ماجدة موريس تكتب : الجزيرة ستايل.. شهادات الترويع وتغطيات الإرهاب

27

لي صديق يحرص علي مشاهدة برنامج الجزيرة اليومي المسائي ( المشهد المصري) من باب “أعرف عدوك” ولا يخفي دهشته من كم الأخبار والمظاهرات التي تأتي علي شاشة الجزيرة ولا يسمع أحد بها فى مصر، ولا يهم هنا أن تكون الصورة معتمة أو مظلمة غالبا لا تري فيها أي شيء لكن عليك أن تقرأ المكتوب عليها وأنها من هذا البلد أو هذه القرية فى أقاصي الصعيد أو الدلتا، وما يزيد (المشهد المصري) اكتمالا هو سلوك مقدميه الشبه دائمين، محمود مراد المصري الذي كان يعمل من قبل فى BBC وفقا للقواعد المهنية، وعثمان الاسمر ذو الوجه المستدير، وكلاهما مستعد لاستفزاز الضيف غير المرغوب فيه، والمسألة لم تعد سرا، فالجزيرة بعد ايقاف (الجزيرة مباشر مصر) من القاهرة وإغلاق مكاتبها نقلت عملياتها ضد مصر إلي الشبكة الأم والقناة الرئيسية تاركة للجزيرة مصر موقعا ينتقل بين الاقمار، تصمم علي استمراره رغم عدم جودة الصورة، وتملأه دائما برسائل “انصار الشرعية” بغض النظر عما تحتويه أحيانا من كلمات ضد مواثيق الشرف الإعلامية، وغير الرسائل، فإن القناة المذكورة تتوقف عند المظاهرات الإخوانية قديمها مثل جديدها، فالمهم هو الإعلان عن الموقف ودعم فلول الإخوان الذين مازالوا يخرجون بدافع الولاء أو الفلوس.. ونعود إلي (المشهد المصري) ولماذا تستضيف الجزيرة ضيوفا غير مرغوب فيهم؟.. والسبب طبعا هو فضيحتها المدوية وهي تستقبل عددا محدودا فى البداية من “ارامل الإخوان” أي هؤلاء الصحفيين والكتاب الذين ذهبوا إلي الدوحة وأقاموا فى فنادقها بعد 30 يونيو ولم يغادروا بعد، وتم حرقهم إعلاميا وإنسانيا فأبعدوا عن الشاشة، يستعان بهم كل وقت وآخر، بينما بدأ ورود ضيوف آخرين، من جبهة الإنقاذ ومن التيار الشعبي وتيارات أخري غير إخوانية ليوظفوا فى مرمي نيران مقدمى البرامج المذكورين والمتعصبين جدا ضد الضيوف غير الآمنين، ونيران ضيوف الإخوان أنفسهم والذين يأتي حديثهم أحيانا أشبه بأفلام الفانتازيا كأن يصمم الواحد منهم علي أن من حاول اغتيال وزير الداخلية وفجر مديرية أمن الدقهلية هم الشرطة أنفسهم ليلصقوها بالإخوان الأبرار، غير أن هناك صنفا ثالثا من الضيوف، لم يسمع عنه أحد، تسعي إليه الجزيرة فى بحثها الدؤوب ضد مصر، وأعني بهم السادة والسيدات الذين يذهبون وينجعصون فى البرنامج المذكور، ويرفضون ما يسمي “الانقلاب” ، واحد اسمه رامي جون، يقول أنه من ائتلاف “مسيحيون ضد الانقلاب” وهو اختراع للجزيرة بامتياز.. فها هم المسيحيون فى مصر يدافعون عن حكم الإخوان الذي كسر لهم مائة كنيسة وفي اثنائه تم الاعتداء علي الكاتدرائية الكبري وصدرت فتاوي تحريم المعايدة أو السلام.. ومع أن كل ضيف وضيفة (وهم قلائل) ذهب إلي الدوحة للحديث كان يعرف ما سوف يواجهه إلا أن البعض منهم واجه بشجاعة وقوة هذا الاستديو المجهز ضده، غير أن (المشهد المصري) ليس وحده الذي يحظي باهتمام الشبكة التي تدير دولة قطر أمورها من خلالها وإنما هناك عملها فى طول مصر وعرضها، وهناك شهادات الترويع التي حكاها العديد من الضيوف، ومنهم رئيس جامعة الأزهر منذ أيام عن الطلبة الذين يزوغون من الجامعة ويذهبون خلفها إلي حائط يقف عنده بعض من (الجزيريين) بكاميراتهم لتسجيل المطلوب للعرض.. أما الاعتراف الأكبر فهو الذي قاله عبد العظيم فتحي أحد مراسلي الجزيرة السابقين والذي استقال مع 24 من زملائه وزميلاته فى ابريل 2012، وعمل مراسلا ابان حكم المجلس العسكري ثم مرسي، قال لعادل حمودة مساء الأحد الماضي علي فضائية النهار فى برنامج (آخر النهار) ما يمكننا أن نعتبره منهاج عمل جهة تخريبية وليس قناة فضائية، بداية من استخدام العاملين من الإخوان والذين يقسمون للمرشد قبل تسلم عملهم، إلي استخدام فيديوهات قديمة وقلبها فى احداث جديدة، إلي البحث عن الناس فى الشوارع والدفع لهم حتي تتكون مجموعة يتم تصويرها علي أنها مظاهرة أو هبة شعبية أو تمويل مظاهرة من 400إلي أربعة آلاف والعدد فى الزيادة، ثم الاصرار علي اسلوب معين، وأيضا دخول الإرهابيين إلي سيناء طرف فى التغطيات ، أنها ليست أعمال إعلامية للجزيرة ، وإنما اعمال إرهابية تستحق بامتياز أن نطلق عليها الاسم نفسه الذي اطلق علي الجماعة.. ومع ذلك.. فإننا – أي اعلامنا العام والخاص، لم يستطع حتي الآن مواجهتها كما ينبغي وكما يليق بنا.. وهذه هي المأساة.

التعليقات متوقفه