فى وداع القيمة: رضوى عاشور.. سيرة الإبداع والحرية

149

تمثل تجربة الروائية والمثقفة الراحلة د. رضوى عاشور حالة متفردة فى الكتابة العربية المعاصرة، بما امتلكته من جسارة فى الرؤية وحفر متواصل فى أرض الإبداع بحثا عن جوهره المستحيل، وبحثا عن المعانى الإنسانية فى عالم يعج بالفوضي.

لذا كان لجوئها إلى التاريخ العربى لتستكشف مكامن القوة فيه، لتواجه بها ميوعة اللحظة الراهنة فجاءت رواياتها “سراج” و”أطياف” و”ثلاثية غرناطة” و”الطنطورية” وأخيرا سيرتها الذاتية “أثقل من رضوي”، لتزاوح فيها بين الماضى والحاضر، تأكيدا للهوية العربية والخصوصية المكانية، عبر أسئلة تدور فى أحداث كل عمل فنى وإبداعى خطته يداها.

كانت “رضوي” صاحبة مواهب متعددة وفى المقدمة دائما فى كل مجال تخوضه، سواء فى العمل الثقافي، أو الجامعي، أو حتى فى العمل السياسي.

شاركت بقوة فى أحداث المجتمع المصري، وتحملت أعباء آرائها الصريحة والقوية التى لم تعرف المهادنة، فاعتقلت وسجنت أكثر من مرة دفاعا عن حرية الرأى وحرية الوطن.

وشاركت كذلك فى جماعة 9 مارس لاستقلال الجامعة المصرية، مع عدد كبير من الأساتذة الشرفاء.

كذلك كانت ترجماتها مضيئة لجوانب ثقافية وإبداعية غربية نقلتها بأمانة المترجم إلى اللغة العربية وبالعكس.

ورأست قسم اللغة الإنجليزية بآداب عين شمس، وأشرفت على عشرات الرسائل الجامعية فى الجامعات المصرية المختلفة.

وبالإضافة إلى جهدها الإبداعى والعلمى كونت أسرة ناجحة مع رفيق عمرها الشاعر الفلسطينى مريد البرغوثي، وأنجبت شاعرا وأستاذا جامعيا هو “تميم” الذى يكتب شعرا بالعامية المصرية.

عاشت “رضوى عاشور” 68 عاما، وستظل ذكراها باقية لسنوات طويلة، لأن الإبداع باق فى المواجهة.

التعليقات متوقفه