إقبال بركة  تكتب: المعجزة التى يمكن أن تنقذ مصر                        

172

ثلاث فئات فى يدها أن تنقذ الوطن من السقوط فى هاوية مظلمة : المثقفون والنساء والأقباط . وبحسبة بسيطة يتضح أن هذه الفئات الثلاث تشكل أغلبية السكان وللأسف معظمهم من الأغلبية الصامتة ، كأنهم بلا وجود ، بينما ترتع الفئات الأخرى حرة طليقة لا يردع جموحها وتعطشها للسلطة شىء.

لو عرفت هذه الفئات الصامتة أن الأمر يعنيها أكثر من غيرها ، وأن التهديد موجه لها رأسا وعلنا ومع سبق الإصرار والترصد ، فقد يهبوا ثائرين  . المطلوب منهم ألا يتقاعسوا فى ممارسة حقهم فى الإنتخاب وأن يتنبهوا الى أننا فى سباق مع الزمن ، فأما الى المستقبل أو الى الخلف در .  لقد سبقنا التيار الدينى  على الأبواب وهم يقدمون إغراءات عديدة للفقراء ، ووعود لا أول لها ولا آخر ، فلديهم مال قارون يغترفون منه بلا حساب ، ولكن هذا يجب ألا يقعدنا عن المحاولة ، ولنكثف  جهودنا فى الظهور فى كل القنوات الفضائية والتحدث صراحة وبلا مواربة عما يهدد الوطن بالإظلام الكامل ، ومن تسبب فى بذر بذور الانقسام والفرقة بين فئاته كافة . ولنقل لهم صراحة أن من يتشحون بعباءة الشريعة لايدافعون عن الإسلام  ولا يعنيهم تطبيق الشريعة الإسلامية بقدر ما يعنيهم القفز على السلطة وتولى زمام  أهم وأكبر دولة إسلامية ، وأن أفكارا تعشش فى رؤسهم لا تقل خطورة عن أفكار القاعدة فى أفغانستان التى يترأسها حاليا إثنان من المصريين ، ويقع تحت تأثيرها مئات الآلاف غيرهم .

هل تعلم كل سيدة مصرية أن إعطاء صوتها للمرشح الدينى يعنى حرمانها من ممارسة حقوقها السياسية هى وبناتها وحفيداتها فى المدى البعيد ؟

هل تعى كل سيدة تتحمس للدينيين حبا فى الإسلام أنها تمنح لهؤلاء حق إصدار قوانين ستوقع عليها أبلغ الضرر بدعوى أن هذا ما يريده الإسلام ؟ هل تعلم أن كل ما اكتسبته من حقوق ، وفقا للشرع ، فى الفترة الماضية ستراجع وتلغى ، باسم الشرع أيضا ؟

إن مأساة جيلنا أن من يتصدون للحديث باسم الإسلام ومن يرفعون راية الدفاع عن الشريعة  ويجاهرون بعدائهم لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية لأنهم كفرة ولا يطبقون شرع الله ، هؤلاء أغلبهم يجهلون كل الجهل ما يتحدثون عنه ، وأقصى ما يستطيعون هو ترديد بعض أقوال القدماء كالببغاوات ، وبعد تجريدها من سياقها المكانى والزمانى  ؟!

هذه الحقائق المؤلمة قد تصدم من لا يعرف ، ولكنها معروفة تماما لمن يعرف .

و على من يتشكك فى هذا الكلام أن يراجع أدبيات الجماعات الدينية (مقالات وردود على مقالات الكتاب ، وكتب ، وأحداديث تليفزيونية ..الخ ) ليعرف أنهم يناصبون العداء الصريح للفئات الثلاثة : النساء والأقباط والمثقفين .و لقد شاءت إرادة الله أن تعطى لنا مثلا بما يحدث مما يسمى بتنظيم “داعش” فى العراق والجرائم البشعة التى يرتكبونها  كل يوم باسم الإسلام !!

على أقباط مصر ونسائها وشبابها ومثقفيها المخلصين أن يغتسلوا من همومهم الخاصة ويوحدوا كلمتهم وينقذوا  مصر وأنفسهم من بلاء لا يعرف مداه الا الله !

التعليقات متوقفه