا إلى المعركة الكبرى وهي حرب أكتوبر وانتصار القوات المسلحة المصرية على نظيرتها الإسرائيلية، وتستعرض القصة بطولات قوات الدفاع الجوي المصرية، وبطولات الكتيبة 418 في صد محاولات العدو. وبطولة الفيلم اخرجه وليد ساري, وكتبه أحمد زايد, وبطولة سامي فرحات, ياسر علي ماهر, محمود فارس, بسمة ماهرة, وفاء الشرقاوي, وهاني الشاعر. وفيلم “أسد سيناء” 1017, للمخرج حسن السيد, وتأليف عادل عبدالعال وبطولة: عمرو رمزي,  نهى إسماعيل,  حنان يوسف,  حمدي الوزير,علي خليفة, حنان سليمان, الفيلم يحكي قصة البطل سيد زكريا خليل الذي كان يخدم ضمن سلاح المظلات بالقوات المسلحة المصرية، والذي نجح بمفرده في إيقاف كتيبة اسرائيلية كاملة خلال الحرب بعد استشهاد بقية أفراد الفصيلة التي كان ينتمي إليها.

لم تتوار السينما المصرية عن رصد الاحداث السياسية  فكانت سباقة في رصد حرب 48 من خلال أفلام : فتاة من فلسطين, للمخرج محمود ذوالفقار,  و”رد قلبي” لعز الدين ذوالفقار,  و”نهر الحب” لعز الدين ذوالفقار. وعن حرب 56 كانت هناك اعمال سينمائية ترصد هذا العدوان الغاشم مثل : “ارض السلام” 1957 لكمال الشيخ, و”وداع في الفجر” 1956 لحسن الامام, و”شياطين الجو”, و”بورسعيد” لعز الدين ذوالفقار 1957, و”سجين ابو زعبل” لنيازي مصطفي عام 1957, و”حب من نار” لحسن الامام 1958, و”وطني وحبي” لحسين صدقي 1960, و”عمالقة البحار” للسيد بدير 1961, و”طريق الابطال” لمحمود اسماعيل 1962, و”صراع الجبابرة” لزهير بكير 1963, و”وطني حبيبي”لعبدالله كموس 1964, وعن النكسة رصدت السينما ملامحها من خلال أعمال عديدة منها : العصفور- اغنية علي الممر”.

اتسمت سينما أكتوبر بالبخل الشديد, وقدمت أفلاما تجارية واكبت الحدث الذي كان لازال ساخنا, ربما لتغازل أهواء الجماهير وتستفيد من هذا النصر المظفر, أو أن الوقت لم يسعفها لتقديم أعمال رصينة بسبب الاستعجال, ولكن بعد كل هذه السنوات ما الذي منع السينمائيون من تقديم أعمال علي مستوي الحدث, خصوصا بعد ما كشفته الدولة الرسمية بأجهزتها المختلفة من استعدادها لدعم  الاعمال السينمائية  التي تؤرخ لبطولات الانتصارات القومية كما حدث مع فيلم الممر, والذي يعتبر أحد العلامات  الفارقة في سينما الحرب المصرية,  وقد نجح صناعه في تقديم صورة مشرفة وحقيقية للعمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية في حرب الاستنزاف, وعد الفيلم أول فيلم حربى يليق بتضحيات الجندي المصري فى ظل ظروف مستحيلة, فالعمل يعيد إلي الاذهان معارك حرب الاستنزاف العظيمة (تدمير المدمرة إيلات والتبة المسحورة, معركة شدوان, وتفجير «حفار إسرائيلي» في المحيط الأطلنطي, وعملية قصف منطقتي «بالوظة ورمانة», وغيرها من العمليات العسكرية التى كانت ممرا من الانكسار إلى الانتصار في اكتوبر 1973. وتم انجاز الفيلم بمساعدة وإشراف إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية.

تميزت السينما التسجيلية بأنها كانت علي مستوي الحدث وتفوقت علي السينما الروائية في تجسيد ملحمة اكتوبر, وقدمت العديد من الأعمال التي رصدت لحرب أكتوبر منها : «جيوش الشمس» 1975 إخراج شادى عبدالسلام، والذى بدأ تصويره بعد الحرب مباشرة، واستغرق مونتاجه أكثر من عامين، وقدم خلاله عبدالسلام رؤيته للحياة من حوله، ومحاورات مع الجنود، حيث بدأ استهلاله برواية أحد الجنود عن لحظة عبور قناة السويس، واستعراض اللقطات للخط الدفاعى المهول الذى دمرته جيوش الشمس المصرية, و«أبطال من مصر» إخراج أحمد راشد، و«ثلاثية رفح» إخراج حسام على، و«صائد الدبابات» إخراج خيرى بشارة، الذى تناول بطولة المقاتل عبدالعاطى الذى دمر 23 دبابة، وانتقل خلاله مخرجه فى حديث مع «عبدالعاطى» وزملائه ورفاقه فى قرية «شبيه قش» بالشرقية, و«مسافر إلى الشمال.. مسافر إلى الجنوب» إخراج سمير عوف، وكلها من إنتاج وزارة الثقافة، وفيلم «نزرع المداخن.. نحصد العدو» للمخرج صلاح التهامى، الذى قدم أيضا فيلم «تحية لمقاتل مصرى» كأنشودة فى حب مصر بكاميرا المصور حسن التلمسانى، من خلال الحديث مع المقاتل سيد الحاصل على نجمة سيناء وهو فى القطار فى طريقه إلى أسرته، وفيلم «نهاية بارليف» للمخرج عبدالقادر التلمسانى عن الدمار الذى ألحقته القوات الإسرائيلية بمدن القناة والدمار الذى ألحقته قواتنا بخط بارليف مع لقطات «كارت بوستال» للجنود المصريين فى البداية والنهاية. وفيلم «الانطلاق» الذى أخرجه يوسف شاهين وأنتجته الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. وفيلم «فى 6 ساعات»، الذى أخرجه خليل شوقى، وفيلم «الإرادة» الذى أخرجه نبيل البيه من حيث تعبيرهما عن معركة القناة، ورغم فقر الموارد، إذ لم يتم تصوير العبور يوم 6 أكتوبر ولا معارك بارليف ومعارك الدبابات, وفيلم “تعمير وتطهير” لمدحت بكير, وكذلك فيلمي “البحرية”, و”موكب الابطال”,  و”ابطال من مصر” لأحمد راشد, و”آفاق” و”جيوش الشمس” لشادي عبدالسلام, وجميعها أفلام لها قيمتها الفنية وخطورتها لأنها تحتفظ في المكتبات السينمائية وتثبت من خلال الشريط السينمائي المراحل التاريخية والأحداث الكبيرة, مثلما حدث مع حرب اكتوبر المجيدة.

لا يمكننا أن نغفل أهمية تقديم الأعمال الوطنية التي تعزز الانتماء, وتكتب التاريخ النضالي سينمائيا من خلال حكايات درامية لمن صنعوا هذا الانجاز, لقد حاولت السينما تمجيد الحدث, لكنها لم تنجح في تصوير المعارك بتكنيك عالي, فبدت فقيرة للغاية أمام الأفلام العالمية التي رصدت الانتصارات التي حققتها بقدرة عالية علي التنفيذ, وهذا لا ينفي أن هناك بعض الأفلام الجيدة .

مازال أمامنا الفرصة لنسطر تاريخ هذا النصر في أعمال عظيمة تناسب الحدث, ولا نكون بخلاء أو ناكري الجميل لهذه القوات العريقة التي كتبت أروع الملاحم الحربية في التاريخ المعاصر, سواء من خلال حبكات اجتماعية تروي قصص الأسر المصرية التي  اشترك أبناؤها في الحرب, أو أعمال حربية تحكي حياة الجنود والضباط علي الجبهة, أو من خلال أفلام سياسية من واقع ملفات المخابرات المصرية.

 

 

 

 

التعليقات متوقفه