بعد الحكم ببراءة مبارك ونجليه ..انقسام بالصحف العربية بين الترحيب بالقرار ورفضه .. والصحف البريطانية والامريكية تعتبره انتكاسة واداة حذف لثورة يناير وإسرائيل تصفه بالمأساة

218

 اثار حكم محكمة جنايات القاهره الذي قضي ببراءة الرئيس الاسبق حسني مبارك في القضية المعروفة إعلاميا بـ”محاكمة القرن جدلا واسعا فى الشارع السياسى على المستوى العربى والدولى وهو ما انعكس على وسائل الاعلام فى تناولها لحكم البراءة.

فنشر موقع” سفير” اللبناني نقلا عن العدد الورقى فى صدر الصفحة الاولى خبرا بعنوان” تبرئة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين” وارفقت بالخبر صورة للرئيس السابق وهو يلوح لانصاره فور خروجه بعد صدور الحكم وهى نفس الصورة التى تصدرت صحف عربية اخرى.

وتابعت الجريدة نفس الحدث بنشر مقال بعنوان” اغلاق التحرير تحسبا لـ … واطلاق اغنية ترحيبا بـ … وهى اغنية لعمر مصطفى بعنوان”عشان بطل” اهداء لمبارك!

كما نقلت عن وكالة الاناضول تصريحا للفقيه المصرى” طارق البشرى” يقول فيه ان مبارك ونجليه ارتكبوا من الجرائم السياسية ما يفوق حد الجرائم الجنائية وانه من الطبيعى عدم استيعاب الكثيرين من المصريين هذا الحكم وانه لمن الخطأ منذ البداية تحويل هؤلاء لمحاكم جنائية وليست سياسية.

اما جريدة ” القدس العربى” فقد جاء خبر البراءة على رأس المواضيع الاكثر قراءة على موقعها الالكترونى حيث نشر عن مكتبهم بالقاهرة خبر بعنوان” مصر: ذهول بعد إسقاط تهم قتل المتظاهرين ضد مبارك وتبرئته فى قضية فساد”.

بينما عرض موقع” بى بى سى” عربى صورة للمتظاهرين اعتراضا على الحكم مع فيديو بث مباشر من الميدان ولكن الاغرب هو نشر موضوع فى الجزء الخاص بتغطية احداث الشرق الاوسط بعنوان” نبذة عن الرئيس المصرى السابق مبارك” وضح خلال سطوره مشوار حياةالرئيس منذ ميلاده وتعليمه مرورا بدوره البارز” حسب ما نشره الموقع” فى التفاوض مع اسرائيل اثناء اتفاقية ” كامب ديفيد”وكذلك اختياره رئيسا لمصر بعد اغتيال السادات ومواقفه البارزة فى دعم العلاقات المصرية العربية.

وقد دعمت بعض الصحف العربية ورحبت بالحكم حيث اشاد” تركى عبدالله السديرى” فى صحيفة الرياض السعودية ببراءة مبارك قائلا” قدمت مصر اروع تقدير لذاتها ، اروع حقائق عن جزالة نزاهتها فيما صدر من أحكام” ونفس الموقف برز فى صحيفة “السياسة الكويتية” حيث كتب رئيس تحريرها “أحمد جارالله” “مرة جديدة يثبت القضاء المصرى انه صرح راسخ بالعدل”.

 

موقف مغاير

فيما اتخذت الصحف القطرية موقفا مخالفا حيث كتب” سمير البرغوثى” فى جريدة” الوطن القطرية” يقول ” الرئيس الذى خلعته ثورة 25 يناير وقدم للمحاكمة فى ثلاث قضايا لو وجهت لغيره لذهب فيها شنقا فى ساحة التحرير وعاد العسكر ليعيدوا العسكر من السجون ويلقوا بمن انتخبهم الشعب ويقصد “الاخوان” فى السجون هنيئا لشعب مصر الرئيس براءة والثورة رفعت”.

وجاءت على نفس المنوال صحيفة” الدستور” الاردنية فكتب ” عرب الرنتاوى” بنفس النبرة” من حق ثوار التحرير ان يستشيطوا غيظا وغضبا فما حدث هو الاعلان النهائى لثورتهم والحساب الختامى لتضحياتهم ونضالاتهم لقد عاد النظام متسللا بصك البراءة الذى منحه القضاء المصرى للرئيس السابق.

 

دوليا

اما على المستوى الدولى فقد نشرت صحيفة” صنداى تيلجراف” البريطانية مقالا تحليلا للكاتب ” ريتشارد سبنر” فيرى الكاتب ان الحكم يعيد الاحداث دورة كاملة فى مصر للوراء واعتبر الحكم ختماً قضائياً على انتكاسة الثورة.

كما تناولت نفس الموضوع فى مقال اخر من زاوية مختلفة حيث انصب المقال على القاضى” محمد الرشيدى” الذى وصفته بالازدواجية” ففى الوقت الذى نطق فيه ببراءة مبارك مازال يعترف بل ويمتدح ثورة يناير.

وتناولت صحيفة” جارديان” البريطانية ايضا الخبر من خلال تقرير اكدت فيه ان الحكم اصاب الثوار بالاحباط، جاء ذلك من خلال تصريح لعضو حركة شباب 6 ابريل المصرى” احمد عبدالله” والذى يرى ان الحكم محبط جدا معتبره مخزا للنظام القضائى لمصر.

أما الاعلام الامريكى فيرى ان الحكم شهادة وفاه لثورة يناير حيث رأت شبكة” سى ان ان ” الحكم بمثابة شهادة وفاة للثورة وجعل الدائرة العسكرية أكثر احكاما للسيطرة على الامور ووصل ذلك الى حد الكمال.

وأضافت شبكة” بلومبرج” الامريكية” ان البراءة لمبارك تعتبر أداة حذف لما يسمى ثورة يناير.

وعلى نفس النهج جاء موقف وكالة الانباء الامريكية” اسوشيتدبرس” التى وصفت الحكم بانه” انتكاسة” لشباب ثورة 25 يناير الذين يقبع معظمهم فى السجون الآن وتعزيزاً لفكرة الثورة المضادة.

بينما وصفت صحيفة” يديعوت أحرونوت ” الاسرائيلية قرار المحكمة ببراءة مبارك واعوانه بانها ” مأساة” حقيقية وسخرت من القرار قائلة ” انه بعد اكثر من ثلاث سنوات على خلع مبارك اطلق سراحه وأصبح حرا وبرأه القاضى من قتل المتظاهرين ومن قضايا الفساد.

 

 

 

التعليقات متوقفه