بعد أن عاود العمل السياسي وحاول تصدر المشهد…سياسيون يصفون حزب النور السلفي بالبديل المعطل

16

أحمد بهاء شعبان: حزب برجماتي ويلعب علي گل الأحبال

د. آمنة نصير: انتهازي ولابد أن يكف عن الاتجار باسم الشريعة

ثروت الخرباوي: مصيرهم أشد قسوة مما وصلت إليه جماعة الإخوان

تحقيق: رضا النصيري

جدد الدكتور “يونس مخيون” رئيس حزب النور، دعمه لثورة 30 يونيو، وخارطة الطريق بشكل يبدو مغايرا لموقفهم السابق والداعم حتي وان كان موقفا” غير معلن “الا انه كان معروفا للجميع بمساندته للاخوان في سياساتهم ،ثم عاد ليؤكد أنهم حريصون علي التواصل والنقاش وتلبية كل دعوة تهدف إلي تحقيق مصلحة مصر، موضحا أن هدفهم هو تحقيق الاستقرار وعودة الهدوء إلي الشارع المصري، وإجراء مصالحة وطنية حقيقية ،،، معربا عن حزنه تجاه شهداء الشرطة والجيش الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة،مبررا أن المصالحة الوطنية تتطلب تضحية من جميع الأطراف ولا يريدون استقواء أحد، وأن الشعب المصري عاني كثيرا ويطمح إلي الاستقرار لأن العودة إلي الوراء أمر صعب، واعلن أنهم سيشاركون في لجنة الخمسين، المنوط بها تعديل دستور 2012 المعطل،، الامر الذي اثار جدلا بعد ان اتخذ قرارا سابقا بعدم المشاركة في العمل السياسي ….

ومن يدقق النظر الي تصريحات حزب النور في الفترة الاخيرة يجدها تحوي في مضمونها ابتزازا سياسيا في محاولة يرفضها الجميع للعب دور البديل لجماعة الاخوان وقد ظهر ذلك بوضوح في تحذير الحزب ، الذراع السياسية للدعوة السلفية، من خطورة استبعاد التيار الإسلامي من الساحة السياسية، وإلغاء الدستور الحالي، خلال لقائه بكاثرين آشتون، الممثل الأعلي لشئون الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي،

كما أشار عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك” إلي أن وفد النور، دعا إلي أهمية الحل السياسي للأزمة الحالية، واستيعاب جميع الفصائل والتيارات في العمل السياسي، محذرًا من خطورة استبعاد التيار الاسلامي.

وشدد الحزب علي ضرورة المحافظة علي مكتسبات ثورة 25 يناير، خاصةً فيما يتعلق بالحقوق والحريات، كما حذر الحزب من إلغاء الدستور المستفتي عليه أو تعديله عن طريق لجنة وضعها الرئيس المؤقت، داعيا ألا يتجاوز دور اللجنة، الاقتراح وأن تكون الموافقة من عدمها خاصة بالبرلمان.

حزب برجماتي

واكد “احمد بهاء الدين شعبان” وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري ان حزب النور السلفي عودنا دائما علي انه حزب برجماتي شديد الدهاء ويلعب علي كل الاحبال وينظر لمصالحه المباشرة بشكل نفعي بعيدا عن المبدئية او اي حرص علي المصالح العامة فهو يري ان وجوده الان في السلطة باي شكل من الاشكال يحقق للتيار الاسلامي مكاسب كثيرة ولنفسه بالذات خاصة بعد ابتعاد جماعة الاخوان عن صدارة المشهد وانكشافها امام قطاعات الشعب وعداء الجماهير له.

ويري “شعبان” انه لا غرابة فيما يحدث فحزب النور دائما يناور ويتقدم ويتخلف بحسب المصالح الآنية التي يراها تتحقق لجماعته وهو بكل الحالات اقرب وينتمي شكلا ومضمونا لاجنحة التطرف التي اذاقتنا الويل لفترة طويلة ولا يجب افساح المجال له للعبث في المرحلة الانتقالية الحالية كما حدث مع المرحلة الانتقالية الاولي.

واشار”شعبان” الي انه من نقاط ضعف النظام الحالي استمرار ممارسة السياسة بنفس طريقة النظام السابق حيث عدم التمييز بين اطراف العمل من هؤلاء الذين يقسمون الادوار فيما بينهم لخدمة مصالحهم الخاصة فقط بالاضافة الي النمط المستخدم ايضا والذي يحرص علي ارضاء تلك الاطراف، الامر الذي وضعنا في مأزق فيما مضي وتكرر الان وقد ينتهي بنا الي خروج الجماهير للشارع لان النظام لم يحقق مطالبهم في المرحلة الانتقالية.

الشريعة الإسلامية

واتفقت معه في الرأي دكتورة “آمنة نصير” الباحثة في شئون الحركات الاسلامية وطالبت بالا يعرقل اي عمل قادم باسم حماية الشريعة وكأن الشعب المصري غير قادر علي حمايتها بمسلميه ومسيحييه ، فالشريعة ليست عدوا لاحد والكل يمارسها ويطبقها بما يزيد علي 90/ منها وما بقي ممثلا في قضية الحدود وهي قضية اذا توفر المقومات لتطبيقها سوف تطبق وهو ما يؤكد ان الشريعة في حماية الشعب المصري منذ اكثر من الف سنة والواقع العملي والتطبيقي يؤكد ذلك.

واشارت” آمنة” الي مسألة الكر والفر باسم الشريعة وهي في قوالب سياسية ممتلئة بالانتهازية للظروف التي يمر بها فصيل الاخوان فليست السلفية او حزب النور ومن يشاركهم هذه اللعبة افضل من بعضهم البعض فجميعهم يتكالب علي الكرسي والربح السياسي وليس كما يدعون اخلاصا للشريعة او حماية الاسلام من هؤلاء الذين لا يعرفونه الا علي ايد حزب النور!

وأكدت”آمنة” ضرورة ان يكف حزب النورعن هذه التجارة وعدم الاخذ من الشريعة ستارا لمصالحهم ومطامحهم واذا ارادوا الكلام فليكن كساسة فقط حتي ينجحوا اما المناورة باسم حماية الشريعة فقد ملها الشعب واصبحت اوراقا محروقة لا داعي للتجارة بها حتي لا نزيد الشعب عددا جديدا من الملحدين فليمارسوا السياسة بعيدا عن الدين.

وتعليقا علي تصريحات المتحدث باسم حزب النور السلفي حول وساطته في المفاوضات بين القوات المسلحة وتنظيم الإخوان، لإنهاء الأزمة الراهنة والبدء في مصالحة وطنية، مع وجود مبادرة أخري من الجماعة الإسلامية بالتنسيق مع التحالف الوطني لدعم الشرعية، قدموها للقائمين علي الحكم والقوات المسلحة، وعرضوها علي أطراف الأزمة، للتهدئة ونبذ العنف، لكنها تشترط الإفراج عن قيادات الإخوان المقبوض عليهم أولاً قبل بدء الحوار باعتبار ان التهم الموجهة إليهم سياسية، ولن تكون هناك أي عملية سياسية حال استمرار الاعتقالات أو إقصاء التيارات الإسلامية،، تقول “آمنة” ان حزب النور رأي ان الساحة فارغة من الاخوان وحان وقت قطافها لهم ولكنهم نسوا ان الشعب المصري زهد هذه اللعبة .

كما عاتبت “احمد المسلماني” المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ومن وجهه هذه الواجهة باللوم موضحة انه ليس من الحكمة ولامن تقدير الامور هذا الاستبدال وتقصد حزب النور السلفي والاخوان المسلمين، جاء ذلك بعد اعلان المسلماني إن رؤية حزب النور لم تكن ارتجالية تجاه الدستور، وشارك الحزب في ثورة 30 يونيو وتشديده علي أن مصر تحتاج إلي تجديد النخبة السياسية فيها.

العمل الدعوي

اما دكتور “ثروت الخرباوي” القيادي السابق والمنشق عن جماعة الاخوان المسلمين” فيقول ان حزب النور “عين في الجنة واخري في النار” ما بين الرغبة في العودة للمساجد والعمل الدعوي واعتزال السياسة وما بين العودة لها وتصدر المشهد السياسي.

ويري ان ممارسة السياسة هواية وحزب النور يقع في تلك الهواية وهي خطوة من خطوات الشيطان اذا اتبعوها سوف يصلون الي النتيجة التي وصل اليها الاخوان بل اشد قسوة.

واوضح” الخرباوي” ان عودة النور للسياسة واعتراف النظام بوجوده سوف يعيد الجماهير للشارع وينبغي ان يحظر الاحزاب التي لها خلفية دينيية وان تتفرغ فقط للعمل الدعوي والخيري واقول لهم دعوا السياسة لاهلها وتفرغوا لدعوتكم خاصة انكم لستم فصيلا سياسيا بل جماعة دعوية مطالبا بضرورة وضع التخصصات في اماكنها الصحيحة اي ان الجماعات الدينية مكانها المساجد وليس ممارسة السياسة.

ويري الدكتور” جهاد عودة”، أستاذ السياسة بجامعة حلوان، أن حزب النور السلفي يحاول ان يقف علي مسافة متساوية من جميع الأطراف، وهو ما يمكن وصفه ب “نفاق سياسي” بكل المقاييس.

وأضاف عودة ” لا يمكن أن تكون في عالم السياسة، ولست مع أو ضد أي شيء، وليس لك أي قرار أو رأي صريح تجاه أي موضوع، و هذا ما يقوم به حزب النور.

وشدد عودة علي أن حزب النور مهما حاول إخفاء ميوله للإخوان لن ينجح لأن الشعب أصبح اكثر وعيا من أن يقوم حزب بالضحك عليه، فيجب أن يحدد موقفه هل هو مع ما يسمي الشرعية أم مع لجنة الخمسين.

ابتزاز سياسي

بينما علق حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من الظهور المفاجيء لحزب النور من جديد للمشهد السياسي وحذر من الاستسلام لإملاءاته خاصة انه أحد الشركاء الرئيسيين في إنتاج الدستور المعيب المفترض تعديله والضغط علي لجنة الدستور للحفاظ علي المواد التي وضعوها بانفسهم ولانفسهم فقط.

وأكد الحزب، في بيان له ، أن الشعب قام بثورته التصحيحية في 30 يونيو 2013 للخلاص من حكم تيار الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، تعبيرا عن رفضه للدولة الدينية التي يؤسس لها الدستور الذي أصدرته الجماعة وحلفائها من السلفيين.

وشدد الحزب في بيانه علي أنه لم يحدث في تاريخ الثورات أن سعي الثوار للتصالح مع من ثار ضدهم ولا استرضائهم بعد سقوطهم بالحفاظ علي دستورهم الفاسد، ومن المعروف أن الثورات تسقط الدساتير، وقد كان الحزب يري أن الإجراء السليم يقوم علي إسقاط دستور الإخوان وعدم خوض معركة حول هذا الأمر في هذه المرحلة الانتقالية والاكتفاء بإجراء تعديلات علي المواد الرئيسية التي شوه بها الإخوان والسلفيون التراث الدستوري المصري.

التعليقات متوقفه