نبيل زكي يكتب : «الجماعة».. خارج التاريخ

14

كان الزعيم النازى الألمانى أدولف هتلر يقول إن الرايخ الثالث – الاسم الرسمى لألمانيا النازية – سوف يستمر لمدة ألف عام، وكان قادة الجماعة الإرهابية يقولون إنهم جاءوا ليحكموا مصر لمدة خمسمائة سنة!

هكذا حال كل الطغاة الذين لا يحسبون حساب إرادة الشعوب وقد تأكد للجميع أن «الجماعة» لا تقل خطرا عن النازية التى يمكن تعريفها بأنها حكم رأس المال المسلح.. لأنها تدعى أنها تتحدث باسم السماء.

مشروع الجماعة يقوم على إلغاء الإرادة الشعبية ومصادرتها وفرض أسوأ أشكال العبودية تحت عناوين ولافتات خادعة.

لقد أرادت هذه الجماعة إلغاء الوطن وإسقاط الدولة وتحويل المجتمع إلى ساحات قتال وموطن لتفريخ وتصدير الفتن الطائفية وأرادت استدعاء التدخل الأجنبى فى شئون مصر، وأن يكون هذا البلد جزءا من الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، وقدم قادة «الجماعة» النموذج الأسوأ والأبشع فى السلوك الاجتماعى والديني.

إنهم يتحدثون عن الزهد والتقوى والورع بينما تتضخم كروشهم من الشبع المفرط والنهم والشراهة فى جميع الملذات، ويقيمون فى مساكن فخمة ويتنقلون فى سيارات فاخرة، ويعظون ولا يتعظون.

ما الذى كان سيحدث لو بقيت «الجماعة» فى الحكم لفترة زمنية أخري؟ كان سيتم القضاء على مقومات الدولة والسيطرة على كل مفاصل المؤسسات والأجهزة والوزارات والمحافظات والمجالس المحلية، وإحلال رجال أعمال ينتمون للجماعة محل رجال أعمال العهود السابقة.. وكل ذلك لضمان تزوير الانتخابات وقطع الطريق على تبادل السلطة فى المستقبل من أجل البقاء فى الحكم إلى ما لا نهاية.. إلى جانب مصادرة الكلمة والرأى وضرب وسائل الإعلام الحرة.

بلادنا لن تشهد أى استقرار سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى أو أمنى ما لم يتم القضاء نهائيا على الجماعة المتاجرة بالدين والتى أدمنت استغلال هذا الدين لأغراض سياسية ولتمزيق المجتمع من أجل الوصول إلى السلطة.

الشعب المصرى تحرر من هؤلاء الذين أرادوا للأمة أن تنتحر.. وبرهنت المؤسسة العسكرية الوطنية على ولائها للشعب.. ووضعت ثورة 30 يونيو النهاية لثمانين عاما من ابتزاز المصريين باسم الدين، وأعادت للدين مكانته السامية والمقدسة فى القلوب بعيدا عن العبث به والتلاعب برسالته.

لتكن نتائج هذا الاستفتاء هى النهاية المحتومة والخاتمة الضرورية لعقود من الدجل والشعوذة باسم الدين على أيدى جماعة لا علاقة لها بصحيح الدين، ولتكن نتائج هذا الاستفتاء إعلانا عن إغلاق صفحة كئيبة كانت تهدد البلاد بالارتداد إلى مجتمع البداوة والقرون الوسطي.. وبداية رائعة لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة تليق بالألفية الثالثة وبثورتى 25 يناير و30 يونيو.. دستور عصرى يعترف لأول مرة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمصريين.. ويضع الجماعة الإرهابية خارج التاريخ.

التعليقات متوقفه