حسن عثمان يكتب : الحس الوطنى الناضج وكسر حاجز العزلة  

167

تعددت الإيجابيات التى تحققت بإقامة مباراة المصرى والأهلى المؤجلة من الأسبوع الرابع عشر فى مسابقة الدورى العام، أولى هذه الإيجابيات كان التغلب على تلك المحاذير من خطورة إقامتها وعدم الاستجابة لطلب تأجيلها وهى المحاذير التى نسبها البعض إلى أهالى الشهداء وتلقفها أصحاب الأيدى المرتعشة ممن يريدون استمرار حالة القطيعة التى فرضها الحدث المأساوى المجرم فى فبراير 2012 وراح ضحيته 72 شهيدا فى عمر الزهور من شباب جماهير النادى الأهلي.. واستغلالها لأسباب باتت مكشوفة بعد أن ثبت اختراق صفوف الألتراس لإثارة الفوضى فى البلاد لحساب الجماعة الإرهابية.

الإشارة هنا واجبة لدور الإعلام الرياضى الواعي.. وأتحدث هنا عن كل من حرص على فرد تلك المساحات لحلقات الحوار التليفزيونية والأحاديث والتصريحات الصحفية فى الأيام التى سبقت موعد المباراة وساهمت فى تأكيد ضرورة الاعتراف بما يمليه المنطق ويقبله العقل، وكذلك إذكاء الحس الوطنى الذى يفرض تكاتف كل الجهود والارتقاء بمستوى المسئولية التى تفرضها الظروف التى تمر بها مصرنا الغالية.. وكان من الطبيعى أن نشاهد ونسمع ونقرأ لكل هذا الآراء التى أجمعت على أهمية وضرورة كسر حاجز هذه العزلة التى فرضت على الناديين الكبيرين وجماهيرهما العريضة.. والتأكيد على حفظ حقوق الشهداء الأبرياء والقصاص العادل من كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة التى هزت الكيان الإنسانى داخل مصر وخارجها.. وهم جميعا رهن القضاء والمحاكمة.

ومن أبرز الإيجابيات التى تحققت أن المباراة بين الفريقين كانت وبكل المقاييس الجانب العملى فى إنهاء رواسب تلك العزلة ولعبا فى جو مفعم بحرارة الود والتآخى بل والتركيز الواضح من الجانبين فى إطار المنافسة الرياضية الشريفة بعيدا عن أى تصرفات تعكر هذا المناخ الذى يعلو فيه الحس الإنسانى والحرص على إنجاح المناسبة وألا تحدث فيها ما يعكر صفوها، وفنيا قدم الفريقان عرضا طيبا، وكان الأهلى الأكثر خطورة والأقرب إلى التسجيل لما تهيأ له من فرص ولكنها كرة القدم، كان المصرى المبادر بالتهديف فى الدقائق الأولى من الشوط الثانى الذى اشتعل فيه الحماس بين المديرين الفنيين الأسبانيين خارج أرض الملعب وظل بعد أن تعادل الأهلى ليتقاسما نقتطى المباراة ويخرج الجميع راضيا.

التعليقات متوقفه