فى ندوة لتأبينه بنقابة الصحفيين أحمد طوغان … المحارب بالريشة والقلم

239

عايدة الباز .. السيسي أمر بعلاج طوغان علي نفقة وزارة الدفاع وكان حريصاً علي الاطمئنان عليه

أقامت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إحتفالية لتأبين فنان الكاريكاتير أحمد ثابت طوغان أدار الندوة الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس مقرر اللجنة وتحدثت فيها زوجته الدكتورة عايدة الباز فنانة الكاريكاتير التي استهلت حديثها بشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي لاهتمامه البالغ بطوغان قائلة عندما بلغه مرض أحمد اتصل بالسفير علاء يوسف ولم نستغرق سوي ساعات في نقل أحمد من مستشفي النخيل لمستشفي القوات المسلحة . كما اتصل المشير السيسي بوليد “ابن طوغان” للاطمئنان علي حالة والده ولكنه لم يكن بجوار والده في هذه اللحظة فقال له ” انا كنت عايز أسلم عليه وطلب منه يسلم عليه وقاله قول لماما لا تقلق نحن معها ”

واضافت عايدة قائلة لاتوجد انسانية واحساس ووعي أكثر من ذلك ولهذا انا أشكره جدا وأعتز بما حدث جدا, والحقيقة لدي أكثر من عتاب لجريدة الجمهورية التي كان أحمد طوغان أحد مؤسسيها وعمل بها أكثر من 45 سنة فهي لم تساهم بأي شكل في علاجه ولم تسعى لرفع  أوراقه لأماكن اخري تتحمل علاجه علي نفقتها فعلاج أحمد كان واجباً علي الجمهورية لم تقم به ..ولم يكن واجباً علي وزارة الدفاع ولكنها قامت به !

وتستطرد قائلة منذ حوالي عشر سنوات قام أحمد بإجراء جراحة وتكفلت الجمهورية  بكل المصاريف لان كان هناك عقد سنوي مبرم بين أحمد والجمهورية . ولكن قام رئيس التحرير  محمد علي ابراهيم برفد احمد ” وقال نحن مستغنيين عن خدمات أحمد طوغان ” انا استغربت كيف يستغني الاستاذ محمد علي ابراهيم عن خدمات أحمد طوغان .وبناء علي الاستغناء عن خدمات احمد طوغان فلن يكون معه عقد وبالتالي لن تكون الجمهورية ملزمة بعلاجه او الاهتمام به ! كما لو كان تاريخ أحمد طوغان كله محصوراً في هذه الورقة مع ان أحمد طوغان كان لديه سماحة غير عادية وكان دائما يقول عنهم انه ” مش فاهمين ” لم يغضب ولكني كنت أشعر بإنه كان متأثراً .

وتضيف الباز أن نقابة الصحفيين رفضت علاج احمد علي نفقتها بدعوي انه اقام معرضاً معرض ايه الذي يمكن أن يعالج احمد .فإذا كانت  النقابة ايضا ليست لديها اموال , كانت تستطيع رفع الاوراق لمنطقة اعلي .فاحمد طوغان رمز من رموز مصر ولذلك لا يجب الاستهانة كذلك وزارة الثقافة لم يكن لها اي دور في علاج أحمد ولهذا أنا مستغربة لا الجمهورية ولا النقابة ولا وزارة الثقافة كان لهم اي دور ووزارة الدفاع هي التي تعالج أحمد علي حسابها ففي رأى الاوضاع ملخبطة .

وتؤكد عايدة أن  فكر  طوغان كان عالياً جدا و واسع الأفق ومثالياً لدرجة شديدة .قائلة بعد ثورة 25 يناير تكلمت معه عما تقوم به حماس من إرهاب وضرب وقتل وعدم تدخل الشعب الفلسطيني لمنع هذا . فكان ينظر الي وكأنني بلهاء وكثيرا ما كان يتهمني بالبلاهة وقال ” الشعب الفلسطيني شعب بائس ومصر هي الشقيقة الكبري . طوغان ايضا كان الشقيق الأكبر للجميع ولكنه كان يغضب مني احيانا وتضيف قائلة كل أفكاره عمل منها صدقة جارية سيستفيد منها أجيال .

قبيلة النجمة

ويضيف أحمد عبد النعيم الذي قام بعمل دراسة اكاديمية موسعة عن طوغان قائلا طوغان جزء أصيل ومهم من تاريخ مصر وكان في حالة حرب دائمة للدفاع عن مصر ومعني كلمة طوغان ” صائد الصقور ” وجده كان آخر شيخ لقبيلة النجمة التي سكنت حدود مصر وكانت في حالة دفاع دائم عن مصر وهو الفنان الوحيد الذي حارب بالريشة والقلم عندما شارك الجزائريين واليمنيين حربهم ضد الاستعمار . وقد سافر من تونس للجزائر سائرا علي قدميه حتي يوصل القضية الجزائرية إلي كل العالم . وقد سافر الي اليمن 26 مرة حتي ان قبيلة الحجر أعطته عضوية القبيلة نفسها كان لديه حالة ابداع وحالة وجدانية مستمرة.كما أنه كان مصنف أحد اعداء السامية في العالم .فقضي 60 عاما يناصر القضية الفلسطينية .

وفي سنة 42 عندما وقعت عيناه علي البوسترات والملصقات التي أستخدمها شرشل لرفع الروح المعنوية لجنوده . قام طوغان بجمع الكاريكاتير بعمل رسومات لمحاربة هتلر .

بدأ مسيرته الفنية وسط عظماء فن الكاريكاتير ،والذين كانت تغلب علي رسوماتهم الفكرة  الغربية مثل رخا وصاروخان الذي كان أرمنياً تقابل مع أحد البشوات واعطاه توصية لمقابلة رئيس تحرير مجلة الساعة 12 وقابله رئيس التحرير بطريقة غير لائقة ثم تقابل بعدها مع صديق عمره محمود السعدني الذي قال له ” تلاقيه غيران منك ”

ثم انتقل إلي جريدة اخبار اليوم واعطاه علي أمين فرصة كبيرة ولكنه لم يستمر في أخبار اليوم حيث ان لها مدرسة خاصة وهو لا يتبع اي مدارس فذهب الي جريدة الجمهورية وكان أحد مؤسسيها .وكان في حالة دأب مستمر هو دائما لديه حالة من الوهج المستمر . ثم انتقل لحالة كفاح من شكل مختلف .

وتقول عنه الرسامة نجوي علام   ” أثر في حياتي كثيرا جدا رغم معرفتي به القصيرة جدا كأستاذ لي كنت أسأله وأفهم منه وأثير معه كل القضايا وعندما القي الي بمشروع مذكراته يسألني رأي فيها قلت له هل بعد كتابتك راي .

وفي نفس السياق يقول الفنان “عفت ” عن طوغان كان حلقة اتصال بين تاريخ مصر وبين المعاصرة وهذا يتجلي في رسوماته الشاويش والنمرة التي كان يعلقها في الماضي والتمرجية والايشارب الفوال الابيض اي رصد ووصف دقيق للحقيقة ”

ويضيف في سنة 95 كنت رئيس الاتحاد الفيدرالي لرسامين العالم واتفقت مع السيد رؤوف الريدي نائب رئيس مكتبة القاهرة علي ان يفتتح مصطفي حسين البينالي الذي كان سيتم هناك ولكن الريدي اعتذر في وقت حرج فوقف معي طوغان وعملنا الافتتاح في المركز البريطاني.

الوطن العربي

ويترحم عليه  جمعة فرحات بقلب يملأه الأسي فمعرفتي به تبدأ من السبعينيات وكان كتاب “قضايا الشعوب ” أول كاريكاتير آراه في حياتي .لقد كانت القضايا العربية شغله الشاغل وكان يتميز بأنه لم يحارب فقط بريشته بل انه حارب كأي مواطن عادي .حتي هيمنجواي عندما حارب لم يحارب بدافع وطني بل فعلها بدافع المغامرة . فقضايا الوطن العربي كان يراها وكأنها قضايا مصر وكأن مصر لا تعد محررة وهناك بلدان عربية مازالت محتلة . ولهذا دخل الجزائر واشترك في حرب التحرير كما شارك في حرب اليمن بعدما طلب هذا من القوات المسلحة المصرية . فقد كان حزيناً لما يحدث في الوطن العربي كما ان قيادته لرابطة رسامي الكاريكاتير كانت تتميز باللطف والهدوء ولهذا نطالب بعمل متحف لرسومات فنانين الكاريكاتير .

 

التعليقات متوقفه