شعر وغناء ومودة فى ذكرى حسين أشرف

101

“أحبائي أبناء دائرة عابدين والموسكي.. رشحت نفسي ورشحني حزبي حزب العمال والفلاحين والكادحين والمنتجين من أبناء الوطن لأكون صوتكم في المطالبة بالحقوق المستحقة وصوتكم في وضع مشاكلكم واحتياجاتكم في دائرة الضوءلأكون معكم مطالباً بالحقوق، معكم في تحقيق الطموحات والامال، معكم في التصدي للمشاكل والاحتياجات وكما تعلمون فإن الامال كبيرة والمشاكل كثيرة، ولكن نحن لها، أحبائي، اعلم ان لي مكاناً في قلوبكم، لأنكم جميعاً في القلب لذلك نحن معاً .. هكذا كانت كلماته لأبناء دائرته وقت ترشحه للانتخابات وهي خير مثال على فلسفة تعامله مع المواطنين واقترابه من قلوبهم، هكذا كان الراحل حسين أشرف …

تحت شعار “عام من الغياب والحضور الدائم ” بحضور نخبة من الفنانين والشعراء والمثقفين والسياسيين أقيمت إحتفالية تأبينه التي قدمتها الفنانة سلوى محمد علي، والفنان سيد رجب.

حسين أشرف – تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة 1980 وحصل على دبلوم المصارف الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، عمل بالحقل المصرفي منذ عام 1981 وحتى وفاته، وانضم لحزب التجمع منذ تأسيسه وشارك في تأسيس اتحاد الشباب التقدمي في أكتوبر عام 1976، واعتقل عدة مرات بسبب دفاعه عن الحقوق والحريات وبسبب نشاطه الطلابي، تقلد عدة مناصب قيادية بحزب التجمع فكان عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو امانة القاهرة، واصبح أميناً للقاهرة من 2003 الى 2013 ، وعضو المكتب السياسي في مارس 2013 وتولى رئاسة مجلس إدارة “الاهالي”.

شارك في الحركة الطلابية واشترك في مجال العمل المسرحي في شبابه، تاركاً لنا نموذج في العطاء والنضال.

معركة الفكر

أستهل الحفل د. رفعت السعيد بكلمته :التي قال خلالها : “كثيرون يرحلون بلا ذكرى ويطويهم ويطوي سيرتهم النسيان لكنك باقِ حزبك باقِ وصوتك باقِ وحبك في قلوبنا باقِ”.

وقال د.”السعيد” : ان حسين اشرف خاض المعركة بوعي ومقدرة وإخلاص وتفاني وفكر ، فهو عندما آمن بالفكرة منح لها كل حياته وهناك كلمة تقول ان من يقود معركة الفكر فأنه يمنحها كل حياته ، ولا حدود للعطاء ،عندما يكون في اعماقه.

وأضاف د.”السعيد” كان حسين أشرف يضيء هذا المكان – حزب التجمع – بإبتسامته يتفق ويختلف ويعمل ،وكانت الإبتسامة هي العلامة المميزة له، اختلف معه البعض وابتزه البعض ولكنه ظل قادراً على التسامح حتى هؤلاء الذين اختلفوا مع حزبه ،هكذا يكون الماركسي الحق، وكان قادرا على التسامح مع الجميع لأن عقله كان متفتحا غير متلوث.

وتابع : “لم يكن يطيق أن يقيم في المكان الذي حدده له الطبيب ، وإذ اصيح فيه لمغادرة البلاد للعلاج ، وعندما تغادر ألوم نفسي فلماذا أمنعك من آخر انفاس الاستمتاع بوطنك وشعبك وحزبك ورفاق دربك ثم اتصل بك تليفونيا لألح عليك في البقاء الح عليك وانت تلح انك تحسنت وانك توشك على الشفاء ثم أفاجأ بك تأتي الى غرفتي مبتسما تغمرني السعادة اللقاء مع المكان ومع رفاقك ومع من تحب في المكان الذي تحب “.

مضيفاً : في المرة الاخيرة عاد حيث لا يستطيع احد ان يمنعه ان يغادر .. عزيزي اشرف نحن نفتقدك لاننا نحبك ونفتقدك لاننا نعلم كم كنت تحب حزبك ومن اجل ان تنشر وعياً ليس زائفا.

الدفاع عن المبدأ

وقال د.محمد أبو الغار – رئيس حزب مصر الديمقراطي : رأي في حسين أشرف الاخلاص الشديد للفكرة التي دافع عنها طوال عمره ، وكان يعلم انه كان يدخل معارك خاسرة تماماً والظروف لا تسمح بالنجاح له في الانتخابات ، ولكنه ظل يحارب الجميع في سبيل المبدأ وليس في سبيل الكرسي.

وتابع د.”أبو الغار” نحن نفتقدك لأنك شخص لايمكن أن يتكرر لكل صفاته ولانملك له إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة”.

فيما قال السيد عبد العال – رئيس حزب التجمع: إن الراحل حسين أشرف شكل قيمه من القيم الإنسانية داخل حزب التجمع بالتعامل الإنساني لأنه كان مثلا للنبل في اختلافاته بشكل عملي ، وساهم بقدر كبير جداً في رفع قيمة حزبنا والتقبل خلافاتنا ، ولو اختلفنا نختلف بنبل وليس بمعارك.

مضيفاً حسين قصه نضال وعطاء طويلة وكان يعتبر حزب التجمع هو أهم شيء في حياته لدرجه أننا كزملاء كنا ننتقد الحزب، وهو كان يدافع عنه ولكن بهدوئه المعهود لأنه كان مخلصا و يحترم جميع الاراء ودافع بمنتهي الحماس لأنه كان مؤمنا بما يقوله.

وأشار “عبد العال” : ان “أشرف” قد أعتقل كثيرا من أجل الكلمة والحرية وساهم بالكثير داخل الحزب واختلافه مع الآخرين لم يكن شخصيا، وإنما كان حول القضية وبسبب نشاطه السياسي.

مختتماً كلامه قائلاً : “سيظل نضاله وسيظل اعضاء الحزب جميعاً يحملون شيئاً جميلاً لحسين اشرف”.

التواضع والمودة

كما شهد حفل التأبين كلمة للفنانة معتزة عبد الصبور، التي القت قصيدة شعر لوالدها الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، والتي كانت صديقة للراحل، وقالت: انه كان يعد بمثابة أخ أكبر لها، وكان على قدر من النبل والاخوة والحميمية مع الجميع بنفس القدر ، وكذلك قصيدة للشاعر الكبير محمود الشاذلي.

 وقال صلاح عدلي – القيادي بالحزب الشيوعي المصري: عن حسين انه كان رفيق كفاح ونضال طويل، وكان نموذجاً للمناضل البسيط المتواضع المثقف المؤمن بفكر، منذ شبابه ، فظل مخلصاً له ، أمن بفكر العدالة الاجتماعية وبحقوق المرأة وبتاريخ الحركة الاشتراكية والشيوعية في مصر.

وتابع “عدلي” كان حريصاً جداً بالشباب والثقافة والإبداع والفن والسينما، ويعتبر من المؤسسين لمركز افاق اشتراكية، ويعد واحداً ممن لعبوا ادواراً كثيرة من جيل الشيوعيين الذين ساهموا في احياء الفن والادب والتاريخ والابداع .

مستطرداً ذكرياتهم في السجن عام 1981، مضيفاً ان “أشرف” دائماً في اي مشكلة كان يلعب دوراً في التهدئة وكان انسان اكثر من رائع ، ويعد رحيله خسارة كبيرة للحركة السياسية واليسار، وسيظل ذكراه دائماً حيّة.

وقال الفنان سيد رجب –الممثل السينمائي والمسرحي : عن حسين أشرف انه كان يهتم  بالبعد الانساني الراقي وكان ودوداً يحب اصدقاءه ومحباً لهم وشاركهم مناسبتهم السعيدة والحزينة .

اما اروى بلبع فقالت: ” فوجئت بكم الحب والوفاء لذكرى الراحل حسين أشرف وهذا يعتبر دليلاً أنه كان يصل لكل الناس بنفس القدر وبنفس الاسلوب، وتابعت ان صداقتهم تمتد لأكثر من 30 سنة، وكان دائماً بجانبها في مشكلاتها ، وكان احن صديق عرفته طيلة حياتها لم يكن يدخر جهداً لإسعاد الاخرين.

البيت الأول

اما الكاتب الصحفي احمد سيد حسن – فقال: في حزب التجمع تعلمنا ان نكون اصدقاء اوفياء محبين قبل ان نكون زملاء ورفقاء عمل حزبي مجرد، وفي كل يوم كانت قائمة الاصدقاء تكبر، كان ذلك قبل ان يدور بنا الزمان ويلعب القدر لعبته الغادرة ليختطف منا الاحباء والاصدقاء تباعاً عبد الحميد الشيخ ، حلمي سالم ، على الديب ، محمد حمام ، فتحية العسال ، وأصدقاء وزملاء أخرين لم ننساهم نفتقدهم جميعاً ويبقى ان رحيل حسين اشرف قبل الاوان وهو في قمة العطاء والشباب يحزننا جميعاً.

فيما عبر نجل الراحل حسين أشرف “أحمد” عن سعادته بحب الحضور لوالده الراحل الذي كان دائم الحديث عن الحزب وعن حبه له ولأعضائه ولم يكن يمر يوماً دون ان يتحدث عن الحزب في بيته، وكان يقضي اغلب أوقاته بالعمل الحزبي أكثر مما كان مع أسرته، ولذا يعتبر اشرف “التجمع” هو بيته الاول .

وقالت مها عفت، خلال كلمتها انها عرفت أشرف في منتصف السبعينيات بالعمال الطلابي في الجامعة والمسرح، والعمل السياسي، فقد عاش من أجل القضية طوال حياته، وسنواصل معركته.

وقال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد – خلال كلمته : ” واصفاً الاحتفالية بأنها رسالة حب خالصة لشخص نبيل عرفته في مطلع صباه في سنواته الاولي في الجامعة احببته و احببت اخلاصه وحماسه ثم تضحياته الكبيرة في سبيل ما يؤمن به ” .

فيما اختتم الحفل بقصائد الشاعر زين العابدين فؤاد ، وأغاني الفنانة عزة بلبع.

التعليقات متوقفه