«الميدان» أول فيلم مصرى يدخل القائمة القصيرة «لأوسكار»هل هو بالفعل “أمريكى الهوا “ أم أنه الافضل للحديث عن الثورة ؟

18

تحقيق : نورهان عادل

شهد الفيلم الوثائقي في الفترة الأخيرة بالمنطقة العربية انتعاشا في الأوساط الفنية وشارك وحاز على العديد من الجوائز فى المهرجانات العربية والعالمية خاصة بعد قيام الثورات لآنه بمثابة توثيق للاحداث أخر هذه الافلام هو الفيلم المصرى «الميدان» المرشح لجائزة اوسكار. والذى حصل على العديد من التقييمات مابين الاعجاب والرفض ،الاعجاب بفيلم شارك فى الكثير من المهرجانات العالمية ومنها كان حتى ترشح للاوسكار والرفض لانه من وجهة نظر البعض كان بنكهة امريكية رأت الثورة هكذا وعبرت عنها حتى فى رسم الشخصيات واختيارها واختيار المشاهد

«الاهالى « حاولت رصد المشهد من خلال لحصول على الرأيين ومعرفه الحقيقة

تسترجع صوت  المتظاهرين تردد معهم ببطئ تتنسم عطر الميدان حينها سيختلج جسدك تلك الحالة التى ستتملك منك وانت تشاهد فيلم  «الميدان»  فى أول دقيقتين ونصف تستطيع تجد مسح سريع  وواضح لأحداث ثورة 25 يناير بما فيها من علاقات انسانية ومتداخلة لن يدركها الا من عاشها فالمشاهد تنساب بعفوية  تجعلك تمسك بروح الميدان تشعر وكأنك هناك معهم .

«الميدان»  يعرض  احداث الثورة فى عامين ونصف من خلال تجارب اهم مايميزها انها حية  ترويها ثلاث شخصيات رئيسية تمثل أطياف المجتمع ففى بداية الفيلم يظهر «احمد حسن»  الشاب البسيط  جدا الذى  يتبادل السجائر مع اصدقائه ويأكل الفول ثم يؤمن بفكرة النزول للتظاهر  يوم 25 يناير بحثا عن التغيير ويظل طوال الفيلم متمسكا بمبادئه الثورية  والثانى «مجدي عاشور»، الإسلامي الذي تم تعذيبه في زمن مبارك، يظل ثائرا متجاهلا دعوات الإسلاميين بمغادرة الميدان  والثالث «خالد عبد الله» اليسارى  الذى كان مقيما بالخارج ونجل ثائر مصرى اراد هو الاخر تصحيح البلاد وتمكين الفقراء بالاضافة الى عايدة الكاشف والملقب بمطرب الثورة «رامى عصام» وجوه تستمر معك طوال 95 دقيقة اشخاص لايملكون شيئا سوى روحهم المثابرة و الكاميرات التى حاولوا ان يجمعوها بشتى الطرق لانها الشاهد الوحيد على الاحداث.

ستقف بك ذاكرتك للحظة وتسترجع احداث الثورة ومابعدها لمدة عامين ونصف عند سماع عدد من الجمل الحوارية فيبدأ الفيلم بجملة الثورة الشهيرة « عيش حرية عدالة اجتماعية « ثم يتطور الهتاف الى «الشعب يريد اسقاط النظام» مع عرض مجموعة من الانتهاكات التى تعرض لها الثوار هذا كله  وسط حالة ساحرة تجمع بين كل من فى الميدان . «انا مصرى… اذن انا معتصم» جملة قالها احد ابطال الفيلم لتعبر عن الفترة الانتقالية تحت حكم المجلس العسكرى  وعدم رضاء الثوار عنها والنزول مرة اخرى للميدان «يعنى ايه..اسلامية اسلامية هو احنا كفرة» جاءت على لسان احد الابطال اثناء احتفال الاخوان «بمحمد مرسى» رئيسا الا أن استفحل الامر لتنطلق من الميدان أغنية» الكائن الاخوانى مالوش مكان فى ميدانى ….احنا اللى عملنا الثورة… ليه يركب هو مكانى» وبعد أن يفيض الكيل بالشباب من الاخوان لتأتى ثورة «30 يونيو» يعود الهتاف مرة اخرى» الشعب يريد اسقاط النظام» ليسقط محمد مرسى ويسقط الاخوان . وتوشك احداث الفيلم على الانتهاء بجملة يوجهها احمد حسن الشاب البسيط لمجدى عاشور الاخوانى الثائر والحزين على سقوط الجماعة ورغم روح الثورة التى جمعتهما  «الثورة دى قامت عشان مبدأ…. مش عشان دم» وينتهى الفيلم على صوت الشاب المصرى» احنا مش عايزين قائد …احنا عايزين ضمير «

.الاوسكار

فيلم «الميدان» تصوير جيهان نجيم، نال جائزة الفيلم الوثائقي من مهرجان  «تورنتو» في سبتمبر 2013، كما حصل على جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية في ديسمبر الماضي  والحدث أن فيلم «الميدان» يعد  أول فيلم مصري يدخل إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار فى منافسة مع خمس أفلام من دول مختلفة يعرض الان فى امريكا فى حين أن الفيلم لم يعرض فى مصر حتى الان وقد تم عرضه من خلال شركة «نتفليكس « التي تعرض الأفلام عن طريق الإنترنت، ولها 40 مليون مشترك. واصدرت هيئة الرقابة برئاسة»أحمد عواض» بيان رسمى قالت فيه أنها لم تمنع عرض فيلم الميدان الوثائقي للمخرجة جيهان نجيم في مصر، عكس ما أشيع في الأونة الأخيرة، وأن الشركة المنتجة للفيلم لم تتقدم بطلب رسمي بعرض الفيلم جماهيريا حتى ترفضه الرقابة وفي حال تقدم الشركة بهذا الطلب ستقوم الرقابة باتخاذ كافة الاجراءات التي ينص عليها القانون مشيرا إلى أن الرقابة سمحت في الفترة الأخيرة بعرض العديد من الأفلام التي لم يكن لتمر في مراحل أخرىهذه هى كل المعلومات عن الفيلم

الرقابة

وفيما يخص مشكلة الرقابة قالت  الناقدة «ماجدة خير الله» أن الرقابة تدعى عدم وصول  نسخة من الفيلم وانهم بصدد اتخاذ الاجراءات اللازمة  لعرض الفيلم فور وصول النسخة وهذا يعتبر ادعاء لأن ما اعلمه أن الفيلم لدى الرقابة من فترة وعن الفيلم نفسه قالت «خير الله « انه يعبر عن الثورة بنوع من التلقائية والاحترافية فى ان واحد ويستحق أن يرشح لجائزة الاوسكار وعن مستقبل الافلام الوثائقية فى السينما المصرية تقول «ماجدة خير الله» انه رغم وجود مواهب رائعة تسلك هذا الطريق واستطاعت أن تفرض نفسها وبقوة الا أنه من الصعب أن يتم عرضه للعرض العام لأننا لم نعتاد على الافلام الوثائقية ولن تجد لها جمهور بسهولة ولكنها تحتاج لبعض الوقت .

وأضاف الناقد طارق الشناوي ، بكونه بالفعل المرة الأولى في مصر، التي يدخل أحد الافلام الوثائقية  إلى القائمة القصيرة للأوسكار، مشيرا إلى أنه حينما شاهد الفيلم في مهرجان “دبي السينمائي”، كان على علم من أنه سيمثل مصر في الأوسكار، خاصة بعدما فاز بجائزة المهر العربي، كما أن الفيلم فاز بجائزة مهرجان “مونتريال». وأشار الشناوي أن فيلم الميدان فيلم شديد الجودة .

وأكد الشناوى أن تمثيل فيلم مصرى فى الاوسكار فى حد ذاته يساعد على افرازاكثر من هذا الابداع واكد على أن الفيلم وإن كان الأول في تاريخ مصر الذي يدخل للقائمة القصيرة، فإنه على ثقه بأن هناك أعمالاً تستحق أن تصل إلى هذه المكانة في الفترة المقبلة، خاصة مع وجود مخرجين أصحاب رؤى، ضارباً المثل بالمخرجة هالة لطفي وفيلمها “الخروج للنهار”، الذي اعتبره يستحق فرصة الترشيح للأوسكار في العام المقبل.وعن وجهة النظر التى ترى ان الفيلم “أمريكى “الهوى رأى “الشناوى “ ان هذا الرأى هو نوع من التعسف فى قراءة الفيلم ولا يقلل من قيمته الفنية .

فى حين تحدث  الفنان»سناء شافع» على أهمية الافلام التسجيلية في ذاتها لما تحويه من نظرة عميقة للاشياء ولانه يبعد عن القيود فيكون العمل فقط فكرة واداء صادق فيتميز عن غيره وأكد الفنان على أن مستقبل هذه الافلام سيتغير وتتغير معه حال السينما المصرية اذا ابتعدنا عن المضايقات الرقابية وكذلك التسويقية فلماذا لم يعرض    فيلم الميدان حتى الان فى مصر دون سبب واضح  وهو مايجعل الامر شائك للكثيريين .

رؤية مختلفة

على العكس رأى المخرج «باسل رمسيس « فى وجهة نظره التى سجلها على صفحته الشخصية «بالفيس بوك « واعتبرها رأى غير مكتمل أن «الفيلم أمريكانى «ماهياش شتيمة « هو فعلا انتاج أمريكى ووجهة النظر تجاه الثورة أمريكية ،المشاعر مفتعلة ومبالغ فيها ورسم الشخصيات من وجهة نظر امريكية كان فى الصميم ،،واعتبره يقدم نموذجا لثورة مراهقة وانه-ساخرا-  اكتشف من خلاله اننا كشعب طلعنا أندال تجاه الاخوان فى محنتهم الربعاوية وسيبناهم يدبحوا من عدو مشترك.

رأي الناقد السينمائى «كمال القاضى ان الفيلم معادي للثورة ويكرس لمغلطة تقول ان الاخوان اول من نزلوا الميدان 25 يناير وعلي هذا الاساس يسلط الفيلم الضوء علي حشودهم بميدان التحرير ، ويركز عليهم وهم يصلون جماعة في محاولة لتثبيت هذا المفهوم المغاير للحقيقة ، ويلاحظ في هذا السياق الاهتمام بالبطل الاخواني بجنب الحضور الطاغي لقناة ال CNN الامريكية ، ولا يمكن ان تسقط من التقيم الهجوم المستتر حيناً والعلني احياناً علي الجيش واتهامه بقتل المتظاهرين ، لهذا انا ضد هذا الفيلم المشوه .

التعليقات متوقفه