فى الدورة 28 لمؤتمر أدباء مصر : الثقافـة المصرية بين الوحدة والتنوع

145

متابعة: عيد عبدالحليم

تحت عنوان “الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع” جاءت الدورة الــ 28 لمؤتمر أدباء مصر والتى أقيمت فعالياتها فى قصر ثقافة الجيزة، رأس المؤتمر د. جمال التلاوى وتولى أمانته العامة القاص محمد صالح البحر، وافتتحه الشاعر سعد عبدالرحمن – رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة – والذى أشار فى كلمته إلى أن هذه الدورة من المؤتمر تعقد ولأول مرة بتمويل من الهيئة.

وأضاف عبدالرحمن أن القضية الأساسية التى يناقشها المؤتمر تبين نصاعة الوجود الحضارى المصرى من خلال موضوع “الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع”، مما يؤكد أن المثقفين قادرون على صنع التغيير فى المجتمع، خاصة أن المصريين يعيشون الآن لحظة فاصلة من تاريخهم، فاللحظة الراهنة هى نقطة ارتكاز يمكن أن يلعب فيها المثقف دورا رائدا وأساسيا. واقترح د. جمال التلاوى تكوين لجنة من وزارات الثقافة والإعلام والتعليم والأوقاف لبث الثقافة التنويرية بين أبناء الشعب، مع ضرورة أن تقوم المؤسسات الثقافية بدورها التنويري.

الثقافة الشعبية

ناقشت أبحاث المؤتمر عدة محاور أولها: محور “الثقافة الشعبية والثقافة المؤسسية” وشارك فيه د. خالد أبوالليل ببحث تحت عنوان “الثقافة الشعبية وفجوة التواصل بين النخبة والعامة” وطرح من خلال سؤالا مهما هو: هل هناك رغبة فوقية “سياسية أو ثقافية أو اجتماعية” فى الإبقاء على الوضعية الراهنة.. بمعنى أن تستمر تلك النظرة التسطحية للعامة والمهمشين، وعدم الرغبة فى نشر الوعى الحقيقى بينهم بالسبل العلمية؟

وتحدث الكاتب عبدالغنى داود عن “الثقافة الشعبية والثقافة الرسمية.. الفجوة والاتصال” مؤكدا أن الإخوان سقطوا لأنهم جماعة منفصلة وذات أيديولوجية انقلابية مغلقة وثقافة أحادية الجانب، لا يستطيعون أن يحكموا مصر ذات السبعة آلاف عام بكل ما فى بوتقتها من حضارة، مصر ذات الثقافة الشعبية عميقة الجذور والأغوار، لذا فهى عصية وأبية على الخضوع لفصيل أو جماعة منعزلة حتى ولو كانت من داخلها. وأضاف داود قائلا: الثقافة الشعبية كرست للنضال ومقاومة كل من يحاول أن يجور على الهوية المصرية، فهذه الثقافة تحولت إلى مواويل وأغان وأساطير وملامح شعبية كثيرة ومتنوعة بداية من قصة “الفلاح الفصيح”. وأشار داود إلى أن هناك فجوة حقيقية بين الثقافة الرسمية وثقافة المواطن البسيط، وهذه الفجوة لابد من تقليصها عن طريق مد جسور الثقافة الحقيقية ووصولها إلى النجوع والقرى والمناطق المحرومة منها. وجاء المحور الثانى تحت عنوان “ثقافة الحدود بين المتن والهامش” فتحدث الشاعر والباحث مسعود شومان عن “ثقافة مجتمع حلايب وأبورماد والشلاتين” وتحدث أحمد عادل القضابى عن “وحدة الثقافة المصرية وتنوعها” وتحدث أحمد عادل القضابى عن “وحدة الثقافة المصرية وتنوعها” وتحدث مدحت مطر عن نفس الموضوع لكن من وجهة نظر تاريخية.

التواصل الثقافي

أما المحور الثالث فجاء تحت عنوان “الإبداع المصرى فى سياق الإبداع العالمي” وشارك فيه الناقد د. عبدالرحيم الكردى ببحث عن “الإبداع المصرى المعاصر والإبداع العالمي” أشار فيه إلى ضرورة ترجمة الأدب المصرى إلى اللغات العالمية، مؤكدا على أن أهم ما تفتقده البنية الإبداعية المصرية بل والعربية هو ضعف البنية التحتية للإبداع الأدبى والبحث العلمى والتطوير الفنى نظرا لضعف الموارد المالية التى توفر للباحث الحاجات الضرورية التى تمنحه فرصة التفكير والتفرغ للبحث والإبداع، وتوفر له الإمكانات التى تيسر له الاطلاع على الإنتاج العالمى والانفتاح على العالم، والأدوات التى تساعده على البحث من مراجع ومعامل وخامات والحاجات الأساسية التى توفر له حياة كريمة، وليس ذلك ناتجا من فقر الموارد فى البلاد العربية فقط، بل من الشح الشديد فى الإنفاق على هذا المجال من قبل الأنظمة السياسية التى توالت على الحكم فى البلاد العربية، لعدم إدراكها أو قناعتها بأهمية هذا المجال، إذ فى الوقت الذى لم يتجاوز فيه نصيب المواطن فى البلاد العربية من الإنفاق على البحث العلمى عشرة دولارات فى السنة، بلغ نصيب الفرد فى دولة صغيرة مثل فنلندا 1304 دولارات حسب أحدث تقارير الأمم المتحدة.

وقد كرم المؤتمر الأديب نعيم عطية والناقد د. صلاح السروى والناقد د. عبدالحكم العلامى واسم الراحل سعد كامل – أول رئيس للثقافة الجماهيرية – وطلعت مهران – الرئيس الأسبق لإقليم جنوب الصعيد الثقافي.

التعليقات متوقفه