محمد فهمي يكتب: لعنة .. السلطة!

85

إذا تأملنا ما يجري علي الساحة الإسلامية والعربية هذه الأيام.. سوف نجد أنها استئناف لمعارك.. لم يتم حسمها منذ أكثر من ألف سنة.

هي معارك خاضها اجدادنا.. منذ أحداث السقيفة في فجر الإسلام بالأسلحة البدائية من سيوف وخناجر.. وخيول عاديات.. ومنذ أيام الخلفاء الراشدين والخلاف بين الحسين ويزيد.. وخرجت علينا.. فجأة .. لتجري المعارك بأحدث الأسلحة.. من طائرات تحلق في الجو بدون قائد لمدافع وصواريخ.. تقضي علي الخصوم.. وجماعات تحمل مختلف الشعارات والاسماء.. ابتداء من بوكوحرام.. إلي داعش..وحتي جماعة الاخوان الإرهابية..والجماعة الإسلامية وجماعة انصار بيت المقدس..وجماعة اجناد مصر. وغيرها.

المثير في الموضوع أن كل هذه الصراعات.. التي بدأت منذ أكثر من ألف سنة.. ويجري استئنافها هذه الأيام لم تكن دفاعا عن الإسلام.. ولا عن العقيدة.. وإنما كانت صراعا علي السلطة.. ومن أجل أهداف دنيوية.. وعندما صاح معاوية مطالبا بدم عثمان بن عفان.. لم يطلق هذه الصيحة من أجل نصرة الإسلام.. وإنما اطلقها من أجل الإمامة..والملك الدنيوي.. والدولة الدنيوية.

وعندما نتأمل الجماعات الإرهابية التي ترفع الشعارات الإسلامية.. هذه الأيام ومعها الاعلام السوداء.. وتتخذ من السيوف شعارا لها.. ومعها السؤال هل صليت علي النبي اليوم؟! نجد أنها تمارس انشطتها تحت أكثر من مائة اسم.. من باب توزيع الأدوار.. وتتفق جميعها في هدف واحد.. هو الوصول إلي السلطة.. ونهب الثروات وتبديد طاقات الشعوب الإسلامية..وعرقلة تقدمها لمواكبة الأمن.. واللحاق بمنجزات العصر!!

هو صراع علي السلطة وإقامة دولة الخلافة.. بأحدث الأسلحة والمعدات.. التي لم تكن تعرفها الصراعات علي السلطة في الأزمنة القديمة..

وعلي الرغم من تنوع أسماء جماعات الإرهاب في العديد من البقاع فإنها تتفق في رفع المصاحف.. وتحريف آيات القرآن الكريم من أجل الوصول لأهداف تتسم بالنذالة المفرطة.. وتسعي للغش والخداع.. بأساليب اللغو واللغط.. وانتهاك قدسية القرآن الكريم.. علي نحو ما فعله الخوارج مع أمير المؤمنين الذي قال فيهم “هم قوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن”.

ولذلك فإن الدعوة برفع المصاحف.. في أعمال الإرهاب.. التي تستهدف زعزعة استقرار الدول الإسلامية- ليست مجرد خلط بين الدين والسياسة، وإنما هي إهدار لقدسية القرآن الكريم الذي أنزله الله لهداية البشرية جمعاء.

ومن ثم فإن دعوة الجماعة السلفية لرفع المصاحف في المظاهرات الداعمة للجماعات الإرهابية في مصر.. من باب الخديعة هي أبشع ألوان إهدار قدسية القرآن الكريم.. التي يتعين علي كل مسلم .. شريف.. مؤمن بالله وبرسوله.. رفضها والتنديد بها..

ولذلك فإننا عندما نقاوم الإرهاب وأساليب الخداع برفع المصاحف.. فنحن في الواقع ندافع عن الإسلام.. وعن قدسية القرآن الكريم.. الذي يتاجرون به من أجل الوصول إلي السلطة، واقتناء الجواري لإشباع الفحولة، والتلصص عليهن من ثقوب الأبواب للاستمتاع بالسلطة ليلا!

أنها .. يا عزيزي.. لعنة السلطة!

التعليقات متوقفه