نبيل زكي يكتب : الجهلاء يطلون برؤوسهم!

59

دعت “الجبهة السلفية” إلي “ثورة اسلامية” يوم 28 نوفمبر الجاري تحت عنوان “انتفاضة الشباب المسلم”! وطبقا لبيان منشور علي الصفحة الرسمية للجبهة بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن الهدف هو “رفع راية الشريعة” و”إطلاق ثورة  اسلامية اللحم والدم” في مواجهة “خبث العلمانية”، كما أنها “ثورة” من أجل “الهوية…” “لا تبقي ولا تذر” حيث إن الشريعة هي “أصل الدساتير وأساس القوانين”.

تشعر، وأنت تقرأ البيان أنه صادر عن تنظيم “داعش” وأن لغة البيان لا علاقة لها بهذا العصر الذي نعيش فيه أو بعالم اليوم، وإنما هي لغة ما قبل القرون الوسطي في عصور الظلام الحالك وتلوح لك – بين السطور- كوابيس الدم والمجازر وقطع الرؤوس  والحروب ضد الدولة المدنية ومؤسساتها وفرض الوصاية علي البشر، وتقسيم المواطنين تبعا لأديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، مع الحرص الشديد والحماس المفرط لتمزيق النسيج الوطني الواحد وتحويل الأمة إلي قبائل وعشائر متناحرة تدين بالسمع والطاعة لأحد الجهلاء وكما لو كنا ننتظر هؤلاء لكي نعرف- من خلالهم- ما هي هويتنا!!

البيان المذكور عبارة عن مزيج من الدعوة الصبيانية المتخلفة.. والدجل والشعوذة باسم الدين والنزوع الإرهابي. وكنا نظن أن هؤلاء سوف يعودون إلي جحورهم وكهوفهم بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو ويتواري قادتهم خجلا بعيدا عن عيون الجماهير الساخطة التي اصبحت تدرك بوعي العلاقة الوثيقة بين التعصب الذميم والتطرف الديني الأعمي وبين الإرهاب كما تدرك ما اصاب بعض هؤلاء من تدهور علي المستوي الخلقي.

ويبدو أن هذه “الجبهة السلفية” تريد أن تمارس دور جماعة الإخوان الإرهابية وأن تهدم الدولة وتشتت جهود القوات المسلحة ورجال الأمن لإضعاف جهودهم الناجحة لاستئصال جذور الارهاب، كما تريد ابعاد أنظار المواطنين عن معركة الانتخابات البرلمانية، وربما تحلم باستدعاء القوي المعادية للقيام بمحاولة انقلابية أنها اضغاث أحلام!

ولكن.. هكذا دائما.. ينفصل أهل الكهف عن الواقع، ولا يعرفون أن الدنيا قد تغيرت، وإنه لم يعد لهم مكان في الساحة بعد أن أصبحوا غرباء في مجتمع سبق أن رفضهم ولفظهم وقرر طي صفحتهم إلي الأبد.

التعليقات متوقفه