تحقيق: نورهان عادل
هل حقا العلاقة بين الفنان والسلطة تصل الي حد المصلحة؟ تساؤل يطرحه البعض حول تلك العلاقة الشائكة علي مدي الفترات السابقة فعلاقة الفنان بالسلطة ليست وليدة اللحظة وعلاقة أهل الفن بالسلطة أو النظام الحاكم علاقة جدلية دائما … أكثر من خمسين عاما مرت علي “عبد الناصر ياحرية” التي شدا بها عبد الحليم حافظ في حين نجد “تسلم ياجيش بلادي” كانت غير كفيلة لتغيير الواقع .”الأهالي» رصدت بعض الشخصيات التي اقتربت من السلطة ودار حولها بعض الاقاويل ؟
في العهد الملكي في شخص “تحية كاريوكا” التي عرفت بقربها من القصر الملكي وكذلك الملك فاروق فقد عرف عنها علاقتها الجيدة بالملك فاروق وكانت تحيي معظم حفلات القصر في عهد الملك فاروق حتي أنها رقصت في حفل زفافه.وكذلك رغم أعلان تأييدها صلعبد الناصر كثيرا الا انها حبست في عهده بتهمتي التأمر لقلب نظام الحكم وطباعتها منشورات ضد الضباط الاحرار وفي 1972 أدت تحيا مسرحية “يحيا الوفد” التي كانت تحوي انتقادا صريحا للقائد وسياساته ووصفته بأنه خرج عن أهداف الثورة .وكانت منتمية للحزب الشيوعي . وعرفت تحية كاريوكا ايضا السادات فقد اختبأ عند شقيقتهاا لمدة عاميين بعد فراره من قوات الاحتلال الانجليزي .
هكذا كانت أيضا “أم كلثوم” لا يفصلها عن السياسة عازل فقد كانت علاقتها بالملك فاروق علاقة وطيدة وقد عززت “أم كلثوم تلك العلاقة عندما شدت” اجمعي يامصر ازهار الاماني ، يوم ميلاد المليك و اهتفي من بعد تقديم التهاني شعب مصر يفتديك طلع…… فانعمي يامصر في ظل حماه و اسلمي” تغنت بها أم كلثوم في عيد ميلاد الملك فاروق فبراير 1937.. حتي أنها لقبت “بصاحبة العصمة” لآن الملك فاروق أنعم عليها في حفل كبير بالنادي الاهلي بالقاهرة وبمناسبة عيد الفطر المبارك سبتمبر 1944 “بنيشان الكمال” وكان لا يحصل علي تلك النيشان الا زوجات رؤساء الوزارات والاميرات.واعتبر تلك النيشان تقديرا لذكائها في ربط اسم الملك بأشهر أغانيها “ياليلة العيد” فقد قدمت أم كلثوم تلك الاغنية في فيلم “دنانير” 1939 ثم أهدتها للملك في “عيد جلوسه” 1944 فغنت هلالك هل لعينينا… فرحنا له وغنينا وقلنا السعد حا يجينا…علي قدومك يا ليلة العيد .
أما “عبد الحليم حافظ” فقد كان رمزاللمرحلة الناصرية بكل ما يحمل المعني فالعندليب كما أطلق عليه “ابن الثورة” فقد ولدت ثورة يوليو 1952 علي صوته فلم تكد الثورة تنجح حتي بدأ عبد الحليم مسيرته الفنية الحافلة بالاغاني الوطنية بنشيد “العهد الجديد” فقد تغني بحكمة وحنكة الزعيم الملهم في أشهر اغانيه “عبد الناصر يارية ياروح الأمة الوطنية الشعب يريدك ياحياته ياموصل موكبه لغايته” وتكرر اسم عبد الناصر في معظم أغانيه فغني” إحنا الشعب اخترناك من القلب يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب إحنا اخترناك وحنمشي وراك” . فاذا كان العندليب “ابن الثورة” وكوكب الشرق” مطربة الثورة فقد كان ابن الشعب الضاحك “صلاح جاهين” شاعر الثورة فأشعار جاهين الوطنية الثورية كانت تتحول الي اغان ثورية خالدة بصوت عبد الحليم كما كان جاهين مؤمنا كل الايمان بالاشتراكية وكتب للثورة “اليوم ده مفيش غير مجد وعز وحرية ونعيش في الاجيال الجاية” وارتبط جاهين ايضا بالحقبة الناصرية وايمانه بالثورة جعله يكتب أغنيات تشيد بزعيمها فكتب “احنا الشعب” بمناسبة تولي عبد الناصر الرئاسة و”صورة” “بالاحضان” “يا اهلا بالمعارك” ثم “بستان الاشتراكية” و”تفوت علي الصحرا تخضر”.
ولما جاء العصر المباركي انكشفت بوضوح حكاية العشق والغرام بين النظام وأهل الفن فالرئيس السابق “ محمد حسني مبارك” أكد من خلال ارتباطه بالفنانين أن السياسة من الاساس فن فقد كان لديه من الذكاء ما يجعله لا يدع فرصة أو مناسبة ايا كانت الا ويدعو الفنانين للحديث واخذ الصور التذكارية معهم فاستطاع بشكل كبير من خلالهم أن يصل لقلوب المصريين.
تقول الناقدة ماجدة خير الله الفن الحقيقي لايخدم السلطة ويجب علي الفنان ان تنصب اعمالة في صالح الوطن وقيمة الفنان تعلو عندما يتكلم بصوت الجمهور واي سلطة لها وقتها وستنتهي.
اما الاعلامي حمدي الكنيسي فرأي انه من الواجب ان يخدم الفن الشعب ومن الممكن ان ينحاذ الفن للسلطة بشرط ان تكون السلطة تتخذ قرارات ومواقف في صالح الشعب والوطن
انني اري إنه من المقبول ان يغني عبد الحليم لجمال عبد الناصر عندما قام بتأميم شركة قناة السويس السلطة تحاول استقطاب الفنانين في بعض الاحيان حتي تقوم بالتأثير علي الجمهور فاذا كانت بعيدة عن الشعب فتستقط السلطة وسيسقط معها الفنان.
واعتبر الناقد طارق الشناوي الامر يختلف من فترة لاخري ففي فترة جمال عبد الناصر كانت الدولة تمتلك كل شيء وكان لايوجد هناك اي تواصل للفنان إلا عبر الوسائط التي تملكها الدولة فاذا لم يكن عبد الحليم يغني للنظام فما كان هناك عبد الحليم ايضا “ مش كل اللي غني لعبد الناصر كان منافقا “.
التعليقات متوقفه