كاريكاتير ساخر لزعيم “داعش” في شارلي ايبدو قبل الهجوم الإرهابي

87

عامل من “مالي” انقذ عدد من رهائن المطعم اليهودي

أسقف كاثوليكي: الغرب لا يكترث سوي لضحاياه

مازال الهجوم الإرهابي على مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية مهيمنا على اهتمامات الصحف الأجنبية، حيث واصلت الاهتمام بتداعيات الهجمات التي شهدتها فرنسا في 11 يناير الجاري، والمسيرة التى حضرها 50 من زعماء الدول من بينهم عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

الإرهاب يضرب فرنسا

تحت هذا العنوان رصدت قناة “فرانس 24” الفرنسية مسلسل اعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ يومالأربعاء الماضي، عندم ااقتحم الشقيقان شريف وسعيد كواشي مكاتب مجلة شارلي إيبدو في باريس، وقتل 17 شخصا في أعمال العنف التي وقعت خلال ثلاثة أيام، بينما تستمر الشرطة الفرنسية في البحث عن أي أشخاص يحتمل تواطؤهم مع المسلحين.

وخلفت الهجمات شعورا بالصدمة لدى الفرنسيين،إذ تعد من أكثر أعمال العنف دموية في فرنسا منذ عقود، وخرج أكثر من 700 ألف متظاهر السبت الماضي في مسيرات جابت شوارع مدن فرنسية تنديدا بالهجمات.

في عام 2012،عندما رفضت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة نصائح الحكومة وقامت بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة يظهر فيها عاريا،قامت السلطات الفرنسية بإغلاق سفاراتها ومراكزها الثقافية ومدارسها في أكثر من 20 دولة على خلفية ذلك .. بتلك الكلمات استهلت صحيفة (نيويورك تايمز) تقريرها تحت عنوان (شارلي إيبدو تحمل شعلة الاستفزاز السياسي).

مع مرور الوقت، ظهرت المجلة الساخرة فخورة بما تقدمه، واتباعها للتقاليد التي تعود لأيام الثورة الفرنسية،عندما كانت تستخدم السخرية للتشهير بالملكة ماري أنطوانيت، ثم استخدمت لاحقا لتحدي الساسة والشرطة ،لكن الأسبوع الجاري كان استثنائيا في تاريخ المجلة، حيث نشرت رسما ساخرا لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي قبل قرابة 15 دقيقة من وقوع عملية إطلاق النار داخل مقرها.

ولم تتوقف الصحيفة عند ذلك، فنشرت على صفحاتها رسوما كاريكاتيرية لأكبر الساسة والمفكرين الفرنسيين مصورة إياهم كالسكارى المنغمسين في الجنس، وهذا التوجه من السخرية يفضله الأوروبيون والفرنسيون ولايثير استفزازهم أو غضبهم،غير أنه أثار المشاعر الغاضبة بين المسلمين المتشددين والمسلمين الأقل تشددا، الذين يرون أن التشهير بدينهم “استفزازا” وليس غذاء للفكر.

وفي الأعوام الأخيرة، تعرضت المجلة لتفجير وعمليات قرصنة وتهديدات بالقتل، لكن لم تنجح أي منها في النيل من رسامي الكاريكاتير ورؤساء التحرير، فمدير التحرير شارب ونييه وضعه تنظيم القاعدة على رأس قائمة المطلوبين لارتكابه جرائم ضد الإسلام، ولم يكترث الفريق العامل بالمجلة بذلك واستمر في انتهاج التشهير ضد الإسلام والديانات الأخرى، وهو التوجه الذي منحه مكانة بين الصحفيين الفرنسيين.

نشرت صحيفة (التايمز) البريطانية مقالا بعنوان “فرنسا تدفع ثمن تهميش 6 ملايين مسلم “، حيث استهل الكاتب تشارلز بريمر مقاله بالقول إن صعود الإسلام الراديكالي قد دق إسفينا بين سكان فرنسا الأصليين والمهاجرين .

 ويقول كاتب المقال انه بالرغم من الصوت الواحد في مواجهة ماحصل فإن هناك من يشير بأصابع الاتهام إلى طريقة تعامل فرنسا مع المهاجرين من مستعمراتها السابقة، ويرى أن فرنسا فشلت في دمج المهاجرين من أصل مغاربي في مجتمعها، في حين ينسب كاتب المقال إلى إدويبل ينيل المحررفي صحيفة لوموند الفرنسية القول إن “الهجوم على مجلة شارلي إيبدو هو تحذير للمجتمع بأكمله، لأولئك الذين يلعبون بورقة الكراهية وجميع الذين يلعبون ورقة الخوف “.

تفشي الإسلاموفوبيا:

من جانبها أرجعت المحللة السياسية الفرنسية كاترين ديويندو،حادث الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الذي تسبب في مقتل 12 شخصاً، إلى تفشي الإسلاموفوبيا في فرنسا .

وقالت ديويندو، المحاضرة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، في حوار مع إذاعة دويتشه فيله : ” مثلما هو الحال في ألمانيا،تحدث في فرنسا مظاهرات عامة مناهضة للدين الإسلامي”.”.

وتابعت: ”نشرت مجلة شارلي إيبدو لانتقادات ساخرة من الإسلام، تحت مسمى حرية الصحافة، يمثل سباً للجزء المسلم من المجتمع الفرنسي.

من المفارقة اللافتة للنظر في هجوم شارلي ايبدو أنه من ضمن الضحايا في الهجوم على مقر المجلة الساخرة، شرطي فرنسي مسلم من أصول عربية، اسمه “أحمد مرابط” كان أول الواصلين إلى موقع الهجوم، قبل أن يطلق عليه المهاجمون الرصاص ليردوه قتيلاً. وبحسب التقارير الفرنسية فإن مرابط يعمل في شرطة باريس المتجولة على الدراجات.

وكان مرابط 42 عامًا في دورية قريبة من المكان عندما شاهد سيارة الأخوين كواتشي تحاول الفرار مخترقة شارع ريشارل ونوار بالدائرة الـ11بباريس، وسرعان ما دار تبادل سريع لإطلاق النار وسقط مرابط ذو الأصول الجزائرية على الشارع بعد إصابته. وتقدم أحد المهاجمين نحوه صارخا ” هل تريد أن تقتلنا” ثم أجهز عليه برصاصة في رأسه.

يقول زملاء أحمد مرابط إنه كان مستقيمًا ومتفانيًا في عمله، وكان رجلاً طيبا يحب زوجته وطفليه، وبمجرد انتشار أنباء عن مقتله توافد العشرات من سكان المنطقة على مركز الشرطة الذي عمل فيه،حاملين باقات الورود.

وكما أنقذ عامل مسلم فرنسي يدعي الحسن باثيلي  يعمل في المتجر اليهودي الذي احتجز فيه رهائن شرقي العاصمة باريس الجمعة عددا من الزبائن بإخفائهم في غرفة تبريد، بمن فيهم رضيع لا يتجاوز عمره شهرا واحدا.

وقال باثيلي وهو شاب تعود أصوله إلى مالي لقناة فرنسية إنه قاد الزبائن المصدومين إلى غرفة في الطابق السفلي حيث أغلق الثلاجة وطلب من الزبائن المرعوبين الحفاظ على الهدوء بينما عاد إلى الطابق الأرضي من المتجر اليهودي.

وقال باثيلي “لقد نزلت إلى غرفة التبريد ثم فتحت الباب. لقد كان هناك عدة أشخاص دخلوا معي إلى الغرفة. لقد أطفأت الكهرباء وجهاز التبريد في الغرفة ثم قدت الزبائن إلى الداخل وقلت لهم: التزموا الهدوء لأنني سأخرج.

ومضى باثيلي الذي كان لا يزال تحت تأثير صدمة أحداث يوم الجمعة قائلا “عندما غادروا غرفة التبريد (بعدم قتل المسلحون وانتهي الحصار)، شكروني (على ما قمت به من أجلهم).

الغرب لا يكترث سوى لقتلاه:

في صحيفة (الإندبندنت أون صنداي) البريطانية أيضا نطالع تقريرا يحملال عنوان الغرب لا يكترث سوي لقتلاه ، يقول معدو التقرير إن أحد الأساقفة في كبرى كنائس إفريقيا اتهم الغرب بعدم الاكتراث للتهديد الذي يشكله مسلحو حركة “بوكوحرام” الإسلامية المتشددة، وذلك بعد  قتل مسلحي الحركة 2000 شخص .

وكان إجناتيو سكايجاما أسقف مدينة جوس نيجيريا الكاثوليكي ورئيس مؤتمر الأساقفة النيجيريين يتحدث بينماجثث القتلى تتكدس في الشوارع في مدينة باجا شمال شرقي نيجيريا بعدهجوم مسلحي بوكوحرام عليها .

وانتقد الأسقف ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي على هجمات باريس وماحصل في نيجيريا، حيث الفرق شاسع كما قال .

في سياق متصل،أعلنت شركة جوجل العالمية، تمويل إنتاج النسخ المطبوعة من مجلة شارلي إبيدو الفرنسية، في سابقة غير متوقعة، بمبلغ قدره 250 ألف يورو أي ما يعادل نحو 300 ألف دولار أمريكي، من صندوق الابتكار، في حين تعهدت الصحف الفرنسية بدفع مبلغ مساوٍ تقريبا، لدعم المجلة.

واتفق عدد من شركاء توزيع إيبدو على العمل الجاد خلال الفترة المقبلة،دون الالتفات للربح المادي، في ما قال أحد كتاب المجلة لـ “سيإنإن” متحديًا: “المجلة ستصدر الأربعاء ولن نجعلهم ينتصرون”.

التعليقات متوقفه