أمينة النقاش تكتب : صندوق عبد الرحيم علي

42

انتفض عدد من الكتاب والصحفيين غضبا ضد التسريبات التي يبثها الزميل «عبد الرحيم علي» فى برنامجه الصندوق الأسود علي فضائية القاهرة والناس، وتركوا مضمون تلك التسريبات كي يطالبوا بالتحقيق فى كيفية تسريبها.

ومع أنني مع حق كل فرد فى التعبير بحرية كاملة عن رأيه، وأرفض أن تفرغ الدولة أجهزة بعينها للتنصت علي حياة المواطنين، واذهلتني جرأة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي حين اعترف فى حديث تليفزيوني، قبل شهور قليلة من ثورة 25 يناير، أن أجهزة الأمن تتنصت علي المكالمات التليفونية قائلا: إن من يخاف من ذلك هم من يرتكبون الجرائم وحدهم، ومن يخشي شيئا فلا يتحدث فى الهواتف، إلا أن دهشتي كانت أكثر لأن الناقدين للبرنامج، حصروا نقدهم فى مدي جواز بث تلك التسريبات، ولم يتوقف أحد منهم منزعجا أو متحفظا، مما كشفته من جرائم تم ارتكابها فى حق الدولة المصرية، وفي حق أجهزة أمنها، وعلي وجه الخصوص منها «مباحث أمن الدولة» التي ركزت معظم نشاطها طوال العقود الماضية علي متابعة الأنشطة الإرهابية للجماعات التي تتخفي خلف الدين وترفع رايات إسلامية، وعلي جماعة الإخوان وأعوانها، والتي تواصل إرهابها واجرامها ضد الدولة المصرية منذ العهد الملكي وحتي الآن ولم تستطع رغم ذلك أن تحقق أي انتصار عليها.

لم يقل لنا أحد من الناقدين هل اقتحام نشطاء سياسيين لمقار مباحث أمن الدولة والاستيلاء علي ملفاتها وحرق مبانيها، عمل قانوني أم هو عمل ثوري؟ وهل الأموال الطائلة التي تتدفق علي انشطتهم كما كشفت التسريبات، تأتي من أعمال مشروعة أم من أعمال محظورة ومجرمة؟ وهل السفر الدائم لهؤلاء النشطاء علي مدار الشهر للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بزعم إلقاء محاضرات، وبعضهم لم يقرأ كتابا واحدا فى حياته عمل منطقي أم تعمية علي انشطة مجهولة واسترزاق؟!

فى أحد البرامج التليفزيونية، اعترف أحد النشطاء المحبوسين الآن بتهمة مخالفة قانون التظاهر بفخر، أنه هو من قام بإحراق المجمع العلمي فى أحداث «محمد محمود» الأولي.

المشترك بين كل هؤلاء النشطاء هي الدعوات الفوضوية التي يسوقها خطابهم السياسي الداعي لإسقاط الدولة المصرية تماما، كما يطلب الإخوان وكما فعلوا أثناء حكمهم البغيض، وكما يفعلون الآن بالشعار الوهمي الذي يرفعونه «يسقط حكم العسكر»، ويردده خلفهم هؤلاء النشطاء.

المشترك بينهم وبين الناقدين لتسريبات «عبد الرحيم» هو أنهم يدورون فى فلك الدكتور محمد البرادعي، دون أن يمن الله علي أحد منهم بكلمة «عتاب» له علي الدور الذي يقوم به فى الخارج لتحريض المنظمات الدولية التي يحتفظ بصلات وثيقة بها ضد الدولة المصرية.

يذكرني نقد التسريبات التي يذيعها «عبد الرحيم» بالنكتة المصرية الشهيرة التي تروي عن جار ذهب إلي جاره الذي يجلس علي المقهي قائلا له: «الحق مراتك ماشية فى الشارع مع واحد صاحبك، فأخذ الزوج يركض ليتأكد من الواقعة، وعاد وهو يلهث ويضع يديه علي قلبه قائلا: باطمئنان: يا راجل خضتني ، دا طلع لا صاحبي ولا حاجة، تغاضي الزوج عن خيانة زوجته، فلماذا نتغاضي نحن عن عمن يعبثون بأمن وطننا؟

لقد تقدم «عبد الرحيم علي» ببلاغ للنائب العام بما يحمله من تسريبات، وتم التحقيق معه علي مدار 6 ساعات وعلي المعارضين لبثها أن يجيبوا عن تساؤل أين حق المجتمع فيما كشفت عنه من جرائم، وهل هي جرائم، أم هي كما تقول النكتة: دا طلع لا صاحبي ولا حاجة

التعليقات متوقفه