ماجدة موريس تكتب:والبقية تأتي

130

والبقية تأتي

ماجدة موريس
ان تراه في، دور ونقيضه ودور ثالث لا يخطر علي بالك ولا بال احد وان تقابله في ميدان طلعت حرب يسير وحده، بلا حراسة، محملا بكتب أشتراها من مكتبة مدبولي، وحين يفطن لوجوده بعض الناس ويطلبون التصوير معه يقف ويلبي مطلبهم سعيدا إنه نور الشريف احد أهم فناني التمثيل في تاريخنا، وأذكره الآن لسببين، الاول هو أداؤه في فيلم «بئر الخيانة »الذي عرض علي احد الشاشات بمناسبة ذكري حرب اكتوبر، ثم أداؤه في مسلسل «الحاج متولي» الذي يعرض الان علي شاشة أخري، نور الشريف الفنان بدرجة نجم، والمثقف الكبير لم يفكر مرة في كل تاريخه الفني العظيم في كتابة فيلم او مسلسل، او في تفصيل شخصية درامية يضع فيها كل ما يحبه من ملامح وصفات في قصة يكتب لها السيناريو والحوار كاتب أو ورشة كتابة هذه هي القضية الان، ان تفكر ممثلة صاعدة، في تقديم شخصية تراها الاكثر اهمية بالنسبة لها، او الاكثر جاذبية للجمهور الذي سيشاهدها فتكتب، وتستولي علي مهنة أخري تخصص صاحبها في الكتابة، وقضي عمره بين القراءة والكتابة، ولكنه هذه المرة عليه ان يلبي طلب «النجمة» الجديدة المدعومة بالانتاج، وبدلا من ان يقوم هذا الكاتب الدرامي او السيناريست بتحويل رواية لنجيب محفوظ او صنع الله ابراهيم او سلوي بكر. او واحد من الاجيال الجديدة من كتاب وكاتبات مصر لنري مسلسلا قويا وفريدا، يقوم بكتابة مسلسل عن الشخصية التي ابتكرتها الممثلة البطلة، والتي بالطبع يصبح لها حق الڤيتو والاعتراض عليه، لو أخل بما في خيالها عن الشخصية، وبالتالي يصبح المسلسل رداء تم تفصيله من اجل النجمة، لتقوم بكل شئ تحبه من خلاله فيه كما حدث من قبل مع مسلسل «لؤلؤة» الذي كتبت قصته الممثلة «مي عمر» وقامت ببطولته، وكتب له السيناريو والحوار الممثل محمد مهران، وأشرف علي الكتابةً المخرج محمد سامي «زوج البطلة» وان ترك الاخراج لمخرج آخر بالطبع كانت توجد أرهاصات أسبق منها مثل ان يأتي نجم، بعد تعاقده علي بطولة مسلسل، بالاتفاق مع بعض «الكتاب الجدد» علي تعديل معالم دوره، واضافة المزيد من التحابيش اليه، وحين يعلم الكاتب الاصلي يثور ويعلن عن رفضه وغضبه ويتبرأ من العمل، لكن الجديد هنا هو ما اعلنته ممثلة أخري من دخولها عالم الكتابة، بصراحة شديدة، تزيد الامور تعقيدا في عالم صناعة الفن الدرامي المصري الاعلي انتاجا، والاكثر رواجا الان.
أعترافات
بدأت ياسمين صبري عملها كممثلة عام 2013 بدور ابنة محمود عبدالعزيز في مسلسل «جبل الحلال» لتصل عام 2019 الي بطولة مناصفة في مسلسل «طريقي»، وبعده بطولة مطلقة في مسلسل«فرصة تانية» في العام الماضي، رصيدها 17 عملا في ثماني سنوات، منها اربعة افلام، بينها فيلمان بطولة مناصفة والمعني من هذا كله ان كل هذا النجاح المادي، «الانتشار والبطولة» كان لابد وان يرضيها، ولكن هذا لم يحدث، وهو ما أدركته هي بنفسها في اعترافاتها لمجلة منذ ايام نقلتها عدة مواقع وحققت أنتشارا واسعا، ومن هذه الاعترافات قالت «شاركت في اعمال دون اي تركيز في التفاصيل لاقتناعي بأن الجمهور سيتابعني في كل الاحوال فلم أبذل اي جهد يذكر». و«لا يمكنني وصف تجربتي بأنها ناجحة جدا فقد بدأت أصدق ما يشاع عني من انني مجرد فتاة جميلة، ومحظوظة دون اي موهبة» ثم تعود لتقول «أملك موهبة لا يستهان بها، وانا فنانة وامتلك موهبة التمثيل الا انني لم اتمكن من إيجاد نص جيد لأشارك به في رمضان الماضي» و«التأليف موهبة امتلكها ولكني كنت أجهل وجودها» «أنشغل حاليا بتأليف مسلسلي القادم وسوف اكتب قصة من حياتنا الواقعية»، «الشهرة دفعتني للعمل علي تطوير شخصيتي»، واخيرا عادت لتؤكد، بعد ضجة التصريحات السابقة، ان مسلسلها الجديد فكرتها فقط ويكتبه كاتب آخر، وانها بدأت جلسات عمل مع الشركة المنتجة للاتفاق علي المخرج والبدء في ترشيح الابطال!. والحقيقة ان هذه التصريحات بقدر ما تعبر عن ذات بطلتها بقدر ما تقدم لنا اعترافات علنية تخفيها الكثيرات من زميلاتها ممن نراهم علي الشاشات الان كممثلات صعدن سريعا الي ادوار البطولة، ومن المهم هنا التأكيد علي أهمية ما قالته بطلة هذه التصريحات واعترافها بأنها شاركت في اعمال «بدون تركيز في التفاصيل، ودون بذل اي جهد لان الجمهور سيتابعها في كل الاحوال وانها بدأت تصدق ما يقال عنها من انها جميلة ومحظوظة، دون اي موهبة» انهااعترافات صادقة وموجعة و«ربما لم تدرك ان عدم تركيزها ورائه مخرج غير مجتهد في عمله، وغير قادر علي قيادة ممثليه وتوجيههم»، لكنها، عادت الي الحجة السائدة، والتي اصبحت للاسف السبب الذي يفضله الممثلون للهجوم علي اعمالهم، النص!! وكأن النص الذي يتضمن القصة والسيناريو والحوار اختراع جديد لم نسمع عنه من قبل وكأن تاريخنا الدرامي لا يوجد فيه اجيال تبدأ باسماء مثل أسامة انور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ومحسن زايد، وكوثر هيكل ووفية خيري محمد السيد عيد وآخرون من اجيال احدث، ومع ذلك تبدو المشكلة مستعصية ان ماحدث في العام الماضي، سيحدث هذا العام من خلال المسلسل الجديد الذي كتبت البطلة فكرته يعني اننا في أزمة حقيقية وان عالم الكتابة وأبداعات كتابها كان حقيقة واصبح حلما؟ او وهما واننا سنري الكثير فيما هو قادم!

التعليقات متوقفه