الثــــورة فـــــى الفـــــــــــن «شـــــاهد ماشفــــش حاجــــــــة»

43

تحقيق : اندرو اميل

هكذا حدثنا الراحل العبقرى “اسامة انور عكاشة “ عندما رفض افلام النكسة وافلام نصر اكتوبر التى تم انتاجها بعد الحرب بشهور قليلة واعتبرها مجرد رصد لا يطابق الواقع ويظلمه، بل اعتبرها هامشا يحتاج للكثير من التفاصيل التى تأتى بمرور الزمن على الحدث..

من هذا المنطلق نتحدث عن تناول الثورة “يناير ويونيو “ بشكل فنى سواء فى السينما أو المسرح او التليفزيون خاصة مع الحديث عن الكثير من الاعمال الفنية التى تعد الآن من أجل هذا الهدف رغم ان المحاكمات لا تزال مستمرة والحقائق مازالت مخبئة تنتظر الصعود لوجه الارض ويبقى العديد من التساؤﻻت حول هذا الموضوع، هل استطاعت الاعمال الفنية التى عرضت فى الفترة السابقة ان تعبر عن الحدث بصورة جيدة؟ أم كانت سطحية ولم تتسم بالمصداقية؟ هل هناك بعض الاحداث التى تم تشويهها حتى وان كانت “بسلامة نية “؟ وهل السرعة فى انتاج عمل عن الثورة فكرة ناجحه لمواكبة اﻻحداث، أم اﻻفضل اﻻنتظار قليلا ليكون اعمق واكثر واقعية، وهل الثورة فى الفن التشكيلى هى علامة نصر ورفع لعلم مصر أم هى انتفاضة شعب تصلح لكل عصر.

التوقيت غير مناسب

 ترى الناقدة ماجدة خيرالله ان حدثا كبيرا بحجم الثورة ﻻيجوز ان يتم الحديث عنه الآن فى اﻻعمال الفنية، ﻻنه توجد احداث تعرض فى اعمال فنيه لكن بعد فترة يتضح ان تلك اﻻحداث كانت غير حقيقية بعد مرور الوقت بسبب ظهور حقائق تثبت عدم صحتها ، مثل حادثة موقعة الجمل التى عرضت على انه مجموعة من العاملين بالخيالة فى نزلة السمان اتوا الى ميدان التحرير من أجل ان رزقهم قد انتهى بسبب توقف السياحة وهى مصدر دخلهم فهم جاءوا من أجل الدفاع عن رزقهم ، لكن تبين فيما بعد ان ذلك غير صحيح ﻻن هؤلاء كانوا مجموعة من المأجورين اتوا من اجل اهداف سياسية وليست اهدافا انسانية، وايضا حادثة اقتحام السجون الذى تناولت على ان الذى قام به مجرمون يريدون اخراج اتباعهم واهالى ترغب فى خروج ذويهم ، لكن بعد مرور اﻷيام وظهور الكثير من الحقائق تم التأكد ان الذى قام بذلك مجموعة من العناصر الخارجية التى تريد تدمير البلاد واخراج العناصر الارهابية. وهذا يؤكد لنا ان السينما ليست مثل العمل الصحفى الذى يعتمد على السبق، فهو يجب ان ينتظر قليلا حتى تظهر الحقائق، ويتناول الحدث بصورة اعمق واوسع ويتمتع بمصداقية وواقعية اكبر .

واشارت ماجده ان فيلم مثل “رد قلبى” الذى تحدث عن ثورة يوليو 1952 كان عام 1956 اى بعد الثورة باربعة اعوام وايضا فيلم مثل “غروب وشروق” ويعد من امتع الافلام التى تحدثت عن ثورة يوليو وكان عام 1963 اى بعد 11 عاما من هذا الحدث اذن نحتاج للانتظار لرؤية الحدث بصورة اوضح. مثلما ترى لوحة من بعيد ستختلف عن رؤيتك لها من قريب وهذا ينطبق على الثورات ، لذلك يجب ان ننتظر قليلا حتى يكتمل الحدث ونراه بكل جوانبه.

 واضافت “خيرالله” ان الاعمال التى تناولت ثورة “يناير “ فى الفترة السابقة لم تتميز بالمصداقية، ﻻنه لم تعرف الحقائق كاملة ، لذلك فالسرعة ﻻ تكون فى مصلحة. وترى المخرجة عرب لطفى ان اﻻعمال التى تحدثت عن الثورة والتى تعرف (باﻻحترافية فى العمل) لم تكن جيدة على الاطلاق (روائية او تسجيلية) ﻻنها انتجت فى فترة قصيرة، ولم تأخذ حقها من اجل مواكبة العصر وموضة الثورات و الوصول الى الجمهور الذى يرغب فى مشاهدة الثورة بصورة فنية وايضا اﻷحق بالمهرجانات ، لذلك ظهرت بهذه الصورة ، ورأت عرب ان تجارب الشباب المستقلة فى السينما التسجيلية كانت الافضل، والأوقع تعبيرا عن الحدث وان ذلك قد يعود الى مشاركتهم فى الثورة ورغبتهم فى التعبير عنها وعما عايشوه فكانت تجاربهم الاقرب الى الواقع من وجهة نظرها، على سبيل المثال كان هناك فيلم قصير عن مينا دانيال وعن استشهاده وكان من اكثر واقوى الافلام القصيرة التى تحدثت عن الثورة ﻻنه تحدث عن الحدث بحميمية وعاش فيه، وهذا العمل لم يفكر فى مهرجانات واهتم فقط بالتخليد لما حدث الى جانب ان الشباب الذى شارك فيه تمتع بمصداقية ومشاعر حقيقية.

التعليقات متوقفه