بعد نجاح مسرحية “فراجيل“… محمد فهيم لـ «لأهالى»:الجمهور منحنا الحياة بردود أفعاله اللإيجابية خلال 15 يومًا فقط

25

مجتمعنا أصبح «هشا وقابلاً للكسر» .. والعمل يطالب بالتواصل حوار عبير سرى:«حوارات معفرتة « هكذا كانت فى الاصل تلك المسرحية التى شغفت الكثيرين من جمهور المسرح الجديد من الشباب حتى انهم وقفوا بالطوابير امام مركز الابداع للحصول على تذكرة «مجانية « للعرض فى تجربة جديدة من تجارب مركز الابداع العبقرية لورش الارتجال للشباب حيث قدم الفنانان محمد فهيم وأمير صلاح الدين العرض المسرحى «فراجيل « والذى بدأ من 8ديسمبر الماضى وانتهى الاحد الماضى 22ديسمبر مع وعد جديد بإمكانية مد العرض للاقبال الكبير عليه .

المسرحية من تأليف الكاتب الفرنسى «رولان ديبيار» وتقدم فى اربعة مشاهد فقط كل منها له وجهة نظر تكمل الفكرة العبقرية للمسرحية ففراجيل تعنى «الهش « او القابل للكسر ولك مطلق الحرية فى اسقاط ماتريد اسقاطه من المسرحية على مجتمعنا المسكين فالمشهد الاول «البينج بونج « يعبر عن تناقضاتنا المختلفة فكلا الشابين له فكر مختلف عن الآخر احدهما صاحب ذقن طويلة يعترض على كل شىء والاخر منفتح ومتقبل لفكرة ارتباط الشباب والبنات داخل الجامعة والمشهد الثانى يأتى بعنوان «البيانو « ويعبر عن معاناة المصريين فى دراسة بعض المجالات غير المرغوب فيها والمشهد الثالث بعنوان «الغطس « ويرصد اختلاف البطلين حتى فى ارتداء ملابس البحر اما المشهد الرابع «الجيب والايد « يتحدث خلاله عن فكرة السلام بالايد وتأثيره على الاشخاص وعمق رؤيتهم للحياة ……

المسرحية مختلفة وتستحق الرصد لذا حاولنا ان نحاور احد ابطالها وهو الفنان الشاب محمد فهيم والذى تعد هذه المسرحية احدى نجاحاته السابقة فهو قدم من قبل عددا من المسرحيات ومنها «قهوة سادة « وشارك ايضا فى اعمال تليفزيونية ناجحة تميز خلالها فى أدواره ومنها دور الفنان «اسماعيل ياسين « «فهيم « تحدث معنا كما لم يتحدث من قبل وعبر عن رؤيتة وسعادته بالعمل الناجح «فراجيل « واحلامه فى مجال الفن ….

مسرحية “فراجيل “ هل تراها اقتربت من واقع عايشته مصر فنجحت ؟

بالفعل فراجيل  تقدم واقعًا يعيشه الإنسان فى العالم أجمع  خاصة المواطن المصرى  فهى رسالة للإنسانية ارجو ان يراها كل إنسان على وجه الارض

المسرح المصرى كيف تراه عينا الفنان محمد فهيم ؟

اعتقد ان المسرح فى الفترة القادمة سوف ينتعش ولذا  اطالب بدعم الافكار الجديدة والمبتكرة كما اطالب ان يكون دور الرقابة على الجودة الفنية ولا يقتصر فقط على الالفاظ الخارجة او مايخص الامن العام.. فكم من العروض التى تم صرف ميزانيات ضخمة عليها ولم تأتى بإيرادات تغطى تكلفتها فى حين ان هناك عروضا لمخرجين شباب تحقق نجاحات كبيرة

كيف قمت بتحضير الدور وهو لشخص ملتح متزمت ضد الفكر المختلف ويرفض الآخر ؟

دورى الذى اقدمه لم يكن ضد الفكر المختلف ولكن ضد ان تضيع هويتك مقابل تأثرك بالآخر وذلك كان فى احد لوحات العرض بينما فى اللوحات الاخرى كنا نقدم مضامين ومعانى واهدافا اخرى لا تمت باستيعاب العمل المكتوب جيدا ورؤية الواقع الذى نعيشه بعمق حتى استطعت الوصول للشخصية بالشكل الذى قمت بتقديمه

فكرة التناقض فى المجتمع المصري …هل تراها مؤثرة بشكل سلبي الي هذا الحد _كما عرضته المسرحية_ ام اننا نحتاج لتقبلها والتعايش معها من وجهة نظرك ؟

بالفعل نحن اصبحنا مجتمعا غير اجتماعى وهو مانلمسه حتى على مستوى الأسرة وبالتالى تكون النتيجة حدوث بعد بين افراد مجتمع الوطن الواحد وهذا قد يؤدى الى عدم قبول وجهات نظر مختلفة وانماط مختلفة لأن لغة الحوار اصبحت ضئيلة جدا بين افراد المجتمع ولم يكن هناك حوار حقيقى .. ومن وجهة نظرى الشخصية عندما يتم تواصل وحوار حقيقى سنعيش فى ظروف محتمعية افضل

مشهد اغنية «ماما … وطني … علمي « وعدم الاحساس بالانتماء الي الوطن رغم مرور ثورتين على مصر … فهل ترى ان أنتماءنا ينقصه شئ؟

انتماؤنا ينقصه العمل بإخلاص حقيقى من اجل مصلحة البلد وليس من اجل مصلحة شخصية او مجد شخصى .. والانتماء وحب الوطن ليس مجرد كلام او صوت عال وخلاص .. ولكن يجب على كل فرد منا ان ينظر الى نفسه والى سلوكه وتصرفاته ماذا يفعل وان يصلح من نفسه ويبحث عن بصمته الخاصة وهويته المصرية الاصيلة

بعيدا عن مشاهد المسرحية نفسها …كيف استقبلت نجاحك والاقبال الكبير على المسرحية ؟

الحمد لله طبعاً فى غاية السعادة بهذا النجاح وبردود افعال الجمهور العظيم الذى كان يأتى الينا حتى فى ايام البرد القارص والمطر حيث كان يقف الجمهور  بالساعات امام شباك التذاكر  لحجز مكان داخل القاعة ومشاهدة العرض واشكرهم جميعاً لأنهم يمنحوننا الحياة بردود أفعالهم الإيجابية لنا وللتجربة المسرحية فراجيل وكل هذا صدى النجاح خلال خمس عشرة ليلة عرض فقط وان شاء  الله سنعيد تقديم العرض مرة اخرى فى اقرب وقت ممكن

ورش العمل ومركز الابداع بالاوبرا …هل نحتاج الى مثل هذة المراهنات على الشباب فى تلك الفترة تحديدا؟

الشباب يمكنه كل شىء فى اى مكان  وليس بمركز الابداع والاوبرا فقط .. فهناك الكثير من الشباب المبدع والمبتكر القادر على تقديم افكار وحلول جديدة ومبتكرة بصورة فنية جميلة وراقية فقط يحتاج الى من يراهن معه.

لماذا تبتعد عن السينما رغم كل هذا النجاح فى المسرح؟

الحمد لله على نعمة النجاح فى المسرح واشكرك على هذه الشهادة وانى قد اصبحت مصدر ثفة للجمهور بتقديم اعمال جيدة ومبتكرة ولها فكر هادف وبشكل كوميدي واما بالنسبة للسينما فشركات الانتاج تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة واصبحنا ننتج عددا لا يتعدى اصابع اليد الواحدة من الافلام خلال السنة الواحدة .. من وجهة نظرى عودة المسرح الى قوته سيكون له تأثير ايجابى على كل المجالات

اخيرا من وحي اسم المسرحية «فراجيل»هل تعتقد أن مجتمعنا هش وقابل للكسر؟

بالفعل مجتمعنا اصبح هشا وقابلا للكسر نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والعصبية واصبح مجتمعا هستيرياً فى ردود افعاله يفرح بهيستريا ويحزن بهيستريا ويغضب بهيستريا ولا يبالى وسلبى بهيستريا واصبحت المبالغة والتغصب هما منهج حياة .. وحينما يصل الإنسان لهذه المرحلة يصبح قابلا للكسر وهشاً مثل كوب الزجاج الفارغ الضعيف وارجو ان نحافظ على أنفسنا ونعود الى الانسانية والحب والتعايش وهذه رسالتنا للعالم اجمع.

التعليقات متوقفه