ثروت شلبي بكتب :وجها العملة الواحدة

154

أديت صلاة الجمعة الماضية في مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية كما تعودت منذ نهاية السبعينيات باعتباره أحدي البؤر الدينية للإخوان والسلفيين، وأحد المعاقل لإطلاق خطبائهم المدافع السياسية ضد رؤوس الأنظمة السياسية الحاكمة بممارسة الإرهاب الديني والسياسي بزعم تحقيق حلمهم الوهمي بعودة الخلافة الإسلامية برعاية تركية سياسية وتمويل قطري وتخطيط أمريكاني، وأثناء أداء صلاة الجمعة فوجئت بحشود من أهالي الإسكندرية وذوي ضباط الشرطة الثلاثة الذين استشهدوا في فجر الجمعة اثناء اداء واجبهم الوطني علي أحد كمائن الطريق الصحراوي وهم يبكون ويصرخون من لوعة فراق احبائهم، صديقي اللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية سالت دموعه عندما وساه مواطنون عاديون يشاركون في صلاة الجنازة، مواطنون راحوا يهتفون مجددا ضد الإخوان ووصفوهم بالخونة والارهابيين والقتلة، وطالبوا بالقصاص للشهداء وللشعب.

كنت في مهمة صحفية لاستكمال تحقيقاتي عن اغتصاب هيئة الأوقاف  المصرية لأراضي صغار الفلاحين التي يزرعونها هم واجدادهم منذ أكثر من مائتي عام ابان حكم الخديوي عباس حلمي وانتقلت ملكيتها إلي هيئة الإصلاح الزراعي عقب ثورة يوليو 1952 وفوجئوا في عهد الفساد والظلم لنظام مبارك بقيادات حزبه الحاكم “الوطني” المنحل حاليا يستولون علي اراضيهم بالإرهاب السياسي والتهديد والوعيد لصالح كبار مسئولي الدولة.

ليس هناك شك أن الإرهاب السياسي سواء الديني أو السلطوي والفساد هما وجهان لعملة واحدة ولذا يجب علي الدولة المصرية برئاسة الرئيس المنتخب السيسي أن تطهر جسدها من تلك الجراثيم السرطانية من أجل دعم الإرادة الشعبية والسياسية في مواجهة جميع أنواع الفساد والإرهاب السياسي الذي يريد التنظيم الدولي الإخواني استخدامه “فزاعة” لترويع الشعب ومحاولة اسقاط الدولة بمؤسساتها الشرطية والقضائية والعسكرية ولن تسقط مصر “المحروسة” رغم تآمر المتأمرين.

التعليقات متوقفه