“هانى رسلان” رئيس وحدة دراسات السودان بمركز الأهرام للدراسات: تجديد التعاون مع جنوب السودان.. استعادة للريادة الإفريقية ولمراقبة التطورات فى سد النهضة

186

 أكد دكتور “هانى رسلان” رئيس وحدة دراسات السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر تسعى لإقامة علاقات متوازنة بين دولتى السودان وجنوب السودان، والتى تعتبر جزءا لا يتجزأ من السودان الكامل، خاصة وأن العلاقات التاريخية بين القاهرة وجوبا أمر طبيعى.

وأضاف رسلان أن زيارة رئيس جنوب السودان سيلفا كير للقاهرة جاءت لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، ومناقشة العديد من القضايا الإقليمية والإفريقية، وعلى رأسها أزمة دول حوض النيل وما من شأنه تحقيق الفائدة للقاهرة وجوبا، وتعطى رسالة قوية بأن العلاقات بين البلدين ممتدة، مشيرا إلى أن مصر دعمت الجنوب قبل انفصالها عن الشمال فالامر ليس بجديد.

واوضح ان وزير الموارد المائية والرى “حسام مغازى و جيما نونا كومبا” وزيرة الكهرباء والسدود والرى والموارد المائية بجمهورية جنوب السودان، قد وقعا أول اتفاقية تعاون فنى بشأن “التعاون الفنى والتنموى فى مجال الموارد المائية” بين البلدين فى مجال إدارة وتنمية الموارد المائية، والتى تستند على آلية دائمة للتعاون بين الوزارتين بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وسلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان،، وذلك للتأكيد على ان اهمية التعاون على المستوى الرسمى.

واشار الى أن منطقة جنوب السودان بالغة الأهمية بالنسبة للأمن القومي المصري بخصوص قضية المياه، مشيرا إلى أن تعاون البلدين ليس بجديد، وأن اتفاق المياه الذي وقعته مصر مع السودان في غاية الأهمية، وهذا الاتفاق يعتبر امتداد لإحدي الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين في عام 2005 وتم تطويرها في عام 2011

اما عن تجديد الاتفاق فى2014  فهذا لجعل التعاون في قضايا المياه خاضعا لإطار تنظيمي واضح ومتفق عليه ويمثل علاقة سلسة طويلة الأمد، خاصة أن مصر تساعد جنوب السودان في مشروعات كثيرة على نفقة الحكومة المصرية، فمصر تمول العديد من المشروعات بدولة جنوب السودان وتساهم في إنشاء مراس نهرية وتقدم منحا تعليمية، إضافة إلى توفير الدراسات والتدريب والدراسات لبعض السدود، و ترى هذا واجبًا مستَحقَا لمواطني دولة جنوب السودان، وأنه يجب عليها عدم ترك الساحة في جنوب السودان لدولة إسرائيل، لأنه بمجرد غياب مصر عن الساحة فإن اسرائيل تحل مكانها ولا نستطيع أن ندير ظهرنا لذلك  باعتباره جزءا من استراتيجية أوسع للحفاظ على الوجود المصري، وعلى التواصل والحوار مع أبناء حوض النيل ، كما ان مصر تسعى جديا لتوطيد علاقاتها مع دول القارة الإفريقية وإعطائها طابع الديمومة والاستمرارية

وشدد رسلان على أهمية الوجود المصري بقارة إفريقيا، و استعادة الدور الريادي لها داخل القارة، حيث إن تدهور العلاقات المصرية الإفريقية خلال العقود الماضية نتج عنه الوضع الحالي، بعد تراكمات أدت في النهاية لبعض الأزمات كأزمة سد النهضة، وأنه يجب عدم تكرار ما حدث في الماضي، مشيرا الى ضرورة عودة الوجود المصرى على ضفاف نهر النيل كما كان فى الماضى، الامر الذى يتسنى بعده لمصر المطالبة بأن يكون لها تمثيل رسمى لمراقبة الاوضاع المستجدة فى موضوع سد النهضة أول بأول وقد يكون ذلك من خلال لجنة متابعة مستديمة بالقرب من موقع الاحداث.

التعليقات متوقفه