من يرفع راية “التيكي تاكا” بعد رحيل فيلانوفا؟

31


كتب: عادل عطية

الكل أحس وشعر بالألم بعد سماع معاوده المرض للمدرب الكاتالوني تيتو فيلانوفا ونزل تصريح روسيل بخبر الصاعقه علي المجتمع الكروي العالمي عامة وأنصار ولاعبي ومسئولي برشلونة بشكل خاص والآن الفريق في رحله البحث عن مدرب، وبلاشك فأن النهاية الدرامية لعلاقة برشلونة مع مديره الفني تيتو فيلانوفا بسبب مرض السرطان كانت متوقعة، فلا يمكن من الناحية العملية، أن يتحمل ناد من أكبر أندية العالم ، مسئولية أن يكون مدرب فريقه الأول رجلا مريضا بمرض خطير ويحتاج إلي علاج خاص ونظام صارم في الحياة العادية من طعام وشراب وراحة ونوم وإبتعاد عن التوتر والقلق، وكل هذه الأمور تتعارض مع حياة مدرب كرة القدم، خاصة عندما يكون مسئولاً عن أحد فرق القمة في العالم وهدفه البطولات والألقاب علي المستوي المحلي والاوروبي والعالمي

ولكن الواقع إن إدارة نادي البارسا كانت أكثر شهامة وإحتراماً ومثالية مما توقع الكثيرون وكذلك كان موقف لاعبي الفريق وبخاصة نجومه الكبار بويول وميسي وأنيستا وأخرين الذين كان يمكن أن يتمردوا، ولكنهم صبروا وتحملوا غياب المدرب والتعامل مع مساعد أقل بكثير من مستوي ومسئوليات فريق بحجم برشلونة .. والواقع أن غياب فيلانوفا لفترات طويلة ، كان له تأثيره السلبي علي الفريق وبالذات في دوري أبطال اوروبا وخروجة المهين علي يد بايرن ميونيخ الالماني ونهاية الموسم، ورغم ذلك، إستمر صبر إدارة البارسا ولاعبيه علي فيلانوفا ومساندتهم له علي أمل أن تكون حالته الصحية قد تحسنت وأصبحت ملائمة لتحمل المسئولية وأعبائها في الموسم الجديد، ولكن لما قال الطب كلمته مرة أخري وتبين ضرورة خضوع فيلانوفا لفترات غياب جديدة للعلاج الخاص خارج اسبانيا، فإن المبادرة جاءت من فيلانوفا نفسه، الذي أبلغ إدارة النادي بالموقف وقدم إستقالته ، ولم يكن هناك مناص من قبولها وإعلانها عبر المؤتمر الصحفي العاجل لروسيل رئيس النادي وبحضور اللاعبين الذين ظهرت عليهم علامات الحزن والاسي والالام علي وجوه جميع اللاعبين ومسئولي الإدارة، شهادة أخري علي مدي إنسانية وإحترام البارسا ووفائه لمدربه الذي نال منه المرض اللعين . فيلانوفا أثبت أنه كان جزءا من إسطورة جوارديولا وإنجاز ال14 بطولة في أربع مواسم، وأنه كان جديراً بتحمل المسئولية بمفرده وإحراز لقب الليجا، رغم أنه كان في هذا الموسم يكافح المرض ويخوض حربه المريرة معه .. فيلانوفا كان قصة نجاح لم تكتمل علي طريق المجد، وأرجو أن يكتب له الله سبحانه وتعالي الشفاء والعودة لحياته العادية، حتي ولو كان الثمن الإبتعاد عن عالم الساحرة المستديرة.

وبعيداً عن غياب فيلانوفا، فما هي السيناريوهات المنتظرة لمستقبل البارسا، خاصة مع بدء الترشيحات للمدربين المحتملين، والسؤال الأهم: ما هو مستقبل كرة ال “تيكي تاكي ” الناعمة التي تقوم علي السيطرة شبه المطلقة علي الملعب من خلال نظام تحرك وانتشار وتمريرات نوعية معينة من اللاعبين المهرة، وهي طريقة ابتكرها جوارديولا ومساعده فيلانوفا الذي كان وفياً لها خلال الموسم الوحيد الذي انفرد فيه بالمسئولية. وهناك أسماء عديدة مطروحة لقيادة برشلونة في الموسم الجديد ومن أسماء المدربين المرشحين لن يخرجوا من المتوفرين هم لاودروب وبييلسا الاقرب ولويس انريكي وفي اصوات تقول فيلاس بواس المستبعد او هيدينك، وفي جميع الاحوال فأمام من يرث تركة الفلسفة الكروية لطريقة “التيكي تاكا” مهمة ثقيلة لما حققته من انجازات وبطولات مصحوبة بمستوي أداء فني عالي وراقي في جميع الفنون المهارية الكروية والمليئة بالإبداع وبالمتعة والاثارة.

التعليقات متوقفه