بهيجة حسين تكتب : واحتفلنا بأعيادنا المصرية

73

جاءت البهجة ليلة عيد القيامة المجيد، حملتها أجنحة الفرح طائرة من قلب الكاتدرائية المرقسية إلي قلوبنا وأرواحنا وعزيمتنا.

رغم الألم ورغم الغيوم السوداء التي تظلل سماء أيامنا، إلا أن الفرح كان أقوي، زغردت مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني، وردت عليها بالزغاريد أجراس التليفونات، تسابقنا في الاتصال ببعضنا البعض للتهنئة بالعيد.

العيد هذا العام مختلف، لو إن باحثا راجع مواقع التواصل الاجتماعي ورصد عبارات التهاني والاحتفال والفرح سوف يكتشف أنه حقا مختلف.

جاءت عبارات التهاني لكل المصريين لأقباط مصر مسلمين ومسيحيين، وقائع القداس انتقلت لحظة بلحظة مع تعليقات الشباب الرائعة علي مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء الاستفتاء في قاعة الاحتفال بالعيد بالكاتدرائية، استفتاء حضاري هو وبكل الفرح قياسي لمكانة الذين لا وجود لهم في وجدان هذا الشعب ولا في تضاريس حضارته.

صفقنا بقوة نحن الجالسين أمام شاشات التليفزيون نتابع قداس عيد القيامة المجيد صفقنا بقوة وفرح تماثل قوة وفرح التصفيق في الكاتدرائية عند ذكر قداسة البابا تواضروس الثاني للمهنئين من الحاضرين للقداس أو لمن أرسلوا رسائل التهنئة.

قوة التصفيق وحدته هي استفتاء تلقائي وعفوي وصادق علي مكانة صاحب الاسم من قلوب الحاضرين، ومن قلوبنا نحن الذين لم نحضر، ومن قلوب من تابع علي مواقع التواصل الاجتماعي الذين سجلوا إبداعات مصرية خالصة في التعليق علي حرارة التصفيق وحدته، وعلي التصفيق من باب الواجب أو الصمت والضجر عند ذكر أسماء بعينها.

احتفلنا بشم النسيم العيد المصري الخالص.. احتفلنا رغم أنف الجهلة الذين يخفون قبح نفوسهم خلف الذقون، وينضحون بقبح العقل والفكر بكلام فارغ تافه لا قيمة له، وسنواصل احتفالاتنا المصرية وحياتنا المصرية.. سنواصل صراعنا الحضاري دفاعا عن حضارتنا في مواجهة جهل الصحراء، وكل عام ونحن المصريين أبناء الحضارة العريقة أقوي من ظلمة العقول والقلوب.

التعليقات متوقفه