سور الأزبكية في مواجهة الفوضي.. الكتب القديمة على الأرصفة تبحث عن مأوى بعيدا عن الباعة الجائلين

18

تحقيق: نورهان عادل

اكشاك الكتب القديمة  التي كانت تنتظر عشاق الادب والفكر والفن جزء من شوارع القاهرة العريقة وهي بالنسبة للناس بعض تراثهم وعاداتهم القديمة التي تحمل رائحة الاجداد وذكرياتهم وخلاصة تجاربهم.

الا أن  أرصفة بيع الكتب القديمة وخاصة سور الازبكية الذي أصبح يحمل العديد من الباعة الجائلين وانحصر بيع الكتب فبعض الاكشاك الضيقة التى لا تحرم القارئ من متعة التجول بين الكتب واكتشاف المزيد  فباعة السور أو «الكتبجية» بسور الازبكية  فى مكان ضيق بمدخل محطة مترو الأنفاق بالعتبة، ولذا فإن من يدخل المحطة أو يخرج منها يمر بأكشاك الكتب وأصبح الهتاف السائد هناك “أى حاجة  باتنينن ونص”  مما يجعلك غير مهيأ للبحث عن الكتاب الذى تريد  ، ومع شدة الزحام وكثرة المواطنين لا تجد موضعاً لقدميك كى تفتش عن كتاب ، وفى الفترة الاخيرة ومع الحالة الامنية السيئة ، امتلأ المكان بالباعة الجائلين، يفترشون المنطقة ومداخل المحطة ومخارجها، بنداءاتهم المرتفعة والزحام حولهم، بمعاركهم وشجارهم الدائم، وهكذا بات الذهاب إلى ما كان يطلق عليه سور الأزبكية مرهقاً للغاية وغير مجد.

لذا تجولت “الاهالى” بين بائعى كتب منطقة سور الازبكية وغيرها من الارصفة التى تحوى كنزا لايقدر بثمن كمنطقة السيدة زينب وامام نقابة المحامين وعند مدخل محطة الاسعاف بوسط البلد وانتهت الجولة أمام كلية الزراعة.

بدأ  “حماد الصعيدي “ صاحب مكتبة الازبكية بسور الآزبكية  كلامه مؤكدا ان الاقبال علي الكتب القديمة اختلف عن ذي قبل وارجع ذلك الي عدة اسباب اهمها وأولها ان الباعة الجائلين انتشروا بشكل مخيف داخل المنطقة مما يجعل الزائر من المنطقة ينفر قبل شراء الكتب.

“الحي لو طال يقتلنا هيعمل كده”  بسخرية يصف”امين”  صاحب احدى المكتبات بسور الازبكية  واصفا تعنت رئاسة الحي بعدم استجابتها لمطالبهم بنقل الباعة الجائلين وتوقف المثقفون عن زيارته تقريباً بعد سيطرة الباعة الجائلين على مشهد سور”الأزبكية” العريق الذى اختفى رونقه وسط”الفرشات” وأصوات الباعة، وتراكمت كتبه منسية فى انتظارلمعرض الكتاب من كل عام والذى يأتى بمثابة المنقذ للبائع والقارئ.

اتحاد الناشرين

يبدو ان ما يهدد سور الازبكية ليس فقط الباعة الجائلين انما ايضا هناك ازمة من قبل اتحاد الناشرين كما جاء علي لسان بعض اصحاب المحلات بالمنطقة حيث اتهم “بدر الرواس” صاحب مكتبة السعادة اتحاد الناشرين في الترويج للاشاعات عن الكتب لدينا بزعم  انها مزورة ولذلك تباع باسعار رخيصة  وذلك للتخلص من منافس سور الازبكية

وذات الكلام ما اكده “عم رؤوف “ وهو من اقدم اصحاب محلات بيع كتب بمنطقة الازبكية ان اصحاب دور النشر يسعون بكل قوة الي ابعاد الزبائن عن منطقتنا وهذا بالطبع يصب في مصالحهم ويحقق مزيدا من الارباح للكتاب المنافس .

فيما جاء رد “محمد حسن “ أحد اعضاء اتحاد الناشرين “ “حاولنا كثيرا تثبيت الاسعار ولكنها ترتفع نتيجة التقلبات الاقتصادية في اسعار مواد الطباعة  لكن نسبة التخفيضات التي تقدمها الدار علي كتبها تعالج الارتفاع في اسعار الكتب “ وليس لنا أى صلة بتلك الاشاعات التى يتم اطلاقها على بعض أماكن بيع الكتب القديمة وأن كان بعضها صحيحا بسبب عدم وجود مصدر معلوم للجهة التى تصدر بعضها.

وبسؤال “عمار البنا” من اتحاد الناشرين ايضا عن سبب ارتفاع ثمن الكتاب وكذلك عن عدم توافر الكتب القديمة مثل تلك التى تباع على الارصفة، نسعى لتقديم الكتب للجمهور بشكل كبير  لآن هذا يعنى زيادة الارباح للناشر لكن الناشر يضطر لدفع المزيد من تكلفة الكتاب في ظل ارتفاع تكاليف الورق وتكاليف الطباعة الذي ينعكس بالطبع علي تكاليف الكتاب “

منطقة الاسعاف

تحولت منطقة الاسعاف بوسط البلد الي سوق كبير لبيع الكتب على الرصيف والتي تمتد من نقابة المحامين وصيدلية الاسعاف حتى سنترال رمسيس علي جانبي الرصيف و الجديد هو المساحة الكبيرة التي سيطروا عليها واصبح البيع طوال ايام الاسبوع بعد ان كان فقط يوم الاحد وكذلك أصبحت مهنة بيع الكتب كغيرها من المهن التى تعتمد فقط على الربح دون الاهتمام بنوعية الكتاب فقد اعتادت  أعين الزبائن على اسماء  نوع غريب لم يكن موجودا من الكتب مثل كتب ( تحضير الجن والعفاريت وليلة الزفاف وغيرها من الكتب التى يلجأ اليها القارئ فقط للتسلية .

وبسؤال أحد الزبائن  عن رأيه فقال الجمهور بعد الثورة اصبحنا  نستمع  الي بعض المصطلحات الغريبة مثل ايديولوجية الفكر المتأسلم و اخواني وليبرالي فنلجأ الي الارصفة بحثا عن كتاب نتعرف فيه عن تلك المصطلحات ولكننا فى بعض الاحيان لانجده متاحا فى اثناء سيرنا فى الشارع.

التعليقات متوقفه