منصور عبد الغني يكتب: براءة مبارك دليل نجاح الثورة

147

نعم تغيرت مصر وتمكن شعبها، وأسقط حكم ديني فاشي بعد عام واحد فقط من تتويجه، وأصبح لديها دستور مدني ديمقراطي يضمن حرية مواطنيها ويحفظ إرداتهم ويرعي استقلال سلطاتها.

ليس أدل علي استقلال القضاء وشموخ القضاة من الحكم الذي أصدره القاضي الجليل “محمود كامل الرشيدي” في محاكمة القرن، رغم علمه المسبق بردود الأفعال السياسية والإعلامية وحملات التشويه من فئات انتهازية تكره أن يكون لمصر قضاء راسخ يفوق عمره دولا عديدة تملأ الفراغ الإلكتروني صراخا.

استفاد “حسني مبارك” من ثورة 25 يناير التي قامت ضده وحصل بمقتضي شعاراتها علي محاكمة عادلة وشفافة ونزيهة وآمن علي نفسه وولديه بفضلها، في ظل وجود رئيس منتخب يحظي بشعبية جارفة ومصداقية كبيرة لدي عموم المصريين وشرعيته تنطلق من إدانة النظام الذي ثار المصريون عليه سواء في 25 يناير أو 30 يونيو.

المحكمة الموقرة أدانت مبارك ونظامه كما يجب أن يكون وسردت الجرائم الحقيقية التي ارتكبها طوال سنوات حكمه في جميع نواحي الحياة، وذكرت منها إفساد الحياة السياسية وسيطرة فئة من المنتفعين علي الحكم والرشوة والفساد والمحسوبية، وقتل الأمل في نفوس المصريين بتحقير إرادتهم وتزويرها، وتعريض أمن البلاد والمواطنين للخطر، وطالبت بتشريعات لحماية الدولة من تكرار خطايا وكوارث نظام مبارك.

الشعب أسقط مبارك وهو متحصن بنظامه القمعي وجحافل قواه الأمنية ومليارات منتفعيه ومحاسبيه وأزاح الرئيس الإخواني وجماعته الدولية وإرهابها وسلفها بما لديهم من صكوك للجنة والنار، وهو الذي جاء بعبد الفتاح السيسي رئيسا في انتخابات حرة وشفافة ويواصل ثورته لحماية الدولة وتطهيرها من الإرهابيين وينتظر الكشف عن قتلة الشباب في 25 يناير وما بعدها حتي الآن.

الشعب العظيم صدق رئيسه ويتحمل تبعات الإصلاح الاقتصادي وإعادة بناء الدولة وأعباء ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات لضيق ذات اليد، ويواصل ثورته لتطهير مؤسسات الدولة، في فساد الإخوان ومبارك، وفتح المجال أمام الشباب وسد الطريق علي المطبلين والآكلين علي كل الموائد.

دائما ما يعلمنا الشعب، ونحن لا نتعلم، ودائما ما يكون هو المعلم، ولا عزاء للذين يعتبرون وصولهم للحكم هو الدليل الوحيد علي تمكين ثورة 25 يناير، ولا عودة للوراء.

منصور عبد الغني

التعليقات متوقفه