د.رفعت السعيد يكتب : مصر والمرأة ضد التأسلم (25)

64

ونستكمل رحلتنا مع مصريات رائدات في مختلف المجالات، نقدم فقرات متعجلة لعلها تحفز الباحثين في هذا المجال علي مزيد من البحث.

* كابتن لطيفة النادي: ولدت عام 1906 وحصلت علي البكالوريوس من الكلية الأمريكية برمسيس، كانت تمتلك عشقا للطيران بما دفعها وعمرها 25 عاما وبرغم شهادتها العالية إلي قبول وظيفة عاملة تليفون بشركة مصر للطيران، لتنفق علي مصاريف تعلمها قيادة الطائرات بواسطة من الكاتب محمد زكي عبد القادر. وكان مثيرا لدهشة معلمها الانجليزي سرعة اتقانها لقيادات الطائرات وفي وقت وجيز جدا فبعد ثلاثة أشهر حصلت علي اجازة الطيران لتنشر الصحف المصرية صورتها كأول فتاة تعمل طيارة في مصر وكل العالم العربي، وأرسل المدرب الانجليزي صورتها ونبذة عن مهاراتها للصحافة العالمية التي جعلت منها ذات سمعة عالمية. واسهمت بحماس في تأسيس نادي الطيارين وفازت في سباق الطيران بين القاهرة والإسكندرية وأطلق عليها «أخت الطيارين»، وقد كرمتها أمريكا عام 1993 خلال تكريم الطيارات المتفوقات ونقش اسمها في لوحة رخامية في صدر بناية الصداقة الدولية بولاية كنساس والتي تضم اسماء شخصيات العالمية البارزة.

* بهيجة رشيد : واسمها بهيجة محمود صدقي قبل زواجها من حسن بك رشيد وهي من مواليد عام 1900 وتخرجت في الكلية الأمريكية ثم رئيسة لجمعية الخريجات. وانضمت بهيجة هانم إلي جمعية هدي شعراوي عام 1925 وأصبحت رئيسة لها وكانت وكيلا لجمعية حماية المرأة والطفل ومثلت مصر عدة مرات في اجتماعات الاتحاد النسائي الدولي، واسهمت في تأسيس الاتحاد النسائي العربي عام 1944 وفي عام 1961 اختيرت عضوا في مجلس إدارة الاتحاد النسائي الدولي. وأشرفت علي انشاء أول حضانة، فأقامت دار حضانة في قرية سنديون عام 1951. وكانت مغرمة بالموسيقي والغناء، فألفت كتبا لأغاني الأطفال ونشطت في جمع التراث الشعبي في هذا المجال وألفت كتابا عن الأمثال الشعبية ورأست الجمعية العربية لهواة الموسيقي واختيرت أول أم مثالية في مصر.

* سميرة موسي : ولدت عام 1917 في قرية سنبو الكبري مركز زفتي. ثم انتقلت مع أسرتها للقاهرة لتدرس في مدرسة قصر الشوق الابتدائية، كانت الأولي علي شهادة الابتدائية ثم التحقت بمدرسة بنات الاشراف الثانوية واحتضنتها ناظرة المدرسة (نبوية موسي) لمواهبها العلمية، وفي 1935 حصلت علي البكالوريا وكانت الأولي ايضا وتخرجت في كلية العلوم جامعة فؤاد 1939 وكانت الأولي ايضا، وبعد جهود مضنية ساندها فيها د. مصطفي مشرفة عميد الكلية عينت كأول معيدة في هذه الكلية ، وحصلت علي الماجستير مع مرتبة الشرف الأولي وحصلت علي الدكتوراه من كلية بدفورد بلندن، وفي 1951 سافرت بمنحة من برنامج اولبرايت، واظهرت نبوغا في الابحاث العلمية في جامعة سان لويس الأمريكية. ألحوا عليها في البقاء في أمريكا وعرضوا عليها الجنسية ومنصبا رفيعا لكنها رفضت. ولقيت حتفها في حادث سيارة غامض وكان عمرها 35 عاما.

* أم صابر : فلاحة من الشرقية: انضمت إلي الحركة الفدائية ضد جيش الاحتلال في عام 1951. وكانت مهمتها أن تنقل السلاح الخفيف داخل ملابسها وتعبر به عبر كردونات قوات الاحتلال ، ذات مرة حاولوا تفتيشها ضربت جندي انجليزي بفرع شجرة فمات واطلقوا عليها الرصاص لتستشهد.

* أم علي : وهي سيدة عادية . تزوجت من الحاج زين وعملت ممرضة في عيادة الدكتور جلال ببورسعيد وبعد العدوان الثلاثي رفضت أم علي الهجرة، وظلت في بورسعيد لتقوم بتمريض الجرحي ولتسهم في اخفاء الفدائيين، وكانت تعمل علي نقل الاسلحة للفدائيين من المطرية عبر بحيرة المنزلة وتضع السلاح داخل «مشنة» مغطاة بالسمك. وفي المستشفي كانت تقوم بإخفاء الفدائيين المطاردين من الاحتلال بعد تظاهرهم بأنهم مرضي.

وينتهي العدوان.. وتذهب شجاعة أم علي في طيات النسيان.

التعليقات متوقفه