عريان نصيف يكتب..ومازال محمد أبو سويلم

22

مرت مؤخرا الذكري الخامسة والعشرين لرحيل الأديب اليساري الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، ولقد كان الشرقاوي- منذ الأربعينيات من القرن العشرين- رائدا في كل مجالات الإبداع: الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال الأدبي.. إلخ، ملتزما بشرف الكلمة وبقيم النضال وبهموم الشعب الكبيرة وأحلامه المتواضعة في العدالة والحرية.

ومع ضخامة وعظمة ابداعاته، تقف – في القلب منها- رواية «الأرض» بقيمة وقامة عالية بين كل الروايات العالمية التي تدور أحداثها حول حياة الفلاحين واضطهادهم ونضالهم، مثل «عناقيد الغضب» للأديب الأمريكي «جون شتاين بن» و«مع الفلاحين» للأديب الروسي «مكسيم جوركي» و«فونتمارا» للمبدع الايطالي «ايجناز يوسيلوني».

ولعل كل من قرأ رواية الأرض – أو شاهد الفيلم السينمائي المعد عنها- لا يمكن أن ينسي بطلها الرئيسي «محمد أبو سويلم» ، وذلك الفلاح الفقير المتسمك بأرضه رغم ضآلة مساحتها والمناضل من أجلها حتي يرويها- في النهاية- بدمائه.

وإذا كانت الرواية تعبيرا صادقا عن فلاحي مصر قبل ثورة 1952، فإن معاناتهم بعد ثورة 25 يناير لا تفرق كثيرا علي الرغم من مرور هذه العقود الطويلة. فالتحسن النسبي في حياة الفلاحين في الأعوام العشرين من 1952 حتي 1972 انتكس تماما بهيمنة نظام التبعية والفساد وحكم الطبقات المستغلة علي مدي العقود الأربعة الأخيرة التي تم فيها تهميش الفلاحين وزيادة معاناتهم الإنتاجية والمعيشية لصالح كبار ملاك الأراضي وسياسات إفقار القوي الشعبية الكادحة.

والأخطر من ذلك- والأشد ايلاما- أن تتواصل سياسات تدمير الفلاحين علي يد من تمكنوا من حكم مصر بعد – وبفضل- أرواح الشهداء ودماء وعيون المناضلين في ثورة يناير 2011، فهم الوجه الاخر- وإن حاول التجمل بالتضليل- لأعتي قوي الاستغلال. ولكن الفلاحين المصريين منتجو خيرات مصر وصانعو حضارتها والمناضلون منذ بدء التاريخ من أجل حريتهم وحرية وطنهم، سيواصلون كفاحهم – مع باقي قوي شعبهم- من أجل مجتمع مصري تسوده كل القيم التي ضحي من أجلها «محمد أبو سويلم»، قيم الحق والعدل والكرامة.

التعليقات متوقفه