اللغة العربية فى مواجهة تحديات العصر

31

متابعة: فاطمة يحيي

نظمت دار الكتب والوثائق القومية مؤتمرا لبحث مستقبل اللغة العربية ومشكلاتها فى ضوء التحديات، وذلك بحضور نخبة من الخبراء اللغويين والكتاب والأدباء والشعراء المصريين.

تحدث د. عبد الحميد بسيونى – عن اللغة العامية باعتبارها لغة شعبية لم تكن فى التراث ساهمت وسائل الإعلام فى انتشارها من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج، فضلا عن الرموز التى حلت مكان اللغة والتعبير والتى نراها بشكل ملحوظ فى مواقع التواصل الإلكترونى وأشهرها “الفيس بوك” الذى يستخدم فيه الأفراد محادثاتهم “الشات” الرموز مثل “البسمة – الضحكة – الغضب” للتعبير عن الحالة المزاجية والأقواس لتوضيح أو تأكيد ما قيل، مشيرا إلى أن الجيل القديم نشأ بدون شبكات المعلومات والاتصال فنجده يكره هذه التكنولوجيا ولا يجيد التعامل معها، أما جيل الشباب فيستخدم هذه التكنولوجيا باعتبارها جزءا من الحياة، ونجد التواصل بين الشباب عن طريق لغة غير عربية أو إنجليزية مثل مصطلح “هنج – سطبت – سيفت” مما يشكل بذلك خطورة بالغة لأن هذا الجيل هو من ينشئ ويعلم الجيل القادم.

“اللغة العامية الراقية ذات الصلة الوثيقة باللغة الأم هى التى نحترمها”.. هكذا تحدث عبدالوهاب قتاية “رئيس جمعية حماة اللغة العربية” مضيفا أن النص الدستوري بأن اللغة العربية هى اللغة الرسمية لابد أن يتحول لحقيقة وليس حبرا على ورق، مشيرا إلى جهود الجمعيات والمؤسسات الأهلية التى تبذل فى اتجاه حماية اللغة العربية من التشوه وخطر الاختفاء عن حركة الحياة فى المجتمع خاصة أن تقرير اليونسكو يشير إلى اختفاء لغة كل أسبوعين من لغات العالم.

وأكد د. محمد يونس “أستاذ النقد الأدبى بآداب عين شمس” أن هناك ضعفا وعدم إتقان للغة العربية الفصحى لدى كثيرين خاصة بين طلاب الجامعات حتى المتخصصون منهم فى دراستهم للغة العربية، حيث تكثر أخطاؤهم النحوية والبلاغية ويضطر الأساتذة لمسايرة الأمر ويتخرج بذلك دفعات يجهلون القراءة والكتابة باللغة العربية الفصحي، فضلا عن عدم إدراك الطلاب بأهمية اللغة والتحدث بها، فنجد من هم يجيدونها بالفطرة قد يلتحقون بكليات القمة لمجموعهم العالى ويتجاهلون كليات التربية ودار العلوم، بالإضافة إلى أن صورة معلم اللغة العربية شوهت من قبل الإعلام من خلال إظهاره وكأنه إنسان قديم غير مواكب للعصر، فنجد على سبيل المثال فى بعض الدول العربية مثل الإمارات وقطر جعلت اللغة العربية مجرد مادة ثقافية، واللغة الإنجليزية هى الأولوية فى التدريس والتعلم، وذلك أخشى من أن نصل إليه.

مضيفا أن هناك مشكلة فى تعريب العلوم خاصة بالكليات العملية مثل الطب والهندسة والزراعة، نظرا لأن المترجم لهذه العلوم لابد أن يكون لغويا متخصصا وهذا ما نفتقده، فضلا عن الاتجاهات المختلفة لدى المترجمين فى ترجمة المصطلحات العلمية والحقائق العلمية المختصصة مؤكدا ضرورة توحيد الجهود لتعميم اللغة العربية وتدريسها لجميع الكليات كلغة أساسية، وأن يدرس ويتعامل المعلم بالفصل مع الأطفال منذ الصغر باللغة العربية الفحصى كى تصبح شيئا مألوفا على أذهانهم، فضلا عن زيادة مراكز التعليم للغة العربية بالجامعات والمعاهد، خاصة أن هناك إقبالا من قبل الناطقين بغير العربية من دول أوروبية وأفريقية علي تعلم اللغة العربية.

ويرى د. حسن مغازى “أستاذ النحو والصرف بآداب جنوب الوادي” أن منهج اللغة العربية بكليات الآداب على مستوى الجامعات المصرية، يصاب بضيق مساحة المحتوى المقدم للطالب، فنجد الطالب يدرس ربع أبواب النحو المفترض أن يدرسه، بالإضافة إلى أن كليات التربية لا تهتم بماذا يدرس بل تهتم بكيف يدرس حيث تهتم بعلوم التربية والتى تأخذ 90% من الوقت والجهد المبذول.

وأكد القاص محمود قتاية ضرورة تأهيل الطلاب فى المدارس والاجتماعات من خلال الاهتمام باللغة العربية.

وأوصى المؤتمر بضرورة إصدار تشريع يمنع تدريس أى لغة أجنبية للأطفال غير اللغة العربية حتى نهاية المرحلة الإعدادية، والاهتمام بأن يعتمد  تعليم الأطفال فى المدارس على التشكيل الحرفى للكلمة، مع دعوة الطلاب للاهتمام بالخط العربي، ووضع ضوابط للإعلاميين والتشديد على عدم النطق الخطأ للغة العربية أو كتابة العناوين الرئيسية بالعامية كجزء من ميثاق العمل الإعلامي، بالإضافة إلى توحيد جهود الجمعيات الأهلية لخدمة اللغة العربية.

التعليقات متوقفه