في انتخابات التجديد النصفي.. اتحاد الكتاب علي صفيح ساخن

32

تحقيق: مديحة أبوزيد

مما لا شك فيه، أن اتحاد كتاب مصر، له دور مؤثر وفعال علي الساحة الثقافية بل والساحة العامة، وهذا الدور سيكون أصعب مما كان قبل ثورة 25 يناير، وهذه الصعوبة هي ما تؤكد ضرورة هذا الدور، بمعني أن هناك حملات شرسة ضد الثقافة، بات من الضروري علي المثقفين التصدي لها.

بالطبع هذا يفرض علي الاتحاد، بل وعلي كل الأجهزة المدنية، الأهلية المعنية بالثقافة أن تقوم بدور أوسع نطاقا وأبعد مدي مما كان في السابق.

هذا سيفرض علينا صراعا مريرا مع من يعادون الثقافة والفنون والآداب، وخاصة وقد أصبحوا الآن في السلطة حيث كنا نواجههم من قبل وهم خارج السلطة، لكن الآن المواجهة ستكون أصعب ولكنها ضمير، ولابد أننا نذكر أننا تصدينا لمن طالبوا بحذر نشر، ألف ليلة وليلة، وأقمنا مؤتمرا، يتحدث عن أهميتها وتأثير هذا التراث العظيم علي الآداب العالمية، كما أننا لجأنا للقضاء، وتمكنا من وقف هذا الاعتداء السافر علي تراثنا.

وعلينا أن نصمد ونواجه هذه القوي التي احتمت بالسلطة، وأنها قضية مصير وعلينا جميعا أن نخوضها.

بهذه الكلمة بدأ الكاتب والروائي محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، الحديث حول انتخابات التجديد النصفي لاتحاد كتاب مصر، والتحديات التي يواجهها في ظل النظام الحالي، وأضاف سلماوي قائلا: «إن اتحاد كتاب مصر خلال الفترة التي شرفت برئاسة مجلس إدارته، كانت خطوات علي طريق طويل، يهدف إلي وضع الاتحاد في المكانة التي يستحقها علي خريطة مصر، فالكتاب والأدباء والمثقفون بما يقدمون لهذا الوطن، يستحقون الكثير من الأمور التي تعينهم علي أداء رسالتهم النبيلة، وهي إنجازات لم تكن تتحقق لولا جهود أعضاء المجالس المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة، ولولا التشجيع والدعم الذي لقيناه من أعضاء الجمعية العمومية، وقد تمثلت هذه الإنجازات في تعظيم القدرة المالية للاتحاد إلي حوالي عشرة أضعاف وزيادة المعاشات والإعانات المختلفة، بنسب وصلت إلي 300% أيضا إحياء اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا، وما يمثله ذلك من عودة لثقل اتحاد كتاب مصر وأعضائه وقياداته للاتحادات العربية والأفريقية والآسيوية، ثم الأنشطة المتنوعة التي تقوم بها اللجان المختلفة والشعب النوعية التي تم استحداثها، وإصدار أول مجلة أدبية للاتحاد «ضاد» إلي جانب محاولات تطوير النشرة إلي جريدة شهرية تعبر عن أعضاء الاتحاد وتنشر إبداعاتهم.

وفي ظل الأجواء الثورية التي نعيشها حاليا، أتطلع أن يشهد الاتحاد طفرة كبري علي الأصعدة كافة.. ثقافية ومالية واجتماعية، وفق المعطيات الجديدة التي أوجدتها ثورة 25 يناير، لتكون بداية الطريق نحو مستقبل مشرق للاتحاد، يمكن أدباء وكتاب مصر من الاضطلاع بدورهم الرائد في المجتمع، والذي لا غني عنه في فترة التحول التاريخي التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي.

يؤكد الشاعر «جابر بسيوني» وأحد الأعضاء المرشحين.. رغم أني أختلف مع المرحلة الفائتة لمجلس إدارة اتحاد الكتاب ولكنها أضافت صلاحيات نقابية علي مستوي المبني وتطهيره، والإعانات الصحية للأعضاء، حيث زاد الدعم في العمليات الجراحية ليصل 70%، مع شمول الحالات الحرجة كاملة، وأصبح هناك أجندة كاملة للأطباء مع إعفاء الأعضاء من أي اشتراك كما كان من قبل أيضا تطوير جميع الفروع السبعة، وزيادة المؤتمرات «اسكندرية، الغربية، الشرقية، شمال الصعيد، المنيا، جنوب الصعيد «سوهاج»، الأقصر» في زيادة الدعم المالي للأنشطة، إقامة مؤتمر يشمل كل الفروع، يقام في القاهرة أما الفترة القادمة أو برنامجي بالتحديد، فهو العمل علي تطوير الخدمات في المجالات الثقافية منها النشر الورقي، العمل علي زيادة المعاشات.

وبالفعل بدأنا ذلك في الدورة الفائتة، والعمل علي أن تكون هناك استقلالية غير متصلة لكل فرع والعمل علي تخصيص مقار ثابتة لكل فرع بدلا من الإيجار وفي الختام أري أن يكون لاتحاد كتاب مصر هدف ثقافي يسعي لتحقيقه علي المدي البعيد، أي هدف ثقافي قومي.

والمرأة ككاتبة وناشطة ثقافية لها دور في اتحاد الكتاب وعلي سبيل المثال المرشحات لمجلس إدارة الاتحاد في دورته الحالية الشاعرة نوال مهني، تؤكد أن مجلس إدارة اتحاد الكتاب استقال كل أعضائه بعد ثورة 25 يناير لذلك فانتخابات التجديد النصفي هذه المرة تختلف، لأن التجديد يتم عن طريق إجراء القرعة، قد خرج 15 عضوا أي نصف عدد الأعضاء البالغ 30 عضوا، رغم أن مدة عضويتهم لم تتجاوز العامين.

وأتمني أن يحقق الاتحاد مطالب الأعضاء، ومن أهمها، زيادة المعاشات، وإنشاء ناد للمبدعين أو الأدباء يخص أعضاء اتحاد الكتاب ويكون مركزا للتجمع لهم.

كما أطالب بضرورة شراء عدد من السنين للأعضاء الذين يتقدمون لعضوية الاتحاد في سن متأخرة، نتيجة ظروفهم المالية ومن ثم يحرمون من المعاش، بعد سن 55 لا يحصل علي معاش، وشراء هذه السنوات حتي لا يحرم من المعاش.

كما أطالب بإنشاء مكتب تابع للاتحاد، يكون منه وكلاء عن الأدباء، يتبني رعاية أعمالهم الإبداعية من دعاية ونشر وتسويق، وهذا موجود في الخارج، وعلي الاتحاد أن يقوم بهذا العمل.

كما أري ضرورة تطوير مجلة الاتحاد «ضاد» لأنها فصلية، وضرورة التدقيق في اختيار الأعضاء أي لابد أن يكونوا أدباء ومبدعين علي درجة عالية من الجودة، وتكون هناك نزاهة في الاختيار وعدم التعصب.

اتحاد ثوري

وعن رؤيته عن اتحاد كتاب مصر بعد ثورة 25 يناير يقول المخرج والكاتب منصور شاهين، أحد المرشحين في التجديد النصفي قامت ثورة 25 يناير من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتولي الإخوان المسلمون كرسي الحكم، ونظرا لعدم خبرتهم السياسية كثرت المشاكل وأصبحت البلاد في حالة من التدهور في النواحي الاقتصادية والسياسية وانتشرت الفوضي في كثير من المحافظات بالإضافة إلي الإضرابات والاعتصامات، وذلك لعدم تحقيق الثورة لجدواها وأهدافها، وكان لأحداث بورسعيد النصيب الأكبر من عدم العدالة وانتشار الفوضي بسبب أحداث كرة القدم التي قتل فيها العديد من الشباب، وعند القصاص كثرت الأقاويل بأن المتهمين الذين يحاكمون ليسوا هم القتلي.

والجدير بالذكر أن مصر حاليا تغلي، وأوشكت علي الإفلاس، ولم أجد مشاركة حقيقية من المثقفين، ولم يكن لهم دور حقيقي في اتخاذ القرار أو المشاركة بالرأي.

واليوم ونحن علي وشك التجديد النصفي لمجلس اتحاد كتاب مصر أري أن هناك مواصفات لابد أن يتسم بها العضو المرشح لعل الزملاء أعضاء الجمعية العمومية يفكرون قبل أن يختاروا عضو الجمعية العمومية، من سيمثلهم في مجلس الإدارة وخاصة أننا نجد مجموعة من الزملاء منذ مجلس ثروت أباظة، مازالت تسيطر علي الانتخابات لتكون مع المجلس، علما بأن أعضاء الجمعية العمومية، المفروض أن يبتعدوا ويفكروا في اختيار الشخصية التي لها كاريزما ورؤية في العمل النقابي الخدمي، ليس من أجل الحصول علي ميزة شخصية أو انتظار مكافأة.

وبالنسبة لفعاليات الاتحاد، أري أن عضو الاتحاد ينبغي أن يتمتع بمعاش إنساني ومعاش متميز، فكتاب مصر هم صفوة مثقفيها، وألا يقل المعاش عن 1500 جنيه بدلا من 150 جنيها شهريا، وأدعو أعضاء المجلس بالتنازل عن المكافأة التي يحصلون عليها نظير حضورهم للجان، فالعمل النقابي هو عمل خدمي تطوعي وليس عمل بأجر، كما أدعو الزملاء أن يحسنوا اختيار من يمثلهم، وقد نما إلي علمي أن جوائز الاتحاد التي تمنح للزملاء المميزين بها مجاملات، لذلك أرجو مراعاة الدقة في تحديد من يستحق الجائزة، وينبغي أن ندرك أن عصر المجاملات والفساد قد انتهي، وعلينا أن نحقق مبادئ ثورة 25 يناير أرجو من المسئولين عن جائزة اتحاد الكتاب أن يراعوا ضمائرهم وأن يختار أعضاء الجمعية العمومية مجلسا ينهض بالاتحاد، وليس سعيا وراء المكافآت والشهرة.

شعبة الترجمة

يري الناقد والمترجم ربيع مفتاح العضو المرشح لانتخابات التجديد النصفي حيث تناول فعاليات شعبة الترجمة التي يترأسها.. قائلا: صدر العدد الأول من نشرة المترجم المصري، التي أصدرتها شعبة الترجمة باتحاد كتاب مصر، برئاسة الكاتب محمد سلماوي رئيس الاتحاد ونائب الرئيس د. جمال التلاوي، وأشرف علي تحريرها «ربيع مفتاح» واحتوت علي مقال بعنوان «عبدالغفار مكاوي.. فارس الترجمة» واحتوي العدد علي مقالات لكل من علية السيد، ضحي عاصي، ابتهال سالم، شرقاوي حافظ، الكاتبة يسرية أبوحديد، كما احتوي العدد علي ترجمات شعرية.

ويضيف مفتاح قائلا: ما أحوجنا الآن إلي التغيير لكي نتطور، ونشارك مشاركة إيجابية في هذه المرحلة العصيبة، بضخ دماء جديدة في مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر محملة بأفكار جديدة، تكون قادرة علي العطاء وحمل لواء المسئولية، ونشر ثقافة التطوع في ظل ما لحق بالمجتمع من متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية.

من هنا استوجب علينا، نحن كتاب مصر اتخاذ مواقف واضحة من شأنها الإصلاح والمشاركة في حمل راية العمل التطوعي، قدوتنا في ذلك تجارب الرواد الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل رفعة منزلة الكتاب وتأسيس اتحاد نقابي ينتمون إليه، يحميهم ويمد يد العون لهم ويطالب بحقوقهم وتفعيل دورهم في النهوض بالمجتمع، والاستعداد لبذل أقصي طاقة ممكنة في سبيل أن يكون لهذا الاتحاد ثقل حقيقي لخدمة كتاب مصر.

الروائي إبراهيم عطية المرشح لعضوية المجلس يقول إن برنامجه يتضمن:

– انتهاج سياسة التغيير والفكر الجديد لإتاحة الفرصة لشباب المبدعين من الأعضاء بالتمثيل داخل مجلس الإدارة

– تمثيل الفروع في عضوية مجلس الإدارة وضخ دماء جديدة، تنبض بمستقبل الاتحاد.

– زيادة المعاش بما يسمح بتوفير سبل العيش ويتناسب مع متطلبات الحياة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة.

– تفعيل وسائل سبل التنقل وذلك بعمل كارنيهات في المواصلات العامة.

– تفعيل مشروع العلاج بما يضمن للكاتب المصري الاستغناء عن الإعانات الزهيدة، والتنسيق مع أجهزة الدولة لرعاية الكتاب.

– يراعي اتحاد الكتاب مشروع النشر أولوياته المساواة والعدل ولا يقتصر علي نخبة بعينها مادام العمل يستحق النشر.

ضرورة التغيير

ويشير الشاعر سعيد عبدالمقصود إلي ضرورة التغيير خلال انتخابات التجديد النصفي قائلا: «معا نمتلك القدرة علي تحقيق ما نتمناه من وجود فاعل لاتحاد كتاب مصر الذي هو في الأصل اتحاد المعبرين عن شعب مصر».

برنامج خاص لدعم المسيرة

كان من الممكن لاتحاد الكتاب أن يقدم الكثير والكثير لمصر، خلال العامين الماضيين، غير أن انشغال هيئة مكتب الاتحاد الجديد، بترميم المبني أوقف كل الأنشطة الثقافية التي كان يمكن أن تضخ في قلب ثورتنا حرارة وقوة، توقفت مجلة الاتحاد «ضاد» ونشرته أيضا، ولم تنظم ندوات أو مؤتمرات أو أيام ثقافية.. إلخ.

أما د. يسري العزب فيقدم رؤيته حول نشاط الاتحاد في الفترة السابقة، قائلا:

وأتمني أن أنتخب ضمن مجموعة، يكون استعدادها للخدمة النقابية أعلي من استعداد الأعضاء في العامين الماضيين وأنا مستعد لدعمهم قانونيا وثقافيا، إلي أقصي درجة حتي نعيد للاتحاد مكانته التي يستحقها.

لتفعيل دور اتحاد الكتاب، تري الأديبة نادية كيلاني..

>> ضرورة التوثيق للمبدعين أعضاء الاتحاد، وهو مشروع تبناه الكاتب يسري عزالدين، بجهد فردي وإيمانا منه برسالة الأدب والأديب، يقوم بالتوثيق للكتاب والأدباء منهم والشعراء والقصاصون، متكلفا وقتا وجهدا ومالا، وآلات تصوير حتي وصل عدد من وثق لهم حتي الآن 120 كاتبا.

وتضيف نادية..

>> وبرنامجي شاشة عرض تليفزيونية بدائرة داخلية، توضع في مدخل الاتحاد، يعرض فيها ما تسجله كاميراته للأدباء، من سيرة ذاتية يسجلها الأديب بنفسه مع إلقاء لبعض أشعاره وقراءة لبعض قصصه، فإذا دخلت الاتحاد في أي وقت تجد التليفزيون الداخلي يعرض السيرة لكاتب ما وراء الآخر، تعمل الشاشة 24 ساعة.

هذا بالإضافة إلي ربط هذه الشاشة بشبكة الإنترنت، وعمل موسوعة مرئية لكل الأعضاء، يتم وضعها علي النت لتكون بمثابة المرجع لكل من يريد أن يتعرف علي أفكار وآراء وحياة أحد الأعضاء.

أيضا ضرورة عمل نشرة مرئية، تبث يوميا أو أسبوعيا، تبين أخبار وفاعليات الاتحاد.- إصدار مجلة أدبية وثقافية باسم الاتحاد عن المجلس الأعلي للصحافة، شاملة لأعمال الأعضاء وأخبارهم ونقد إبداعاتهم وتحليل نصوصهم.

التعليقات متوقفه