د. رفعت السعيد يكتب : أرامـل مرسـي المترنحـة

37

فكثيرون ممن صدقوا وهم قيام الخلافة علي يدي د. مرسي ، وكثيرون ممن صدقوا تأسلمه ، وآخرون ممن تآمروا معه علي وحدة أراضي الوطن أو علي إمارة غزة الكبري وآخرون جعلوه ألعوبة في يد سياسة دولهم – كل هؤلاء أصبحوا أرامل يبكون مرسي ويلبسون عليه الحداد .

وكأن مرسي يردد قول الشاعر : إذا ما مات مثلي شخص- يموت بموته خلق كثير . أوباما يتلقي صفعات وغضب وسفيرته كفأرة مذعورة ، وماكين وديمبسي وميركل وغيرهم سيدفعون الثمن ، لكن البعض سيدفع ثمناً أكبر .

فأكثر أرامل مرسي تضرراً هي حركة حماس التي تدفع الآن ثمن جرائمها فتعاني من إغلاق الأنفاق ، ويحكم الخناق عليها فلا إيران تدفع ، ولا سوريا تساند ، والبناء توقف ، فمواد البناء الإسرائيلية بضعف سعر المهرب من الأنفاق ، والسولار يتوقف تهريبه وينهض شباب غزة مؤسسين لحركة تمرد التي تلقي تجاوباً صامتاً وعميقاً، ويرتبون لحملة عصيان مدني ، والشعب المحاصر بدأ يشاهد ما كان يغمض العين عنه من قصور ومرسيدس وثراء متوحش لرجال حماس والفقر للآخرين ..

ويجن جنون قادة حماس فيرسلون إرهابيين وأسلحة وينكشف الغطاء فأيادي حماس الإرهابية أتت حتي رابعة والنهضة وما بعدهما . وهناك أردوغان الذي ظهر باكياً بالفعل كأي أرملة . فمع انهيار مرسي انهار حلم الخلافة وتواري الكابوس العثماني البغيض ، وفقدت تركيا حلم صفر مشاكل ، ونهضت مصر لتستعيد علاقاتها مع اليونان وقبرص ولم يعد مجال للحديث عن التحكم في مفاصل الملاحة وأنابيب الوقود واحتياطيات غاز المتوسط . ويعلو صوت الأرملة العثمانية بجنون السباب حتي ضد الإمام الأكبر إمام كل السنة في العالم شيخ الأزهر فتزداد كراهية الناس للخبل العثماني كلما ازدادت كراهيتهم للإرهاب الاخواني .

وهناك أرملة أخري في تونس فالغنوشي الاخواني والارهابي المخضرم يتلقي طعنة سقوط مرسي بفزع وتمتد الحكمة الشعبية المصرية فتكاد أن تغرقه، فهناك أيضاً جبهة الإنقاذ وتمرد ومظاهرات الغضب ويعلو صوت السقوط الاخواني المدوي ليوقظ التونسيين لاستعادة ثورتهم التي سرقها الغنوشي . وفي السودان تبدد حلم البشير دون أن يقلوظ عمامته ويهز عصاه في عصابة من رجاله معلناً ضم حلايب وشلاتين في تعويض لتمزق الدولة التي بعثرها بغباء تأسلمه . والأرامل كثيرون ويحتويهم التنظيم الدولي الذي يحاول عبثاً ملأ فراغ سقوط حكم المرشد . فالشعب المصري العبقري لم يطلب إسقاط مرسي وإنما إسقاط نظام ..

يسقط حكم المرشد – يسقط حكم الإخوان . ومن ثم سقطت دولة التأسلم الفاشي الاخواني وسيسقط معها أي حكم متأسلم . والشعب المصري الذي تعلم علي مدي تاريخه كيف يصبر ويعاني ويكتم غيظه أثبت أنه يعرف كيف يكره . فتعمقت في جذوره كراهية للتأسلم الاخواني ولمن يلبسون ثياب الحملان مطالبين بالمصالحة معهم .

وتمدد دوي غضبه ليهزم المؤامرات الأمريكية – الأوربية – التركية – القطرية ، فكان الجنون الارهابي الاخواني ، فشاهد العالم كيف يكون الإرهاب الفاشي عندما يتأسلم . وتراجعت الأرامل الخارجية باحثة دون جدوي عن استعادة احترام مفقود .

وتبقي الأرامل المتأسلمة في المنطقة لتنصب علي رؤوسهن لعنات المصريين والمسلمين وخاصة العرب ، وكانت الوقفة الرائعة لعاهل الحرمين الشريفين ولدولة الإمارات وأمير دبي مدوية فأسقطت أردوغان وغيره من الأرامل من حسابات المستقبل وفتحت أمامهم بئر الزوال . وتبقي أرملة أخري هي قطر .. ولكنها لا تساوي حبر الكتابة عنها.

التعليقات متوقفه