مطالب بتحويل ضريحى “نجم وإمام” لمزار سياحى وثقافى

22

تحقيق : نورهان عادل

ذهب مجنون بهية………… ولكنه ذهب بصمت الرجال ذهب  بعد أن ادمن قلمه الرقص طربا بين انامله ويتم لا فطالما صرخ ليقطر بحبره المسموم ويصب لعنته على كل ظالم  راح “ابن البهية” “احمد فؤاد نجم” ليعلن قلمه الحداد عن الكلمات فكلماته حقا لم تكن كالكلمات فكانت الحروف لديه تتنهد برقى  كانت سوطا يلهب ظهور الطغاة وسهما يصوب فى صدورهم  و كانت صدى كلماته أشد من رعد ليالى نوات الشتاء راح نجم بعد أن شحذ همته للدفاع عن الغلابة فقد علا صوته بالحق بلا هوادة فقد كان لا يخشى فيه لومة لائم راح وفى عيونه حزن يعقوب على يوسف راح وفى عيونه ثورة راح قبل أن تتعافى بهية .

ذهب نجم لرفيق نضاله الشيخ امام بعد أن رافقه فى السجن، الشيخ امام الذى  كون معه رمزا للثورة بعد ان نجحا فى اثارة شعب باكمله وحفز هممه على مدار تاريخه ضد الاستعمار والظلم  فقد قال نجم عن رفيق حياته أن موسيقى الشيخ امام تسب وتفضح اهل الظلم فهم ثنائى يندر تكراره فى مجال الهجاء السياسى الحق فى الشعر والتلحين والغناء  فكان صوتهما يخرج من  الزنازين ليقف مع الغلابة ويشد على أيدى  الثائرين ليس فقط فى مصر فقد كانت كلمات نجم تقطر حبا فى حب مصر وصوت رفيقه امام عيسى يفوح بنفس هذا العشق.

كانا شهادة على عصر عبد الناصر والسادات ومبارك وظل صوتهما ليعيش حلم ثورة يناير ويونيو  بعد أن كان من أكبر الداعين لها فقد حكى لنا نجم مصر فى أصعب فتراتها من النكسة والحرب وكامب ديفيد وانتفاضة الخبز ومظاهرات الطلاب تكلم عن القضية الفلسطينية ومؤخرا القضية السورية فقد كانت قصائده بمثابة أرشفة لكل الاحداث التاريخية التى مرت بها مصر فقد خرجت أبياته من الشق  المصرى فلم يكتف بالسخرية من النكسة والاعتقالات فى عهد عبد الناصر فقد افتخر ايضا بثورة طلاب مصر وهاجم سياسة الانفتاح لانور السادات وانطلقت كلماته الى افق اوسع فنعى جيفارا رمز الثورة كما كتب فرحا بالثورة الايرانية وهاجم نيكسون.

تكريمه      

رحلة نجم لم تنتظر التكريم سوى بكلمة من معجبيه فلم يكن يتوقع اى شىء من الدولة سوى تركه تقديم مايريد تحدث كثيرا عن تكريمه فى الخارج ولم يطلب من احد فى مصر سوى الاستماع وان جاز لنا التعبير “الاستمتاع “ ايضا بما يقول ،لذا لم يكرم نجم كما ينبغى ولا حتى الشيخ امام رغم كل هذا النضال حتى جنازته جاءت سريعة لم تحمل كل هذا الحب الذى يكنه الجميع لها

كان بصدد التوجه الى هولندا يوم 11ديسمبر المقبل لتكريمه هناك ضمن  احتفالية ملَكية كبرى، لتكريمه وتسليمه جائزة «مؤسسة الأمير كلاوس للثقافة والتنمية . فى تلك السطور نستعرض القلة القليلة  مما قدمه نجم لبلده من موهبة ربانية ونضال مستميت  وعن الايرث الذى تركه للاجيال بعده فأكثر من خمسين عاما  هى عمر كتاباته  لم تشف غليله محبيه من قصائد فقد ملك حضرته قلوبهم والان ينتظرون تكريمه بشغف لذا خرجت  بعض الاراء التى تبنت فكرة انشاء ضريح له ورفيق نضاله الشيخ امام ليكون رغم ان مطالبه التى كانت دائما ما يداعب بها تلاميذه عند مقابلته كانت تتلخص فى جميلة واحدة هى “ابقوا افتكرونى ياعيال “

      مناهج الدراسة

مزار سياحى ليخلد اسمهما فى الذاكرة وللحفاظ على قيمة أعمالهما التاريخية

وطرح بعض النقاد والشعراء بعض الافكار لتخليد أعمال المبدعان .

وعن رأي “باسم شرف” احد الكتاب الشباب الساخرين قال  انه حتى يتم الحفاظ علي اعمال المبدعين يجب توجيه نظر المسئولين إلى دراسة وضعية شعر العامية مثل اشعار عم نجم وبيرم التونسي و سيد حجاب  فى المناهج الدراسية والمقررات الخاصة بمرحلة التعليم قبل الجامعى. تحديث مناهج الأدب فى التعليم الثانوى بحيث يدرج أسماء و أعمال شعراء وكتاب قصة وروائيين معاصرين فى تلك المناهج حتى يتم تخليدهم في اذهان الاجيال  القادمة  واضاف ان هذا هو اقل ما نقدمة لهم مثل هؤلاء الشعراء .

أما”يوسف القعيد” فقال إنه سعيد  بصدور الهيئة المصرية العامة للكتاب عمل جديد للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، بعنوان “ عجايب” وهى من الأعمال التى حرص الفاجومي على نشرها قبل وفاته، وأصر على تحويل هذا النص إلى كتاب ولكن لم يمهله القدر أن يراه . واقترح ايضا بتنظيم حفلات يروى فيها اشعار فؤاد نجم في الاوبرا كما تقام حفلات لام كلثوم وغيرها من عمالقة الغناء واضاف ايضا انة لكي يتم يخليد هذا الشاعر العظيم الراحل في اذهاننا لابد ان نستمع الي اشعارة في التليفزيون والاذاعة.

فى حين رفض الكاتب محفوظ عبد الرحمن فكرة انشاء ضريح لنجم ليكون مزارا سياحيا معللا ان الاهم أن نخلد اعماله للجيل القادم وليس فقط اسمه .

التعليقات متوقفه