فى ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب محمد دكروب المثقف العضوى الباحث عن الحرية

36

متابعة: عيد عبدالحليم

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أقيمت فى المقهى الثقافى ندوة حول الكاتب والمفكر اللبنانى الراحل محمد دكروب شارك فيها المفكر اللبنانى الكبير كريم مروة وحلمى شعراوى ومدير مركز الدراسات والبحوث العربية والإفريقية والشاعر شعبان يوسف وأدارها سيد محمود.

أشار شعبان يوسف إلى أن محمد دكروب المثقف العصامى تدرج من اللامدرسة ومن العمل فى حرف مختلفة وانتهى إلى حالة مثقف كبير، وكان على علاقة عميقة بالكتاب المصريين وكتب عنهم كثيرا خاصة فى كتاباته النقدية، كما اكتشف كتاب مجهول لنجيب سرور، وعلق على أحداث مصرية كثيرة.

وأضاف يوسف قائلا: عندى له قصص نشرت ف مصر فى جريدة الملايين التى كان يرأسها أحمد صادق عزام عام 1950، وقد كان الراحل صاحب منهج خاص حيث كان فى كتاباته يخلط الوثائقى بالوقائعي، أما عن مجلة الطريق فقد كانت من أهم المجلات الفكرية العربية التى كانت تقدم مادة ثرية فكرية وإبداعية.

وأشار سيد محمود إلى أن دكروب كان يتسم بالمحبة والعطاء، حيث كان دائما الاتصال للاطمئنان على أحوال مصر نذكر نشره لعدد خاص عن نجيب محفوظ حين فاز بجائزة نوبل وكذلك نشره لكتاب “فى الثقافة المصرية” لمحمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس.

وتحدث كريم مروة قائلاً: سعيد أن أكون فى مصر وهى فى لحظة وهج للتغيير الديمقراطي، وسعيد أننى فى معرض القاهرة الدولى بالرغم من محاولات البعض منع الاحتفال بعيد الثورة.

علاقتى بمحمد دكروب تعود إلى سبعين عاما عرفته عام 1943، نشأت العلاقة عندما كنت تلميذا فى المرحلة التكميلية، وكان هو قد خرج من المدرسة حيث كان يعمل كبائع زهور، ثم تحول إلى “سمكري”، كنا نتابع النشاط الثقافى من خلال ما كان يرد إلينا من مطبوعات مصرية مثل مجلة “الهلال” و”مجلة الرسالة”، وكتب طه حسين وجورجى زيدان والعقاد وغيرهم.

كنا نجلس فى “دكان السمكرية” وهو لا يسع سوى “الصانعين” والزبون فقط وكنت عادة ما أجلس فى مكان الزبون لنقرأ سويا ما أحضرته من كتب.

فى تلك الجلسات كنا نناقش قضايا مثيرة للجدل فى مستوى وعينا الثقافى وقتها.

هذه اللحظة التاريخية ساعدتنا نحن الاثنان هو بدأ فى كتابة رواية، ثم صرف النظر عنها ثم بدأ يتطور وعيه ليتحول إلى أديب كبير من أدباء لبنان.

عمله فى مجلة “الثقافة الوطنية” تحول خلالها من مشروع مثقف إلى مثقف، سميته مثقفا عضويا منذ تلك اللحظة، كان ذلك فى بداية الخمسينيات من القرن الماضي.

وأضاف كريم مروة قائلا: إصداره لكتاب خاص به تأخر حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي.

وحين سافر إلى موسكو اكتسب مزيدا من المعرفة بأصول “الماركسية”.

وفى الواقع ساهمت تلك السنوات التى قضاها هناك على تنميته فى الكتابة الثقافية خاصة النقد الأدبى فى كتابه “خبر السنديانة الحمراء” رفض أن يكون مؤرخا، من يقرأه يجد قراءته للتاريخ قراءة أدبية.

فى الثمانينيات بدأ فى نشر كتبه وهذه الكتب كانت تتضمن إشارات إلى شخصيات عربية وجزء كبير منها لكتاب مصريين، وأنا أرى أن كتابه “وجوه لا تموت” هو من أهم كتبه.

بدأ حياته مثقفا عضويا فى إطار الحزب الشيوعى وانتهى بذلك.

خلال عملنا فى إصدار مجلة الطريق فى التسعينيات ولأكثر من عشر سنوات أن نجعلها واحدة من أهم المجلات الثقافية والفكرية.

حالة خاصة

وتحدث حلمى شعراوى مدير مركز البحوث العربية والإفريقية قائلا: بعد معاهدة كامب ديفيد نشأت لجنة الدفاع عن الثقافة القومية والتى كانت ترأسها الراحلة د. لطيفة الزيات وكنت أمينها وكان من المثقفين الذين وقفوا بجوار اللجنة فى لبنان محمد دكروب حين كان يرأس مجلة “الطريق” التى كانت تقدم ثقافة لليسار تحديثية ذات بعد تقدمي.

حين بدأ الإصدار الثانى للمجلة اتصل بى وطلب منى المساهمة المصرية للنشر فى المجلة.

أصبحت “الطريق” حالة خاصة فى تقديم ثقافة مغايرة تقوم على نشر الفكر والإبداع التقدمي، وأصبحت معبرة كذلك عن فكرة “القومية العربية”.

محمد دكروب اليسارى اللبنانى يصبح أحد وجوه القومية العربية.

هو له أثار أخرى  حيث كان يؤرخ بلغة الأدب ويتأدب بلغة التاريخ ولذلك كتابه “السنديانة الحمراء” تأريخ حقيقى للحياة اليسارية اللبنانية.

كان يساريا عارفا بالثقافة العربية.

التعليقات متوقفه