حسن عثمان يكتب : ابحث عن المستفيد لتعرف لماذا يظل الفاعل مجهولاً

36

لكل فعل رد فعل، تلك هي الحقيقة التي لا خلاف عليها ولا تقبل الجدل.. ولم يدركها أو حتي يلتفت إليها النظام الحاكم رغم تلك الأحداث الدامية التي شهدتها بورسعيد في يناير الماضي عقب إعلان محكمة جنايات بورسعيد إحالة أوراق 21 متهما من المتهمين في قضية المذبحة البشعة التي جرت في شهر فبراير من العام الماضي وراح ضحيتها 72 شابا من محبي وجماهير النادي الأهلي. المنطق كان يحتم علي من هم في السلطة وليس في وزارة الداخلية فحسب عمل كل الترتيبات اللازمة لمواجهة الموقف عقب إعلان النطق بالحكم في الموعد الذي سبق أن أعلنته المحكمة، وأنه بطبيعة الحال لم ولن يوجد حكم من الأحكام يرضي جميع الأطراف..

وأن أحدا لا يمكن أن يتوقع كيف سيكون رد الفعل هذه المرة هنا في القاهرة وهناك في بورسعيد، وأن الموقف كان يستلزم.. بل يحتم وجود الاحتياطات الكاملة لمواجهة أي تصرف غير مسئول.. وهذا للأسف الشديد لم يحدث، ومعروف مسبقا أن شباب الألتراس الأهلاوي سيحتشد في محيط النادي بالجزيرة لسماع النطق بالحكم.

والنتيجة كانت هذه النيران التي اشتعلت في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم وأتت عليه بالكامل بعد سرقة محتوياته من كئوس وأموال وما غير ذلك طالته أيدي هؤلاء المجرمين، كما التهمت النيران التي اشتعلت في نفس التوقيت مقر نادي الشرطة!!، رغم عدم ملاصقة المكانين للآخر.. فاتحاد الشرطة يقع في منتصف شارع البرج تقريبا وعلي الجانب الأيمن بينما يقع اتحاد الكرة علي الجانب الأيسر في نهاية الشارع ويطل علي النيل.

تفسير ذلك إن لم أكن مخطئا أن مرتكبي هذه الحرائق المدمرة قد تواجدوا وسط حشود الألتراس وقد أعدوا لجريمته هذه مع سبق الإصرار والترصد.. وفي هذا التوقيت الذي امتنع فيه قطاع كبير من الأمن عن القيام بمهام وظيفتهم وأعلنوا العصيان والامتناع عن العمل لتلك الأسباب التي أعلنوها مؤكدين التمسك بمواقفهم حتي تتحقق مطالبهم ومعلنين رفضهم الزج بهم فيما يخدم النظام الحاكم ومؤكدين أنهم من أبناء هذا الشعب ويشعرون بمعاناته وآلامه.

بقي أن أذكر هنا بما سبق أن كتبته عن اختراق الإخوان للألتراس.. ولم أكن أعني بذلك شراء البعض منهم أو إغراقهم بالمال.. ولكن الدفع ببعض المأجورين في تجمعاتهم لإشاعة الفوضي وارتكاب هذه الجرائم.. ويذكرني ذلك بالعبارة التي تقول: ابحث عن المحرض صاحب المصلحة لتعرف لماذا يظل الفاعل مجهولا.

التعليقات متوقفه