إقبال بركة تكتب: كلنا شارلى إبدو !!

157

شكشكة

اغتيال صحفى أو رسام أو كاتب أو سياسى فى أى بلد فى العالم يعتبر ضربة موجهة لقلب كل من يعمل فى مجالات الرأى و تهديدا مباشرا لحرية التعبير .و سواء ارتكبت الجريمة فى باريس أو القاهرة أو لندن أو استراليا ، فالجريمة واحدة ونحن الضحايا ، و لاتقل بشاعة عن قتل مواطنين أبرياء سواء كانوا يهودا أم عربا أم أفارقة .

و بعد الجرائم التى ارتكبت ضد محررى الجريدة الفرنسية شارلى إبدو على يد شقيقين فرنسيين من أصول عربية ثبت أن الإرهاب أصبح كالوباء ينتشر فى أغلب بلاد العالم و يزداد عنفا و شراسة .

و للأسف زادت  الجماعات التى تلتحف بالإسلام و تتخذه ذريعة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية من القاعدة الى بوكو حرام مرورا بداعش و كلهم ذرية من نسل الإخوان المسلمين الذين  تأسست جماعتهم عام 1928 ، حتى اصبح لزاما علينا نحن المسلمين أن ندافع عن ديننا و ندرأ عنه تلك الشبهات التى تجعله يبدو فى عيون الكثيرين وحشا كاسرا لا يرتوى الا بالدماء .

إنهم لا يدركون أن تلك الجرائم تسىء للنبى محمد أكثر كثيرا من أي رسومات كاريكاتيرية أو عمل فنى أو تصريح من أشخاص معادين للإسلام . و قد راجعت رسوم الكاريكاتير التى  قصد بها الإساءة للمسلمين  عن طريق تشويه صورة نبيهم و حبيبهم الرسول عليه الصلاة و السلام . كلها ، بل كل رسومات تلك المجلة تصل الى  درجة غير مسبوقة من الإسفاف  و التدنى ، وصلت الى حد تصوير رئيس وزرائهم  و عضوه الذكرى يتدلى  من  بنطلونه  !! لم يتركوا رمزا و لا شخصية عامة ، دون استثناء للبابا و رجال الدين المسيحى و اليهودى  ..الخ الا و مرغوا بصورتها التراب. و قد تعجب تلك الصور القراء فى الغرب ، و لكننا كمسلمين لا نراها فنا بل نوعا من أنواع الفحش الذى كانت تتبعه ” النساء فتوات الأحياء  زمان وسط المشاجرات ، عندما كن يخلعن ملابسهن و يقفن عاريات تماما وسط الشارع و اللى ما يشترى يتفرج !!

الرسم الجديد للرسول ( صلعم ) يصوره دامعا يقول أنا شارلى إبدو ، وفى رأىي أنه لا يسخرمن الرسول بل يعبر بوضوح عن تبروئه من جرائم المتطرفين . و فى كتب السيرة النبوية روايات كثيرة تدل على أن الرسول أثناء حياته عانى كثيرا من الحمقى المتهافتين لإثبات تدينهم وولائهم .وقد استمر هذا التهافت بعد وفاته فاخترعوا آلاف الأحاديث و نسبوها زورا للرسول ،رغم تحذيره بأن من كذب عليه فليتبوأ مقعده من النار . و المؤسف أن تلك الأحاديث المغلوطة ترسخت فى ذاكرة المسلمين و توارثوها جيلا بعد جيل و أصبحت تزاحم أحاديثه المتواترة رغم تعارض الكثير منها مع فكر و شخصية الرسول ، و أحيانا مع صحيح الدين .

الأخوان القاتلان  ينتميان الى جيل بائس من شباب المسلمين شوشت أفكاره جماعات مغرضة نشرت الأحاديث الأحادية المرفوضة بهدف التمويه و الخداع و إلباس الحق بالباطل جريا وراء ملايين الدولارات التى تدفقت عليهم من حكومات خدعت فيهم أو رغبت فى تسليطهم على المسلمين.  وماكان لأولئك أن يتمكنوا من نشر ضلالاتهم لولا ما يعانيه الشباب المسلم فى بلاده و كل بلاد العالم من اضطهاد و تهميش وبطالة وفقر ، مع غياب الخطاب الدينى الذى يتفق مع مفاهيم العصر و يوضح علاقتها بالإسلام الصحيح .

 

 

التعليقات متوقفه