هنا وادى النطرون مدينة الأديرة والفقراء والأرض المنهوبة

292

تحقيق: محمود دوير

هى مدينة استثنائية ليس كمثلها أخرى تحمل من التناقضات ما يجعلها تقف على راس المدن المصرية …هى احدى مدن محافظة البحيرة لكنها الأغنى من حيث الموارد الطبيعية. بين رائحة الرمال والكثبان وعبق القديسين والرهبان  … وبين منتجعات كبار القوم ومزارعهم الشاسعة وبؤس شباب الخريجين ومعاناتهم الدائمة  تبدو المدينة شامخة رافعة الرأس فخورة باحتضان ثراها جثمان البابا شنودة ومرور العائلة المقدسة على أرضها.  كان لوادي النطرون مكانة كبيرة في العصر الفرعوني لاستخراج ملح النطرون منها المستخدم في تحنيط الموتى، كذلك اكتسبت صفة التقديس في المسيحية لمرور العائلة المقدسة بها. وقد عرفت المنطقة بعدة أسماء أشهرها حقل الملح وشيهيت والإسقيط.

يعود أول تجمع رهبانى مسيحى  على أرض وادي النطرون للقرن  الرابع الميلادى على يد مقار الكبير الذي أنشأ دير الأنبا مقاروهو دير عامر حتى الآن بجانب ثلاثة أديرة أخرى، وهي دير الأنبا بيشوي ودير البراموس ودير السريان وكانت المنطقة تحوي حوالي 700 دير في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي. لذلك تُعد المنطقة من أهم المناطق المكرّمة بالنسبة لأتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهى مدينة عاش فيها وكانت دوما نقطة أمل. هذه المدينة البكر والتى حاول رجال أعمال – زمن مبارك – ابتلاعها ورغم الاطاحة بمبارك واندلاع ثورة يوينو المدينة مازالت تصرخ بلا مجيب.“ الاهالى “ تفتح أبواب المدينة الساحرة والتعدى على املاكها ومقدرات سكانها.

إلا المواطن البسيط

حدد قرار وزير الزراعة رقم13698 اراضى وادى النطرون بانها الأراضي المحصورة بين علامة الكيلو84 جنوباً وعلامة الكيلو130 شمالاً بعمق20 كيلو متراً غرب الطريق الصحراوي حيث تبلغ المساحة الكلية لوادي النطرون1230كيلومترا مربعا وقد كشف تقرير وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي عن الشركات والجمعيات والهيئات الحكومية التي استولت علي أراضي وادي النطرون بطريقة غير مشروعة حصلت منها شركة كيماويات البناء الحديث 538 فدانا وقامت ببيع 15 فدانا منها لشركة امريكانا ، شركة الحصاد للمشروعات الزراعية 718 فداناً ، شركة لينا التي يمتلكها رجل الأعمال إبراهيم البنا 37 ألف فدان و شركة جرين لاند 6000 فدان و شركة العدالة 10 آلاف فدان و شركة النوبارية لإنتاج البذور نوباسيد 10 آلاف فدان باعتها لمستثمر سعودي يدعي عبد الإلة صالح وصدر ضده حكم بسحب الارض عام 2006 ولم ينفذ .

وشركة الهاشمية 11 ألف فدان و شركة البدر 4600 فدان و شركة البنا للدواجن 2000 فدان ، 11 فدانا شركة جرين انتربيز جروب 5100 فدان، شركة جريماتكو 275 فدانا و الشركة العامة للتوكيلات فالي فارم  21 فدانا، عبد السلام حجازي 126 فدانا و شركة محمد عبد الوهاب وشركاة 300 فدان و شركة الكارن 106 فدادين و رابطة ضباط الشرطة 5700 فدان و شركة المباركة 880 فدانا و شركة الجبالي 12500 فدان و اللواء عبد الكريم درويش المساعد السابق لوزير الداخليه450فدانا و جهاز أمن الدولة 6000 فدان وعلي ورور رئيس مجلس إدارة شركة ريجوا خمسة آلاف فدان ويقوم بتقسيمها وبيعها لرجال أعمال عرب وأجانب.

وحصلت مؤسسة الأهرام  على 500 فدان وجمعية مهندسي الغربية 2700 فدان و جامعة المنوفية 3 ألاف فدان وسعيد عبد الرءوف صاحب شركة المروة لمزارع الفاكهة 400فدان و عبد اللة سعد صاحب الريف الاوروبي 2000فدان، شركة ريجوا 300 فدان وعلي عبد اللطيف رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأفق للاستثمار557 فدانا، محمد قدورة صاحب سلسلة مطاعم قدورة 100 فدان ، حسين عثمان صاحب مزارع دينا 90 ألف فدان.

 منابع انتهاك القانون

 يمثل منتجع نبع الحمرا احد اهم المنتجعات الطبيعية فى العالم وياتى إلية البشر من كل مكان  بحثا عن الاستشفاء و فى يوليو عام 1998 قام محافظ البحيرة السابق فاروق التلاوى، كطرف أول ببيع 460 فداناً من هذه الأراضي بسعر 800 جنية للفدان وتدفع بالتقسيط وذلك للطرف الثاني ويمثلة كمال الدين مصطفى – رئيس شركة كيماويات البناء الحديث. ورفعت اللمسي – صاحب شركة اللمسي للسياحة و فتح الله فوزي فتح الله – صاحب شركة مينا للسياحة وهاني محمد عبد العزيز الكموني – رئيس شركة القاهرة للسياحة والذي تم تعينه رئيسا لمجلس إدارة شركة نبع الحمرا للسياحة.

وتم توقيع عقد استغلال بحيرة نبع الحمراء لإقامة مشروع سكنى وسياحي وزراعي عليها حيث كان من المفترض إقامة هذا المشروع على غرار مشروع الريف الأوروبي من حيث التنسيق والطبيعة وتوافر الخدمات علي مساحة 698 فدانا مقسمة إلي 219فدانا وهي بحيرة المياة نفسها بقيمة حق استغلال 140جنيهآ للفدان في العام ولمدة ثلاثين عاماً، وتم توقيع عقد بيع460 فداناً لهم وهم أرض نطاق بحيرة المياة أى جميع الأراضى اليابسة التى تحيط بحيرة المياه بسعر 800 جنيه للفدان وتدفع بالتقسيط علماً بأنة تبلغ القيمة السوقية للفدان الواحد حاليا مليون جنيه وقام جميع الشركاء بالعديد من المخالفات ببنود العقد  والتى من اهمها عدم انشاء اي مشروعات تنموية فى نبع الحمرا وحصلوا على قروض من البنوك المصرية  باسم المشروع الوهمي للسياحة علماً بأنه انسحب مؤخراً كمال الدين مصطفى ورفعت اللمسي، من هذه الشراكة بعد أن تقاضا مبلغ 7 ملايين جنيه من باقى الشركاء.

ورغم ان التعاقد قد نص على انة يتم انهاء التعاقد فى حالة عدم جدية الطرف الثانى فى مدة عشر سنوات من تاريخ التعاقد لكن الادارة لم تقم بانهاء التعاقد حتى الان ويرجع المتابعون ذلك الى خطا المسئولين فى المحافظة الكبير فى بيع كل الاراضى المحيطة ببحيرة نبع الحمرا الى ذات المستثمرين مما جعل هناك استحالة لاى مستثمر فى الاقدام على الاستثمار السياحى فى منتجع نبع الحمرا.

التعليقات متوقفه