عباس شومان المتهم بالدفاع عن “مرسي” والإخوان لم أطالب بقتل المتظاهرين أو عزل القضاة خلال فترة حكم “مرسي”

102

يجوز للحاكم أن يتولي “القضاء” إذا كان من أهل الاختصاص

الأزهر ورجاله فوق كل الشبهات

شيخ الأزهر تصدي “للإخوان” وهم في قمة السلطة والنفوذ

لم نستبعد “القرضاوي” إلا بعد التأكد من تحريضه ضد الدولة

“داعش” تنظيم إجرامي قائم علي سفك الدماء والتكفير

الأزهر لن يكون يوما سلفيا أو إخوانيا

يعد الأزهر قلعة العلم ومحرابه في مصر والوطن العربي والإسلامي وحصنا منيعا للزود عن الإسلام. قاد حركات التحرر وبذل النفس والنفيس في مقاومة الاحتلال الفرنسي والانجليزي. وانطلقت من فوق منابره ومآذنه صيحات الجهاد ضد الطغاة وأباطرة الضلال. وكان لعلمائه الدور البارز في استنهاض عزيمة الشعب المصري وإزاحة مشاعر الانكسار ومرارة الهزيمة وغرس بذورالنصر وشحذ الهمم وتوحيد الصف.

وكان “الأزهر” عنصرا فاعلا في نجاح ثورة الثلاثين من يونيو التي استعادت مصر من قبضة الاخوان ، وتصدي للاخونة ورفض الانصياع لقيادتهم متمسكا بثوابته الدينية والوطنية القائمة علي نبذ العنف والتطرف والإرهاب ونشر السماحة والوسطية والاعتدال وقبول الآخر.

ولأهمية دور الأزهر جاء هذا الحوار مع الشيخ عباس شومان وكيل الأزهر لايضاح الحقائق وكشف حقيقة الادعاءات المثارة ضده في الآونة الأخيرة.

< ما دور الأزهر في مواجهة التطرف الفكري والجماعات الارهابية؟

<< يجب علي رجال الدعوة الابتعاد عن السياسة ولا يمكن للازهر أن يشكل حزباً سياسياً أو ينحاز لحزب بعينه لأن الأزهر فوق المنازعات السياسية وهو الحكم والموجه وهو رمانة الميزان وإذا تحزب أو انحاز لفصيل فقد مصداقيته. يقوم الأزهر بارسال القوافل الدعوية لبيان صحيح الدين ويعمل جاهدا علي تطوير المناهج لتتواكب مع التطور العلمي وتحث علي الحوار والتعايش السلمي ونبذ التطرف بالإضافة لعقد المؤتمرات مثل مؤتمر الازهر العالمي الذي عقد مؤخرا وشارك فيه وفود من جميع الدول العربية والاجنبية وخرج بتوصيات عديدة كان علي رأسها قطع صلة الاديان بالارهاب واجاز قتالهم حتي تتمكن من القضاء عليهم وحماية المجتمع من شرورهم.

بالإضافة لعقد الندوات الحوارية مع جميع فئات المجتمع وعقد المصالحات واطلاق العديد من الحملات تحت مسمي “حب الوطن من الإيمان” والتصدي لدعوات رفع المصاحف خلال المظاهرات ودعم مؤسسات الدولة والقوات المسلحة والشرطة المصرية ووأد نار الثأر التي اندلعت في أسوان وراح ضحيتها 28 قتيلاً وفي برديس بسوهاج والتي راح ضحيتها 13 قتيلا.

< ما دور الأزهر في التصدي للمد الشيعي؟

<< نحن نقف ضد كل ما يخالف الشريعة الإسلامية ولن نقبله يوما ما ونتصدي لكل هذه المخالفات ونبين فيها الرأي الصحيح الذي ينبغي علي المجتمع أن ينتهجه ونضع الناس علي الطريق الصحيح ولكل منهم أن يختار ما يشاء ما بين الهداية والضلال.

< ما خطة الأزهر لتطوير المناهج التعليمية والارتقاء بمستوي العاملين واعضاء هيئة التدريس ، وكيف سيتم تطوير الأزهر جامعا وجامعة؟ وكيف يتم تجديد الخطاب الديني؟

<< لدينا لجنة لإصلاح التعليم تم تشكيلها في سبتمبر 2013م لتطوير التعليم قبل الجامعي وانتهت برسم خريطة للمناهج الجديدة، وما سيتم فيها من تعديلات علي رأسها كتاب الفقه للمرحلة الاعدادية، وكذلك كتاب أصول الدين وجميع المناهج ستشهد تطويراً كاملاً خلال العام الدراسي القادم، كما تم التخلص من الزيادات التي لا تتناسب مع العصر الحديث ومعالجة القضايا التي استحدثت علي الساحة واستخدام لغة مناسبة للغة العصر وتبسيط بعض كتب التراث.

أما في التعليم الجامعي فهناك جهود كبيرة تبذل لتطوير العملية التعليمية خاصة بعد حالة الاستقرار الأمني التي شهدتها الجامعة مؤخرا واختفاء مظاهر العنف.

النقل أو الإقالة

< كيف تصدي الأزهر لمحاولات الأخونة وماذا فعل بمن ثبت تورطهم في أعمال عنف وتخريب ضد منشآت الدولة والجامعة؟

<< اتخذ الأزهر اجراءات عقابية ضد من ثبت تورطه في أعمال العنف أو ساند المخربين سواء كانوا طلبة أو أعضاء هيئة التدريس أو العاملون بالأزهر وصلت لإقالة بعض القيادات في المناطق الأزهرية وبعض المعاهد التابعة لها ونقل البعض لوظائف ادارية. وقد تم فصل عبد الرحمن البر والبلتاجي من جامعة الازهر وشمل النقل والإقالة اعضاء في مجمع البحوث الإسلامية وقطاع الوعظ وتجري الآن متابعة اداء لكل العاملين بمؤسسات الأزهر وسيكون الفصل من العمل في انتظار المخربين.

وليعلم الجميع أن الازهر ينتهج الوسطية ولا ينتمي لأي فصيل سياسي ولن يختطف من أي جهة وشيخ الأزهر تصدي للإخوان علي مدار عام كامل ولم يسمح لهم باختراق مؤسسات الأزهر ولم يتمكنوا من زرع شخصية واحدة، ولقد ظلت جامعة  الأزهر بلا نواب لمدة ثماينة شهور خلال فترة حكم “مرسي”  مارس الاخوان خلالها كل اشكال الضغوط لتعيين اتباعهم بها ورفض شيخ الأزهر وعندما فقدوا الأمل ولم تنجح جهودهم في إبعاده عن منصبه واثنائه عن موقفه رضخوا مجبرين لاختيارات شيخ الأزهر.

< لماذا انحرف شباب الازهر بعيدا عن الوسطية ولماذا يتعمد البعض الاساءة للأزهر؟

<< لا أحد يستطيع إهانة الأزهر لأن الأزهر فوق كل الشبهات ولقد مارس الاخوان كل أشكال الإهانة، ولكن اهانتهم ارتدت عليهم وأن معظم من ثبت تورطه في أعمال عنف وتخريب كانوا من خارج جامعة الأزهر من الممولين والمستأجرين وطلبة المدارس والخارجين عن القانون نظير مبالغ مالية حيث كانوا يستغلون ضعف عمليات التأمين ويتم ادخالهم الجامعة وامدادهم بالسلاح والمولوتوف والأزهر لن يتواني عن فصل من يثبت تورطه وليس ادل علي ذلك من فصل 51 طالباً مؤخرا من جامعة الأزهر.

< كيف سيتم تفعيل توصيات مؤتمر الأزهر الذي عقد مؤخرا؟

<< هناك لجان لتفعيل توصيات مؤتمر الأزهر العالمي حيث اجتمع شيخ الأزهر مع قيادات الأزهر واعضاء هيئة التدريس ولجنة البحوث واللجنة العليا للدعوة وقطاع المعاهد الازهرية لتفعيل هذه التوصيات. كما يدرس الأزهر حاليا عقد اجتماع مع ممثلي مسيحيى الشرق لطمأنتهم والتأكيد علي أنهم جزء من المجتمع، والتفكير في جمع علماء السنة بعلماء الشيعة ولكن بعد أن يتخلي المتشددون عن سب الصحابة للتقريب بين المذاهب والاديان لنقف جميعا علي مبادئ واحدة لتحقيق ما فيه مصلحة الأمة والمسلمين .

< ما الدور الذي يضطلع به “بيت العائلة” لاحتواء النزاعات الثأرية والطائفية في الصعيد، وهل له ميزانية خاصة؟ وكيف تنفق؟ وما الجهة التي تموله؟

<< لبيت العائلة دور مهم في إزالة الاحتقان بين نسيج المجتمع وطوائفه المختلفة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين والتاريخ يحتفظ بحميمية العلاقة الوثيقة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين وهي علاقة حث عليها الشرع والدين وتعد من مبادئ الإسلام السامية وليست حالة سياسية. كان آخر القضايا هي مشكلة ثأرية بين مسيحيين بمحافظة المنيا. ولا يعتمد “بيت العائلة” علي تمويل خارجي أو ميزانية خاصة بل هو عمل تطوعي ولا تتعدي مصاريفه سوي مصاريف الاجتماعات واللقاءات ويتحملها الأزهر والكنيسة.

قرارات متأخرة

< لماذا تأخرت مشيخة الأزهر في اتخاذ موقف جاد وسريع ضد تجاوزات يوسف القرضاوي؟

<< لم يتأخر الأزهر ولكننا انتظرنا حتي نتيقن من حقيقة الأمر ونتأكد من صدق ما يثار ضده وعندما ثبت تحريضه علي الأمن وحمل السلاح والجهاد ضد الدولة وأصبح يشكل خطرا علي الأمن القومي تأكدنا أنه لا يليق أن يكون عضوا بهيئة كبار العلماء، ولا يمكن قبوله بين أبناء الأزهر وعلمائه وقد تم استبعاده من جميع هيئات الأزهر الشريف ولجانه.

< لماذا الأزهر عاجزا عن إرساء قيم التسامح ونبذ العنف؟

<< هذا غير صحيح ولولا الأزهر لتحولت مصر لشيع وأحزاب تصارع بعضها بعضا وللأزهر مواقف كثيرة وواضحة في كل الأزمان والنزاعات لا يغفلها التاريخ والأزهر ملتزم دائما برسالته وهي بيان صحيح الدين وارشاد الناس ولا يجبر أحداً علي معتقداته.

< ما موقف الأزهر من المنظمات الإرهابية مثل داعش واجناد بيت المقدس- جيش الإسلام- أنصار الشريعة؟

<< الأزهر ضد كل هذه التنظيمات الارهابية لأن بعضها خارج من رحم بعض وتقوم علي سفك الدماء وقتل الارواح وتكفير المجتمع وكلها ضد مبادئ الأزهر التي تدعو للتسامح ونبذ العنف وقبول الآخر

< ما موقف الأزهر من ثورتى 25 يناير و30 من يونيو ومن ثورات الربيع العربي؟

<< موقف الأزهر واضح جيدا منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولا يحتاج لبرهان وهو مساندة ثورات الشعب المصري من أجل تحقيق مصالحه الوطنية وكان الأزهر من المؤيدين لثورة الثلاثين من يونيو وعنصراً اساسياً في نجاحها.

أما علي صعيد ثورات الربيع العربي في الدول العربية مثل سوريا وليبيا واليمن فإنه ينحاز دائما لمصالح الشعوب العربية بما يحقق لها الأمن والاستقرار.

< ما رأي الأزهر في انتشار فتاوي الفضائيات والفتاوي الخاصة بجماعات التطرف والارهاب التي تطالب بقتال رجال الجيش والشرطة وهدم مؤسسات الدولة؟

<< لاشك أن الأزهر يقف ضد كل فتاوي التكفيرو التخوين ودعوات الجهاد ضد الدولة ومؤسساتها الوطنية وضد استهداف رجال الجيش والشرطة وترفض أي دعاوي وفتاوي تحريضية وغيرمسئولة تصدر من أي جهة سواء كانت قناة فضائية أو منظمات ارهابية وينبغي علي المجتمع أن يأخذ الفتوي من منبعها الأصيل وهو لجان الفتوي بالازهر الشريف المنتشرة في جميع انحاء الجمهورية ومجمع البحوث الإسلامية ودار الافتاء وكان للأزهر دور بارز في تقييد هذه الدعاوي الضالة والشاذة وكشف عوارها.

ادعاءات وافتراءات

< أعلنتم عن انشاء قناة فضائية من أين سيتم توفير التمويل، وما سياساتها وكيف ستدار؟

<< القناة الفضائية لاتزال مشروعا في اطار الدراسة واعداد الابحاث الجادة الكاملة حتي نصل بها إلي الدور المنوط بها اعلاميا وثقافيا ودينيا وهو محاربة التطرف ونبذ العنف وقبول الاخر ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وحب الوطن.

< يصفكم البعض بانكم تتسترون علي قيادات الإخوان داخل مشيخة الازهر ومؤسساته؟

<<  لقد تصدينا لمحاولات أخونة الازهر جامعا وجامعة وقت أن كان الاخوان في أوج مجدهم ونفوذهم فهل بعد أن انكسرت شوكتهم وتجردوا من مناصبهم أقوم بتمكينهم من الأزهر. أنها أوهام غير منطقية. فأين هم الاخوان داخل مشيخة الازهر حتي أوفر لهم الحماية لقد مارس الاخوان ضغوطا كثيرة من اجل تمكينهم من محاصرة مشيخة الأزهر واضرابات طلابية وحالات تسمم ممنهجه وقذف مباني الازهر بالحجارة والمولوتوف، فهل بعد هذا كله وبعد انكسار شوكتهم نسلم لهم الراية ونمكنهم من الازهر والازهر اكبر من هذه الاتهامات ولقد حثنا الامام الاكبر شيخ الازهر د. أحمد الطيب علي عدم الالتفات لهذه الصغائر والادعاءات، ولن يكون الأزهر الشريف يوما ما سلفيا او اخوانيا بل سيظل يحتفظ بوسطيته وسماحته.

< يصفكم البعض بأنكم كنتم من قادة الاخوان ودافعتم عن الرئيس المعزول محمد مرسي واعلنت من خلال خطبة مسجد الشربتلي أنه يجوز للرئيس عزل القضاة وقتل المعارضين في فيديو مسجل.

<< هذا والله افتراء وليس بالخطبة ما يدل علي ذلك وأطالب الجميع باعادة سماعها ليدركوا الحقيقة باسماعهم، لقد كانت الخطبة تتحدث عن القضاء في الاسلام منذ عهد النبوة. كان الهدف من الخطبة هو تخفيف حالة الاحتقان والاحتشاد وحقن الدماء وحتي نفوت الفرصة علي أعداء الوطن والمخربين، وكان مضمون الخطبة يتحدث علي انه يجوز لولي الأمر أو الحاكم أن يتولي القضاء إذا كان من أهل الاختصاص وهذا ما كان سائدا في صدر الدولة الإسلامية.

كما أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان خريج كلية الهندسة ولا يحسن القضاء فكيف باستاذ شريعة مثلي يقول لخريج هندسة تولي أنت القضاء. ولو ثبت أن طلبت منه ذلك فلن امكث يوماواحدا في الازهر الشريف وأن طلبي بعزل القضاة كنت اتحدث عن أن القاضي إذا خرج عن شرع الله يجوز للحاكم عزله وهذا ليس مقصورا علي عهد الاخوان بل في كل وقت وعصر مهما كان رئيس الجهورية لأن الخروج عن شرع الله يستوجب العزل وليس هذا لخصومة سياسية أو لمجرد انتماء سياسي ولن نقف يوما ضد مصالح الدولة والشعب المصري وهدفنا هو توحيد الصف ونهضة الأمة.

التعليقات متوقفه