الشعب يحمي ثورته ويطالب بالدستور أولا

28

مواطنون : «مرسي» قسم الوطن إلي فرق متناحرة وانحاز لعشيرته

الإخوان سرقوا ثورة شعب و«30 يونيو» يوم استردادها

تحقيق: خالد عبدالراضي

الشعب هو القائد والمعلم … هذا ما جاء علي لسان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قبل أكثر من 60 عاما من الآن، في مقولته الشهيرة التي تتردد كثيرا خلال هذة الفترة، وأثبت الشعب بعد مرور عشرات السنين صحة رؤيته ومقولته، بعد خروج الملايين من المصريين في مشهد جديد لحشود البشر الهادرة المطالبة بإسقاط النظام في 30 يونيو الماضي ، لاسترداد ثورتهم التي سرقتها جماعات التأسلم السياسي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. كما كان يؤمن عبد الناصر إيمانا قاطعا أنه سيخرج من بين صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يطالبون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة.

التقت “الأهالي” هؤلاء القادة المجهولين في محاولة للتعرف علي رؤيتهم لمستقبل مصر ومطالبهم وأحلامهم وأسباب غضبهم وثوراتهم ، للخروج بخطة شاملة لاوجاع الوطن تعبر عن مختلف طوائف الشعب واحلامهم ومطالبهم.

سلامة ضاحي أحمد ، يبلغ من العمر65 عاما، يعيش وأولاده الستة في منطقة الشرابية كان يعمل في صناعة الغزل والنسيج قبل احالته للمعاش ، شارك في ثورة يناير 2011 ، لتحقيق العدالة الاجتماعية بعد انحياز نظام مبارك لرجال الاعمال وتهميش الشعب المصري والفقراء، حسب قوله ، وبعد تنحي مبارك واسقاط نظامه انتخب محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين ، ظنا منه انهم سيطبقون العدل ويتقون الله في الشعب المصري الذي ظلم لعشرات السنين .

وقال ضاحي ، فعل “مرسي” ما لم يفعله أي رئيس من قبل ، حيث قسم المصريين الي فصائل متعددة متناحرة ووصل هذا الانقسام الي داخل المنازل وبين الاشقاء ، وأصبح المصريون مقسمين الي مسلمين ومسيحيين وإخوان وليبراليين وسلفيين وغيره، كما يري ان العام الذي مضي هو أسوأ عام مر علي مصر منذ اكثر من ستين عاما ، حتي مابعد نكسة 67 لم تشهد مصر مثل هذا التراجع، وطالب سلامة الرئيس القادم بتحقيق مطالب وأهداف الثورة وشعارها الاساسي الذي خرجت من أجله جموع المواطنين في 25 يناير و30 يونيو وهو ” العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

فساد اللحي

ويري محمود جمال، 26 سنة، ويعمل في إحدي الشركات الخاصة ، أن الشعب المصري ثار في 25 يناير و30 يونيو، من أجل كرامته التي امتهنت في عهد مبارك ونظامه ومن بعده مرسي وجماعته ، حيث يعامل المواطن البسيط في وطنه أقل من الحيوانات ، علي حد تعبيره ، كما اهدرت كرامة المصريين في الخارج بعد أن أصبحت مصر تتسول علي موائد الدول العربية بعد الثورة في حين انها تمتلك ثروات وموارد تجعلها من أكبر الدول في العالم، وأضاف جمال أنه شارك في يناير للقضاء علي الفساد وشارك في 30 يونيو لان الفساد مستمر في زي جديد أو بلحية وجلباب.

وأكد محمود، ان تاريخ هذه الجماعة كان كافيا ليعلم الشعب من هم الاخوان المسلمون، وانه لم ينتخب مرشحهم لهذا السبب، قائلا هؤلاء قتلوا العديد من الرموز الوطنية المصرية علي مر تاريخهم من أجل مكاسب سياسية وتحالفوا مع الملك والانجليز ضد الشعب المصري ، كما فرحوا عندما قامت اسرائيل باحتلال سيناء في نكسة 67 لانهم يكرهون جمال عبدالناصر ، وهم ايضا من اغتالوا الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن اخرجهم من السجون، وكل هذه الافعال كانت كافية ليعلم المصريون مدي خطورة هذه الجماعة علي الوطن، وأكبر دليل علي سعيهم الي السلطة من اجل تحقيق أهداف ومصالح تنظيم الاخوان الدولي وليس من أجل الوطن وشعبه.

وأضاف جمال ، ما نجح فيه مرسي خلال العام هو انه جعل الشعب يترحم علي مبارك رغم فساده، لان الاوضاع اصبحت أسوأ من السابق ، والاسعار ارتفعت والامن شبه منعدم والبطالة في ازدياد ، كما تشهد كل القطاعات تراجعا شديدا، بالاضافة الي الانحياز لفئة قليلة من الشعب علي حساب الفقراء واستبدال رجال اعمال الحزب الوطني برجال أعمال الاخوان المسلمين ، وطالب محمود جموع الشعب المصري بالاستمرار في ثورتهم والاصرار علي تحقيق جميع المطالب ، مؤكدا علي أهمية مشاركة الشعب في كل خطوات بناء النظام الجديد وحسن اختيار من يمثلهم في المجالس النيابية والمحليات وصولا الي رئيس الجمهورية.

العشيرة أولا

وفي نفس السياق تري عبير رياض ، التي تعمل فنية تحليل أورام بمستشفي 57357، ان مرسي فشل في ان يصبح رئيسا لكل المصريين، وكان يعمل لصالح أهله وعشيرته وليس للشعب المصري ، وعلي الرغم من مساوئ نظام مبارك الا ان مصر لم تشهد هذا الانقسام الحاد بين ابناء الشعب الواحد ، مشيرة الي انها لم تشعر طوال حياتها قبل تولي مرسي الحكم انها مسيحية وان مصر شهدت علي مر تاريخها تعايش جميع الاديان دون التفرقة علي اي اساس ديني.

وأضافت عبير رياض ، ” الشعب المصري منح مرسي العديد من الفرص التي اضاعها جميعا ، وأثبت فشله في مختلف المجالات ، ومن حقي كمصرية مسيحية ان ارفض هذا الشخص وان احلم برئيس لكل المصريين ، علي الرغم من محاولات الاخوان وادعاءاتهم الكاذبة بان المسيحيين وحدهم هم من يرفضون مرسي ، وتحويل المشهد الي طائفي ديني وانها ليست ثورة علي نظام فاشل بل حرب علي الاسلام” .

كما تري عبير رياض ان امريكا تدعم من يحافظ علي مصالحها ومصالح اسرائيل ، وان مرسي وجماعته كانوا ضامنين لهذه المصالح ولذلك تحاول امريكا تصدير صورة غير صحيحة الي شعبها حول ثورة 30 يونيو عن طريق وصفها علي انها انقلاب عسكري ، وضد الديمقراطية والطرق الشرعية لتداول السلطة، وبالطبع كل هذه الاكاذيب اصبحت مكشوفة لشعوب العالم أجمع وان الملايين التي خرجت لاسترداد الثورة هي الشرعية الحقيقي، وان 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية استجاب لها الجيش بعد نداء ابناء الوطن له.

أم وليد، ربة منزل مصرية تعشق وطنها ، تبلغ من العمر 52 عاما، عاصرت ثلاثة رؤساء قبل “مرسي”، أولهم جمال عبدالناصر وتري ان مصر لم تشهد رجلا مثله من قبل ، وبعده السادات ، ثم جاء مبارك الذي خرجت ضده أم وليد في 25 يناير لتطالب بإسقاطه ، بعد ان زاد الفساد في عهده وانحاز ونظامه لمجموعة من اللصوص التي سرقت الشعب المصري وثرواته علي حد قولها، وصولا الي مرسي الذي تري فيه أسواء رئيس حكم مصر وأثبت فشله في كل المجالات.

وقالت أم وليد ، ان الذي يرغب في ان يقدم للشعب اي شيء ويحقق له مطالبه سيشعر به الشعب ويحتضنه ، اما الذي جاء ليخدم جماعته وعشيرته لا مكان له وسط المصريين ، وان الشعب خرج ضد “مرسي” بعد ان اكتشف حقيقته، واثبت انه لا يعمل لصالح الوطن وان استمراره في السلطة يهدد أمن ومصالح المصريين، ولذلك خرج الشعب ضده في 30 يونيو ، مضيفة انه اصبح عبرة هو ومن سبقه لأي رئيس يأتي من بعده ، وأن الشعب المصري يصبر ولا ينسي او يغفل عن حقه ، وسنخرج ضد اي فاسد يحاول سرقة الوطن والشعب أو يمتنع عن تحقيق مطالب الثورة التي ينادي بها في المصريين في الميادين.

الدستور أولا

كما تطالب ام وليد ، بأنه يجب اعداد الدستور أولا قبل اجراء اي انتخابات بعد ان يشارك كل المصريين في كتابته، ثم يتم انتخاب الرئيس ومجلسي الشعب والشوري ، وان يتم القصاص لشهداء الثورة وتحقيق مطالب الشعب التي رددها في شعار ” عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية “.

كما يري الحاج قاسم عويضة ، الذي جاء من صعيد مصر الي ميدان التحرير ، ليشارك في ثورة 30 يونيو ضد الاخوان المسلمين ورئيسهم، ان الفقراء هم ضحية نظام الاخوان ، وان الآمال التي علقها ابناء الصعيد علي ثورة يناير اطاح بها مرسي وجماعته، ووجدنا نظاما جديدا لا يختلف عن نظام مبارك إلا في شكله وثيابه الديني ، مشيرا الي ان الصعيد مازال يعاني من الفقر والتهميش ، ولا ينظر اليه الاخوان المسلمين الا في اوقات الانتخابات ، مؤكدا ان ابناء الصعيد انتظروا اي بادرة خير خلال عام كامل من حكم “مرسي” تظهر في شكل مشاريع تنموية لابناء الصعيد او حتي مجرد اهتمام بالتعليم والصحة والمرافق هناك، الا انه خيب ظنونهم وشهد عهده تراجعا ملحوظا ومزيدا من التهميش للصعيد وأبنائه ، بالاضافة الي بوادر خطيرة تنذر بتقسيم الوطن والتفريط في أرضه وثرواته لصالح اخرين غير الشعب المصري.

التعليقات متوقفه